ضحايا حافلات المدارس!

 

فيصل الكندي

إنه لشيءٌ مؤلمٌ جداً أن تودع الأمُ طفلها ذاهباً للمدرسة وفي النهار تنتظر عودته بشوق لا يماثله شوق فإذا هو محمولٌ على الأكتاف، والسبب تم نسيانه داخل الحافلة. وأمٌ أخرى تنتظر عودة طفلتها وتصل الحافلة إلى البيت وتنزل الطفلة من الحافلة ويتم زهق روحها بالخطأ وذلك برجوع السائق للخلف دون أن يراها..

قَصَصٌ تتفطر منها قلوب أولياء الأمور أطفالٌ في عمر الزهور بسبب تقصير السائق وإدارة المدرسة تنتهي قصة حياتهم وتدفن أحلامهم معهم.. يجب أن يتعاون الجميع في إيجاد حلٍ ووضع حدٍ لهذه الحوادث المتكررة سنويا والسبب من ورائها هو " الإهمال " سواء من قِبَل إدارة المدرسة أو من قِبَل سائق الحافلة اللذين يتحملان الثقل الكبير من المسؤولية لتحملهم أمانة توصيل أطفال المدارس من البيت للمدرسة والعكس، فالطفل لا يعي خطورة ما حوله، فنراه يتصرف بعفوية ولا يبالي بما حوله؛ وهنا يجب أن يكون هناك رقيب عليه خاصة إذا تعلق الأمر بالقيادة والطريق، وهنا تزيد الخطورة وتزيد المسؤولية.

على كل واحدٍ منّا أن يتحمل مسؤوليته ولا يجوز التهاون أبداً في أرواح أطفال أبرياء تفقد خلال ساعات لأسباب تافهة كان بالإمكان تجاوزها لو كان هناك تنظيم ومراقبة ومتابعة دقيقة من قِبَل إدارة المدرسة والسائق والبيت ففي الأخير هؤلاء أطفال ينسج لهم والداهم أحلاماً وأماني مستقبلية على أمل أن يحققوها.

على الأسرة أن تتبع إجراءات سليمة لتقليل الحوادث ومن ذلك يجب أن يذهب الطفل للنوم مبكراً حتى يستيقظ مبكراً قبل الذهاب للمدرسة بساعة فيذهب وهو نشيط قد تبدد عنه النوم فلا ينام في الحافلة، ويمشي وهو يقظ بحيث يستطيع تجاوز الخطر لو وقع.

والشيء الآخر يجب أن تكون هناك مراقبة داخل حافلة المدارس للصفوف الأولى وذلك بوجود مشرف أو مشرفة داخل الحافلة يراقب صعود ونزول الطلبة وسلامة توصيلهم لمنازلهم كما أنّ على السائق مراقبة الحافلة والطلبة فالأطفال صغار السن لا يدركون المخاطر إلا إذا مرّت عليهم؛ فبمجرد نزوله من الحافلة قد يمر من خلف الحافلة ولا يراه السائق فيدهَسُهُ لذا يجب تنبيه السائقين بضرورة مراقبة الحافلة من الداخل والخارج خاصة بعد توصيل الطلبة للمدارس أو للبيوت.

كما أنّ بالإمكان استخدام التقنيات الحديثة ككاميرات مراقبة داخل وخارج الحافلة وأجهزة تنبيه حساسة وتقنيات أخرى متطورة تساهم في تنبيه السائق بوجود شخص ما داخل أو خارج الحافلة وألا يعتمد عليها اعتماداً كلياً فهي معرضة للعطل إذ ينبغي عليه أن يقوم بنفسه بتفقد الطلبة قبل مغادرة الحافلة وقبل القيادة.

في المدرسة يجب أن يكون هناك دفتر حضور للطلبة الصغار في السن لتدوين أسماء الغائبين مباشرة بعد وصول الحافلة للمدرسة والتواصل مع ولي الأمر لمعرفة سبب الغياب فقد يكون الطفل نائماً داخل الحافلة كما يجب عمل دورات تدريبية للأطفال لكيفية التصرف إذا تمّ إغلاق الحافلة عليه كاستخدام بوق السيارة مثلاً أو محاولة فتح النافذة والباب أو استخدام المفتاح اليدوي لفتح الباب وغيرها من التصرفات التي يمكن أن تسعفه في هذا الوضع الخطير.

الطفل أمانةً في أعناقنا جميعاً فليتحمل كل منّا أمانته كل حسب مكانته ومسؤوليته؛ باتباع إجراءات السلامة الصحيحة لوضع حدٍ لحوادث نسيان الطلبة في الحافلات، وحوادث الدهس التي بالإمكان تجاوزها لو تمسك كل واحد منا بمسؤوليته.. همسة أخيرة في أذن سائق الحافلة: أطفال المدارس أمانةً في عنقك، هناك قلوب تنتظرهم في البيت فلا تُبدد ابتسامتهم بأخطائك.