الرخاء والخير في عمان

 

  سارة البريكية

تأتي على الإنسان لحظة يكون فيها معول هدم إن أراد، وأن يكون أداة بناء ولبنة قوية في صنع الأحداث والمعجزات إن طلب هذا وأراده، ولهذا فإنه ومنذ أربعة عقود كان الرهان على أن تكون عمان بلدا ينشد التطور ويسعى للتقدم، فكان لها ذلك بفضل حنكة وسياسة عاهل البلاد المفدى مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- إذ منذ اعتلى جلالته العرش ومقاليد الحكم في البلاد عمل على أن ينقل عمان من بلد سادها آنذاك شح الموارد وضعف الإمكانيات وقلتها، وانعكس في وقتها كل ما تقدم ذكره على ثقافة شعب وتخلف أمة، مفرزا تأخرها عن الركب وعوامل التقدم والتطور، بالرغم من أنه كان لديها منذ القدم من المقومات ما بمقدوره أن يجعلها مسبقا في مصاف الدول التي سبقتها في التطور والمدنية والحداثة، ولكن لم يتسن لها ذلك قبل عصر النهضة لأسباب كثيرة، إلا أنّه وبفضل الله تعالى علينا ثم صدق العمل والإخلاص لهذا البلد من لدن قائد مخلص وفيّ محب لوطنه وشعبه هو جلالته يحفظه الله ويرعاه، أصبحت السلطنة اليوم وبعد جهد جهيد دولة عصرية بكل المقاييس، وبلد متحضر يؤمن بالحداثة والتطور وبالسلام وأهميّة التسامح، ويعمل في إطار جهود متكاتفة ومتوحدة على ازدهار الوطن وتكامل منظومات العمل المؤسسي والحكومي لينعم المواطن بكامل حقوقه، ليعيش في وطنه معززا مكرما.

ومن هذا المنطلق ولتحقيق ما ذُكر، فإنّ القيم الجميلة والأهداف النبيلة الرامية إلى بلورة التوجّهات السامية وترجمتها عمليًا على أرض الواقع، ترسّخت منذ البدء وبشكل وعاه الكبير والصغير، وتم تأمين استدامتها في إطار الحرص الشديد والتوجيهات المستمرة بما جعلها فعالة، وجلالته أبقاه الله وأطال في عمره أخذ على عاتقه العمل بذلك، والنهوض بكل الجهود والمقدرات الوطنية التي تسهم وتعزز من دفع مسيرة العمل والبناء، والتي شكلت ثوابت قوية ومرتكزات مهمة جدا.

إن السلطنة وهي تتطلع اليوم إلى الثامن عشر من شهر نوفمبر الحالي الذي يصادف يوم الجمعة، والذي نعتبره نحن العمانيون تاريخا مشهودا، ويومًا "عيدًا"، تهللت فيه عمان واستبشرت بمقدم ومولد جلالته يحفظه الله ويرعاه، فإنّها اليوم من أقصاها إلى أقصاها، تنظر بعين ملؤها الرضاء بما تحقق، وتشرئب الأعناق فخرا بما نعيشه من خير وأمن وأمان ومنجزات عظام، وحلول ذكرى السادسة والأربعين لعيدنا الوطني المجيد، يؤسس لمرحلة جديدة ملؤها تفاؤل بأنّ القادم سيكون أجمل بإذن الله، وأن المستقبل في عمان ولعمان سيكون بقدرة قادر مشرق ووضاء، فقط علينا نحن المواطنين أن نلبي ذلك النداء، وأن نستجيب لذلك الصوت حين قال صاحبه وهو جلالته أيّده الله "وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.

إنّ ستة وأربعين عامًا التي مضت من مسيرة النهضة المباركة كانت حافلة بالكثير من الإنجازات التي تحققت على هذه الأرض الطيبة، إذ استكمل فيها ما أراده باني النهضة لها من تقدم وتتطور، وها هي عمان اليوم تعيش أبهى حلل العزة والفخار، وترجو من الله تعالى أن يجعلها بلدا مباركا آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها كل حين، وأن يحفظها جلّ جلاله وجميع بلاد المسلمين من كل شر وأن يجنبها الفتن وويلات الحروب والنزاعات.

إنّ السلطنة وهي تستعد للاحتفال بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، فإنّها بقيادة مولانا جلالة السلطان قابوس أمد الله في عمره، يتواصل اهتمامها بالإنسان العماني أينما تواجد وكان، حيث إنه ومنذ البداية كان هذا الإنسان هو هدف التنمية ومحورها وركيزتها الأساسية، وهذا النهج اختطه جلالته وصار عليه حتى يومنا هذا، ومن خلاله أصبحنا شعبا يشار إليه بالبنان، ويضرب به المثل في الكرم والطيب وجمال الأخلاق والمعشر.

إنّ الجهود التي بذلت طوال السنوات الماضية لجعل عمان بلدا في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة، آتت أُكلها، فقد حازت على احترام العالم أجمع، واكتسبت محبة وتقدير المجتمع الدولي، وهي اليوم تجمع على أرضها أطيافا بشرية من مختلف بقاع الأرض، ومن شتى أصقاع المعمورة، وتشهد بين فترة وأخرى تقدما متطورا ملموسا شمل كافة الميادين ومجالات الحياة المعاصرة.

لقد شهدت السلطنة منذ سبعينيات القرن الماضي نموًا مضطردا في مختلف المجالات، وتعززت فيها مستويات كثيرة على مختلف الصعد ومناحي الحياة، فالمواطنون والمقيمون ينعمون بالأمن وبالطمأنينة والرخاء والازدهار، فعمان اليوم قبلة للسلام، ووجهة ينعم فيها الجميع بالأمان، والمرحلة الراهنة وما تشهده من أزمات، تتطلب من الجميع اليقظة والحذر والتعاون والتكاتف ورص الصف وتوحيد الجهود من أجل أن تبقى عمان وتكون كما أريد لها، ينعم مواطنوها ومن بها وعليها بالرفاهية والخير والعميم، وبكل سبل الراحة والعيش الكريم.

إن استعداد أبناء عمان لهذه المناسبة الوطنية على امتدادها الجغرافي؛ هو تعبير صادق عن الحب الذي يكنه الجميع لجلالته، وتجديدًا للولاء والطاعة، وابتهاج المجتمع العماني بأكمله كل بطريقته بهذا المحفل الوطني الكبير الذي ينظرون إليه بأنّه كان وسيكون نقطة تحوّل ومرحلة مبهجة يعم خيرها علينا، تحمل لنا في قادم الأيام كل خير، ختامًا حفظ الله جلالته وأطال في عمره، وكل عام ومقام جلالته وعماننا الحبيبة ومواطنيها بخير وسلامة ودمتم بألف صحة وعافية.

 

Sara_albreiki@hotmail.com

 

تعليق عبر الفيس بوك