شهادة ثقة في القطاع الصحي

 

 

تأتي الإحصائيات الأخيرة التي أعلن عنها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات كشهادة موثقة على ما شهده القطاع الصحي في السلطنة من تقدم خلال السنوات الأخيرة، بل من بداية النهضة المباركة، كما تثبت تلك الإحصائيات أن الثقة بمقدرات هذا القطاع تتزايد لدى المواطنين والمقيمين بمرور الزمن، وأن عدد الذين يقررون السفر إلى الخارج بحثاً عن تشخيص أو علاج لمشاكلهم الصحية أو لإجراء جراحة ما عددهم في تناقص مستمر، مع استمرار القطاع الصحي العماني بجناحيه الحكومي والخاص في تطوير كوادره وأدواته وأساليبه، ومع استمرار رفد القطاع بخريجين وكوادر مدربة على مستوى عالٍ من المهارة .

يعد ذلك جنياً لثمار مجهودات كبيرة بذلت خلال السنوات الماضية، وتركيزاً واعياً على تطوير هذا القطاع من أجل توفير كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمواطنين بالإضافة إلى المقيمين على أرض السلطنة، وانعكس ذلك على المؤشرات الصحية التي بمقتضاها أصبحت السلطنة تصنف ضمن الدول المتقدمة في مجال تقديم الخدمات الصحية على مستوى العالم، وذلك ضمن منظومة الرعاية الصحية بمستوياتها الثلاث، الرعاية الأولية التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية، والرعاية الثانوية الأكثر مهارة وتخصصاً التي تقدمها المستشفيات المرجعية، والرعاية الصحية التخصصية عالية التقنية والتي توفرها المستشفيات الكبيرة .

ومن هذا السياق يمكننا قراءة أرقام النشرة الإحصائية المشار إليها، وأن نفهم لماذا استحوذ مستشفى خولة على أعلى عدد من العمليات الكبرى بين مستشفيات السلطنة حيث بلغ عدد العمليات التي أجراها خلال العام 2015 والمصنفة على أنها عمليات كبرى نحو 7 آلاف و109 عمليات، مشكلة ما نسبته 15.3 في المئة من العمليات الكبرى التي أجريت على مستوى السلطنة، وهو المستشفى الذي يحقق يوماً بعد يوم تقدماً كبيراً في هذا المجال.

هذه النتائج جاءت بعد تنفيذ خطط طموحة لتطوير القطاع وكوادره، ولدينا على سبيل المثال تلك الجهود الواعية التي تبذل في المجلس العماني للاختصاصات لتعليم وتدريب الأطباء العمانيين وتأهيلهم ليكونوا مختصين، اعتماداً على خطة علمية شاملة استفادت من أحدث الخبرات العلمية والبحثية في العالم، إضافة إلى توفير فرص عديدة للتدريب والتطوير المهني للممارسين الصحيين.

تعليق عبر الفيس بوك