متحف بيت الغشام يقدم تجربة ثقافية وسياحية فريدة مع قرب الافتتاح

 

مسقط - الرؤية

أيام قليلة ويَفتح متحفُ بيت الغشام أبوابه أمام الجمهور في تجربة ثقافية وسياحية فريدة، فلا ينظر إليه كمتحف فحسب ولكنه مشروع ثقافي واعد، يحمل بين جنباته الكثير من الأفكار والرؤى التي نفذ جزء منها حتى قبل افتتاحه، وهي المهرجانات الشعبية التي تزامنت مع احتفالات البلاد بعيدي الفطر والأضحى وكذلك الاحتفال بمنتصف رمضان وعرضت على خشبة مسرحه المفتوح مسرحيات جذبت الكثير من الجمهور.

وقال سعيد بن خلفان النعماني مدير المتحف: "التقطنا صوراً فوتوغرافيةً مركزةً على جميع غرفِ المبنى وما تحتويه كلُّ غرفة من (روازن)، مفردها روزنة، وهي عبارة عن كوة، نافذة هلالية صغيرة مغلقة من الخارج، جمعا : روازن، وهي بمثابة الشكل الداخلي المجوف الذي توضع فيه آنية المنزل وما يستخدم تُحفةً أو زينة، سواء كانت مزخرفة، أو بدونها، وذلك كي نحدد نوع وعدد التحف والمقتنيات التي يستحسن وضعها في كل موقع، فتجهيز البيوت ليس كتجهيز الحصون والقلاع وإن كانت تتفق في كثير من الأحيان في استخدام الآنية والأسلحة بمختلف أنواعها. وبشكلٍ عام فإنّ الزخرفة عادة - بصرف النظر عن المدخل الوحيد - فهي تقتصر على الجزء الداخلي من البناء إذ إن الجزء المسور والساحة أو الساحات التي غالباً ما تتميز بوجود رواق مسقوف أو مقنطر وكذلك غرف الاستقبال الرئيسية يمكن أن تكون مزخرفة بالأفاريز وأشكال الجص المصبوب والبلاط والسقوف المطلية وتظل تفاصيل الزخرفة المعمارية والفنية شأناً يخص أهل البيت دون غيرهم.

وبعد حصر جميع تلك الروازن وتحديد نوعية التحف التي يُمكن وضعها في تلك الأمكنة حتى تعبر عن جماليات البيت العماني، تطلعنا بداية إلى ما يحتفظ به المهتمون من تراث البلاد من خلال زيارتنا لأغلب ولايات السلطنة وللمتاحف الشخصية، فوجدنا اهتماماً كبيراً للحفاظ على ما تبقى من تراث واستمعنا إلى حكايات جميلة حملت اعتزازاً بالموروثِ الثقافي وتفاؤلا بأي مشروع حضاري يعنى بهذا الجانب.

وحول جهود البحث عن التحف والمقتنيات الأثرية، قال: توجهنا أيضاً الى الأسواق التقليدية، ولعل سوق نزوى كان وجهتنا الأولى باعتباره سوقا مركزيا للقادمين من مختلف ولايات السلطنة  يحمل الكثير من أسرار هذه التحف التي تَفِدُ إليه من كل صوب بين بائع يبحث عن مبلغ مجزٍ ومشترٍ يبحث عن تحفة تاريخية لا يعرف قيمتها أحدٌ إلا هوَ، فقد فُـقِـدت أكثرها- كما يؤكدون- من خلال الأفواج السياحية الذين كانوا يشترون كل ما هو قديم دون فِصَالٍ في الثمن، فبيعت أثمنُ المقتنياتِ بأبخسِ الأثمانِ لاسيما الأسلحةُ القديمةُ والسيوفُ والبنادقُ وكذلك المقتنياتُ المنزليةُ كالمناديسِ والأوانيِ النحاسيةِ، أما الذي في أيديهم فقد رفض أكثرهم بيعه، وقالوا: جئت متأخرا!".

وأضاف: "طرنا إلى زنجبار حيث أسواقُها القديمةُ المتوزعةُ بين حاراتِ وأزقةِ المدينةِ الحجرية بشوارعِها الضيقةِ وجُدرانِها الطينيةِ المُبطنةِ بالأحجارِ والجص، والأعمدة التاريخية التي تقف كحرس استقبال في كل مكان وشواهد المقابر التي مر بها الزمن سريعاً إلى غير رجعة، والأطلال الطينية الباقية بجدرانها المتينة التي تحمل تاريخاً وحكاياتٍ صادقةٍ لكل حدثٍ مضىَ بتلكِ البقاع.

تعليق عبر الفيس بوك