بداية حقبة جديدة

 

مع إسدال الستار على المنافسة الساخنة للانتخابات الأمريكية والسجال بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وإعلان فوز الأخير بمقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تتزايد الأمنيات في أن تكون هذه المحطة بداية لحقبة جديدة أكثر استقراراً.

يأتي ترامب لتولي مقاليد الحكم في أهم دول العالم بينما تموج مناطق كثيرة في هذا العالم بصراعات وحروب طال أمدها؛ وبعضها تشارك فيه الولايات المتحدة فعليا، والبعض الآخر هي طرف مؤثر بشكل أو آخر، ولهذا تكتسب تلك الانتخابات أهميّة خاصة؛ حيث يتطلع العالم الآن إلى ما سيتخذه الرئيس الجديد من خطوات ومواقف، خاصة وقد أثار عددًا من المخاوف لدى بعض الدول والقوى السياسية في العالم.

لكن بالتأكيد هناك فرق بين ما يقوله مرشح يداعب أحلام ومشاعر ناخبيه الأمريكيين وبين ما يمكن أن يقرره ويتخذه من قرارات وهو رئيس على سدة السلطة؛ يدرك أبعاد ما يجري في العالم، ويدرك كذلك أهميّة وخطورة الملفات التي تركها الرئيس السابق على مكتبه، محلية وعالمية، سواء كانت تخص علاقة الولايات المتحدة بالاتحاد الأوربي وحلف الناتو أو علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، أو العلاقة مع روسيا التي يتطلع الكثيرون إلى أن تشهد تحسناً مع تولي ترامب، أو مع الكوريتين الجنوبية والشمالية حيث تنتظر الأولى دعماً أمريكياً في مواجهة الثانية التي تواصل شحن ترسانتها العسكرية وتجاربها النووية دون أن تعبأ بمواقف إقليمية أو دولية، والأهم بالنسبة لنا هو ذلك الملف المتخم بالمشاكل الذي يحمل عنوان الشرق الأوسط، الوضع في الأرض المحتلة، أو سوريا أو في اليمن، وليبيا، والعراق، وخطر تنظيم داعش الذي لم تنجح الحرب الدائرة على أكثر من جبهة في القضاء عليه.

هذا ما يستدعي القول إنّ العالم بحاجة إلى تضافر الجهود لمواجهة أزمات كبيرة وحروب ونزيف دماء وخسائر اقتصادية فادحة، وخاصة أن هناك مشاكل عالمية تدفع كل دول العالم فاتورة خسائرها، مثل التغير المناخي والخطر الذي تواجهه البيئة.

أخيراً.. نأمل أن تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة جديدة تعمل فيها من أجل دفع الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا العربية، والعالم.

 

تعليق عبر الفيس بوك