مطالب بزيادة الدعم من الزريعة والأعلاف والتوعية الإرشادية

انطلاقة جيدة لـ"الحقول الزرقاء" في السلطنة.. ورواد الأعمال يأملون مضاعفة الإنتاج

 

الرؤية- فايزة الكلبانية

تشهد مشاريع الاستزراع السمكي المعروفة باسم "الحقول الزرقاء"، انطلاقة جديدة ونموا متسارعا في ظل إقبال عدد من رواد الأعمال الذين يأملون مضافعة الإنتاج من الأسماك خلال الفترة المقبلة.

والحقول الزرقاء هي مشاريع الاستزراع السمكي وتحديدًا الأحواض التي تستخدم في استزراع الأسماك وباقي الثروات البحرية من القشريات والرخويات كالروبيان والحبار تلك الأحواض التي تكتسي المياه فيها باللون الأزرق وتكون ممتلئة بصغار الأسماك التي تعرف بالزريعة، بجانب الأعلاف اللازمة لنمو تلك الأسماك وتكاثرها مما يساهم في زيادة الإنتاج السمكي وتحقيق قدر من الأمن الغذائي للبلاد.

وقال محمد بن عبد الله بن خلفان الريامي مستثمر وصاحب مشروع استزراع سمكي في قرية الجحيلة بولاية بركاء في محافظة جنوب الباطنة وأحد أوائل المستثمرين الذين اقتحموا غمار زراعة الحقول الزرقاء وذو باع وخبرة طويلة في هذا المجال، إن الحقول الزرقاء ميدان واسع للاستثمار يوفر فرصاً لزيادة الإنتاج الغذائي وقد بدأت مبكراً في مشروع استزراع أسماك البلطي والروبيان وكان ذلك قبل 16 عامًا وتحديدًا في عام 2000. وأضاف أن بداية المشروع شهدت حاجة للصبر والاهتمام والمتابعة المستمرة للمشروع، مشيرا إلى أنه بمقاييس ذلك الوقت كانت عملية الاستزراع مكلفة ولا يتوقع الوصول إلى المرحلة التي تعد بالإنتاج التجاري قبل مرور فترة قد تطول أو تقصر حسب إمكانيات صاحب المشروع، لكنه عمل بثقة ولم يتراجع وواصل الاستثمار في هذا المجال باقتناء التكنولوجيا الحديثة والتوسع في زراعة الحقول الزرقاء. وتابع: "بعد 16 عامًا من البداية أرى مستقبلا واعدا لزراعة الحقول الزرقاء في السلطنة وإقبالا كبيرا من المستثمرين من فئة الشباب بمختلف محافظات ومناطق السلطنة، وصل مشروع الاستزراع الذي قمت بإنشائه إلى مرحلة الإنتاج التجاري، وقام عددٌ من المختصين بشركة المرسى للأسماك بزيارة للمشروع واطلعوا عليه والإنتاج السمكي من المشروع يلقى إقبالا كبيرا داخل السلطنة حيث أقوم بتسويقه في محلات التسويق الكبيرة كما أن هناك اهتماما كبيرا من شركات أسماك من خارج السلطنة لعقد شراكة لتصدير الإنتاج إلى الدول المجاورة وبسعر جيد".

وأضاف الريامي أن الاستزراع السمكي نشاط اقتصادي مربح واستثمار آفاقه واسعة، لكن هناك حاجة للدعم خاصة ما يتعلق بالزريعة والأعلاف الضرورية لنجاح أي مشروع للاستزراع السمكي، إذ إنّ وجود الدعم الشامل من الجوانب الفنية والعلمية والإرشادية وتوفير المستلزمات الضرورية وأدوات الإنتاج يعني النجاح لمشاريع الاستزراع السمكي وزيادة الإنتاج وتحقيق قدر من الأمن الغذائي للبلاد.

تجربة ناجحة

تجربة أخرى ناجحة من ولاية منح بمحافظة الداخلية وهو مشروع في قرية المحيول لزراعة الحقول الزرقاء لصاحبها عيسى بن سالم السلطاني، الذي أوضح أن المشروع بدأ في أبريل 2010 أي قبل ست سنوات؛ حيث قام بتجهيز المشروع ووضع أهداف إقامة المشروع. وأكد أنه يسعى إلى زيادة الإنتاج السمكي وتحقيق الربح، مشيرا الى أن الهدف الرئيسي من المشروع تأمين إنتاج سلالة محلية من زريعة ذات جودة عالية ورافد للمشروع، بحيث يتفادى الاعتماد على الاستيراد بعد هذه المرحلة، وتكون الزريعة محلية 100%. وبين أنه بعد هذه المرحلة يعمل للوصول إلى الإنتاج التجاري وزيادة الإنتاج السمكي من الاستزراع، وهي المرحلة التي يتم الوصول إليها في مدة قصيرة متى ما توفرت الزريعة ذات الجودة الممتازة. وتابع: "استفدت من الإمكانيات الطبيعية والبيئية في قرية المحيول من توفر الموقع المناسب للحيازة الزراعية وتوفر مصادر المياه، فأقمت المشروع وأخذت في الاعتبار عوامل الطقس السائدة مثل الحرارة وتأثيرها على المشروع، حيث إن زيادة درجات الحرارة مضرة بالمشروع مثلما هو الانخفاض الكبير والمفاجئ لدرجات الحرارة". وأوضح أن هناك عوامل وجود الأكسجين في المياه والملوحة وغيرها التي تؤثر في زراعة الحقول الزرقاء.

وأكد عيسى السلطاني جدوى الاستثمار في زراعة الحقول الزرقاء في السلطنة وأنّه استثمار ناجح وخاصة للشباب الذين يتعين عليهم عدم الاستعجال في الاستثمار بهذا المجال، والسعي لاستشارة المختصين والخبراء والاستماع إلى توصياتهم العلمية ونصائحهم القيمة، والتي تختصر الطريق إلى النجاح حيث من واقع تجربته استفادة من توجيهات الخبراء والمختصين في إقامة مشروعه.

وعن التطلعات المستقبلية، قال السلطاني: "طموحي الكبير هو تحقيق هدف جعل مشروعي المفرخ الموزع لصغار الأسماك المسماة بالزريعة والتي تعد نواة زراعة الحقول الزرقاء وإنتاج سلالة محلية بجودة عالية وكذلك إنتاج أعلاف خاصة للاستزراع وذلك للدفع بمشاريع زراعة الحقول الزرقاء في السلطنة نحو النجاح والذي هو قريب المنال".

تعليق عبر الفيس بوك