خبراء من السلطنة والخارج يناقشون سبل تنمية وإدارة العيون البحرية

 

 

 

قريات - العُمانيَّة

انطلقتْ، أمس، بولاية قريات، ندوة "العيون المائية البحرية في سلطنة عُمان" التي تنظمها الجمعية العمانية للمياه، بمشاركة خبراء ومختصين في قطاع المياه من داخل وخارج السلطنة، وتختتم اليوم.

وتهدفُ الندوة -التي افتتحت في قاعة مكتب سعادة والي قريات، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، وبحضور معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، ومعالي أحمد بن عبدالله الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه، وسعادة الشيخ يحيى بن ناصر الحراصي والي قريات، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين- إلى مناقشة سبل تنمية العيون البحرية في السلطنة وكيفية إدارتها بما يعزز الموارد المائية، وكيفية استغلال هذا المورد ودوره في تنمية القطاع السياحي، إضافة إلى سعي الجمعية العمانية للمياه في توفير منتدى لعرض التجارب وتبادل الخبرات والأفكار في مجال الاستفادة من مياه العيون البحرية، والتفاعل مع الأفكار والتقنيات الحديثة في مجال التنقيب عن العيون البحرية كمصادر للمياه غير التقليدية. وقال المهندس زاهر بن خالد السليماني رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمياه أن الطلب على المياه في السلطنة تضاعف خلال السنوات الماضية، موضحا أن "ما تقوم به الحكومة من جهد في مشاريع الاستكشاف عن المصادر المائية وبناء محطات التحلية ومحطات المعالجة يعزز الجهود المبذولة لتوفير المياه لمختلف الاستخدامات".

وتتضمن الندوة عرض 20 ورقة علمية في مجال استكشاف العيون المائية البحرية وتحديد مواقعها وتتبع مساراتها وإدارتها والاستفادة منها. وأوجز الدكتور عبدالله بن محمد باعوين عضو الجمعية ورئيس اللجنة التنظيمية -في الورقة الرئيسية للندوة- تعريفَ تلك العيون وتاريخ اكتشافها في دول العالم والدراسات والبحوث العلمية التي أجراها عدد كبير من العلماء والباحثين وتزايد تلك البحوث بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. وأكد أنَّ العيون المائية البحرية في السلطنة مهمة جدا للمحيط الحيوي في المناطق الشاطئية؛ حيث إن كميات المياه التي تخرج منها جديرة بالاهتمام ويمكن أن تضاف إلى المصادر المائية في السلطنة.

وقدم المهندس سالم الخنبشي من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ورقة تناول فيها الدراسات السابقة للعيون المائية البحرية في السلطنة، والتي بينت أن هناك بعض المناطق الساحلية تتميز بوجود مثل هذه العيون تحت سطح البحر في محافظة مسندم وفي المنطقة الممتدة من مسقط الى صور وأيضا على امتداد سلسلة جبال محافظة ظفار. واوضح أن مجلس البحث العلمي ومن خلال مؤسسة هلم هولز البحثية بجمهورية المانيا الاتحادية يقوم حاليا بمشروع بحثي ولمدة ثلاث سنوات وذلك لتتبع حركة المياه الجوفية في محافظة ظفار من الجبال وحتى تسربها في البحر.

وقدم الدكتور جان فريزان من مركز البحوث  البيئية الألماني موجزا حول الدراسة التي يقوم بها المركز في سهل صلالة وبدأت العام الماضي وتستمر ثلاث سنوات.

وألقت ورقة للدكتور توماس مولر من مركز البحوث البيئية الألماني الضوء على مرحلة تقييم مسارات العيون البحرية باستخدام الهيدروكيمياء، كما عرض البروفيسور امين شعبان مدير أبحاث بمجلس البحوث العلمية اللبناني ورقة حول المسح الجوي للتعرف على تصريف المياه الجوفية على امتداد الساحل اللبناني. وقدمت البروفيسورة أسماء علي اباحسين من جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين ورقة تناولت فيها التقييم البيئي المتكامل لواقع العيون البحرية في مملكة البحرين.

وفي الجلسة الثانية للندوة، قدَّم المهندس سعيد الهطالي خبير موارد مياه بوزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه ورقة حول السلوك الهيدرولوجي للشقوق والكهوف كنظام خزان جوفي واعد، وتناولت الورقة التي اعدها الدكتور ايون ارجيرياديس من اليونان وقدمها الدكتور كريستوفر بيكي موضوع فوران العيون الكهفية وقوانين عملها. وقدمت البروفيسورة كارمين دي جونج من جامعة ستراسبورج بفرنسا ورقة حول "الإدارة المسؤولة للعيون البحرية في كوكبنا".

يُشار إلى أنَّ هذه الندوة الـ11 التي تعقدها الجمعية منذ عام 2010؛ حيث تعد عيون الماء (الينابيع) أحد مصادر الثروة المائية في السلطنة، ويوجد أكثر من 360 عين ماء، أبرزها 68 عيناً؛ منها 45 باردة و23 حارة، ومنها 64 عين ماء صالحة للشرب.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك