18 نوفمبر.. عندما تعجز الكلمات عن التعبير

 

درويش الكيومي

يحمل شهر نوفمبر من كل عام محبة جماء لا توصف بالكتابة إطلاقا، بل هو انطباع خاص في قلب كل عماني ترعرع منذ طفولته على حب تراب هذا الوطن الغالي وعهد مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المفدى - حفظه الله وأبقاه-، فمنذ ذلك اليوم الذي وضع بصمته الذهبية على أرض عمان الحبيبة أشرقت من خلاله الأنوار الفضيّة ذات الألوان الثلاثة الأبيض والأحمر والأخضر المبهجة للنفس والعين، وقد امتزجت مع سحائب السماء الممطرة بالخير الوفير واليمن والبركة على هذا الوطن المعطاء، والذي نقش يومه وذكرياته على قلوب كل أبناء الشعب العماني وهو لا يزال ذلك اليوم النوفمبري ينير ويضيء دروبنا في كل أنحاء وطننا الحبيب عمان، فماذا اكتب عن أرض الغبيراء ومجان ومزون إنّها الأصالة والمجد والحضارة والسلام والتراث والثقافة التي تنال شرفها كل عام .

إنّ مسيرة النهضة المباركة ظهرت منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة مقاليد الحكم في عمان الغالية، كان ذلك اليوم يمثل لنا علامة بارزة واضحة على دروب مسيرة النهضة العمانية الشاملة وهي تكمل على امتداد هذه الأرض الطيبة التي دعا لها المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث قال "رحم الله أهل الغبيراء آمنوا بي ولم يروني" فهي مرحلة بناء الدولة العصريّة حتى شملت أطرافها التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والدفاعية والأمنية وغيرها من النواحي التي استعادت دورها الايجابي فإنّه خلال الخمسة وأربعين عاما الماضية قد ازدهرت بها تجربة التنمية في السلطنة الحبيبة، حتى توافر لها الجيل الكامل من العقول المتفتحة والسواعد الفتية جيل نشأ وترعرع في أيام النهضة المباركة، حتى أصبح ذلك الجيل يمتلك الأداء الفعال والرؤية الثاقبة في المجتمع العماني، والتي بدأت منذ العام الأول للنهضة الظافرة في عام 1970م (فأنا أفتخر بأنني من أبناء ذلك العام) الذي انطلقت به المسيرة بشكل قوى مع بداية الخطة الخمسية الأولى للتنمية وجاءت في الواقع كبنية منطقيّة لعمل علمي متكامل وإرادة صائبة ونظرة صحيحة وإيمان وعزيمة لا تعرف اليأس ولا الملل بقدرة المواطن العماني الطموح بتوجيه من القائد المفدى - حفظه الله ورعاه -

وها هي عمان الحبيبة تزدهر يومًا بعد يوم منذ ذلك اليوم المجيد وحتى يومنا الحاضر ولا تزال بها عملية التنمية تصل إلى السهل والجبل والوادي وقد غطت على كل شبر من أرض بلادنا الغالية من خدمات جليلة في التعليم والصحة والإسكان والسياحة والزراعة والاتصالات، والطرق التي ربطت الجبل بالسهل والمدينة بالقرية والصحراء بالبادية حتى أصبحت عماننا الحبيبة، وكأنّها بيت واحد من التواصل بين المواطنين، بفضل مكرمات صاحب اليد البيضاء الذي عوّد شعبه عليها في جميع المحافل والمناسبات الغالية، نسأل الله عزّ وجل بأن يجعل كل مكرماته الجليلة في ميزان حسناته إن شاء الله، فهو الأب والمعلم والقائد العظيم. وقد ابتهج كل شبر من عمان بعودة صاحب الجلالة إلى أرض الوطن وقد امتزج ذلك اليوم بدموع الفرح القلبية والمشاعر الجيّاشة من كافة المواطنين رجالا ونساءً وشبابا وأطفالا، وتغنى بعودته الشعراء، وعبّر الكتاب ورسم الفنانون وهناك براءة الأطفال عبّرت بالسجود داخل صرح المدارس شكرًا لله.

فهنيئًا لك يا مولاي صاحب الجلالة والأسرة الكريمة والشعب العماني بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، وعماننا تعيش هذه الأيام أحلى وأجمل أيامها السعيدة من الذكريات الخالدة، ووفقنا الله وإياكم جميعا لخدمة وطننا الغالي عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظك الله ورعاك قائدا ورائدًا وأبا حنونا على الشعب العماني.

وكل عام والجميع بألف خير..

 

تعليق عبر الفيس بوك