تدشين "عبور الربع الخالي" في الجمعية الجغرافية الملكية بلندن

...
...
...

 

 

مسقط – الرؤية

 

اجتمع ما يزيد على 550 شخصًا في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن للاستماع إلى قصة عبور الربع الخالي التي انطلقت من صلالة وانتهت في الدوحة والتي قام بها المستكشف العماني محمد الزدجالي والمستكشف البريطاني مارك إيفانز، وذلك بدعوة من سعادة عبد العزيز الهنائي سفير السلطنة المعتمد في المملكة المتحدة وبحضور صاحب السُّمو الملكي دوق كينت وسعادة جون ويلكس سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى السلطنة.

وافتتح صاحب السمو الملكي المعرض المصاحب الذي يستمر حتى 16 من الشهر الجاري إضافة إلى تدشينه لكتاب الرحلة والذي نشرته دار جلجامش للطباعة والنشر في لندن.

 

ويحتوي كتاب عبور الربع الخالي على مقدمة كتبها صاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز، وهو كتاب ضخم يحكي قصة الرحلة ويحتفي بها. كما يضم عددا كبيرا من الصور الأرشيفية القديمة والحديثة إضافة إلى نصوص تصف الرحلة. ويسبر هذا الكتاب أغوار المنطقة موضحًا أهم التغيرات التي طرأت عليها منذ 80 سنة وإلى يومنا هذا. ويمكن الحصول على نسخة منه من دار النشر.

 

وبفضل التغطية الإعلامية المكثفة عن طريق البي بي سي وسكاي نيوز والجزيرة وصل خبر هذه الرحلة إلى أكثر من 160 مليون متابع حول العالم، كما كانت ضمن المواضيع الرئيسية في جريدة التايمز في لندن حيث كتبت الجريدة: ولا توجد إشارة إرسال للهاتف في الربع الخالي إلى الآن ولكن بها كرم لا يضاهى. وقد عبر هذه الصحراء المستكشف البريطاني مارك إيفانز البالغ من العمر 54 عاماً والذي يعمل مدربًا في أوتورد باوند عُمان، وقطع مسافة نقدر بـ800 ميل مشيًا على الأقدام من صلالة إلى الدوحة. وقد تجلى الكرم في ذبح 28 شاة وسبعة جمال وثلاثة أغنام ترحيبًا به في المناطق التي ينزل بها.

 

وهذه كمية كبيرة من اللحم، فمن منّا يتوقع أن تحوي أكبر صحراء في العالم على هذه المساحات من المراعي؟ ليس الكثير منّا يعي ذلك لأنّ الربع الخالي لا تزال خارج نطاق الوجهات التي يزورها السياح كما كانت عندما زارها بيرترام توماس الذي يعد أول غربي يقطع هذه الصحراء وذلك في عام 1931م. وسر هذه المراعي يكمن في الأمطار التي يندر هطولها ولكنها تقدر بمعدل إنش واحد سنوياً. وخلال ست سنوات لم تهطل الأمطار في الربع الخالي ولكن سماءها رحبت بمارك إيفانز حيث هطلت الأمطار مرتين مباشرة بعد بدء رحلته.

 

ولم تخلو هذه الرحلة من المصاعب، فقد تركوا خلفهم أحد الجمال التي رفضت مُتابعة السير كما رفضت جمال أخرى التحرك في حالات كثيرة. ولكن التعقيدات الإدارية هي أكبر المشاكل التي يواجهها المستكشفون بحيث إنهم يحتاجون للحصول على إذن خاص من حكومات عمان والسعودية وقطر لكي لا يُعتقد أنهم منقبون أو ما هو أسوأ من ذلك.

ولم تكن الرحلة الأولى منذ الرحلة التي قام بها توماس، بل سبقه ويلفريد ثيسيجر في عام 1940، كما قام مستكشفون بريطانيون بعبورها عام 2012 باستخدام مركبة. ورحلة إيفانز على وشك الوصول إلى ناطحات السحاب في الدوحة وستضيف حدثًا حافلا لسجلات الاستكشافات البريطانية التي سيطرت عليها الثلوج والصخور والأجواء الباردة. كما تذكرنا هذه الرحلة بأنّ لدى الجزيرة العربية الكثير لتقدمه وليس الدم والنفط والعرق والدموع فقط. وسيجري تدشين الكتاب رسميًا باللغتين العربية والإنجليزية في مسقط في عام 2017.

 

 

 

جانب من اجتماع الجمعية الجغرافية الملكية في لندن

 

تعليق عبر الفيس بوك