خالد الخوالدي
انتهتْ، أمس، الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، والتي حملت شعار "عُمان بلا مشوهات"، والتي شملتْ مختلف ُمحافظات السلطنة واستمرت لشهر واحد، ومع أنني لم أعرف حتى كتابة هذا المقال مدى نجاح الحملة، إلا أنَّني أراها من أهم الحملات الوطنية التي أُطلقت، وكنتُ أتمنى لو استمرت طويلا لأن عُمان تستحق منا الأكثر والأفضل.
وركَّزتْ الحملة أكثر على جانب التوعية وتبصير المواطنين والمقيمين بضرورة التخلص من مخلفات البناء بالطريقة الصحيحة وبالوسائل التي تكفل أن تصل الفكرة إلى تحقيق أهدافها، وفي هذا الإطار نشكر دائرة التوعية والإعلام بمديريات البلديات، وأقسام التوعية والإعلام بجميع بلديات السلطنة، على الجهود التي قدَّموها خلال شهر كامل، ونتمنى أن تستمر هذه الجهود، وما قدموه رائع جدا، ولكن كُنت أتمنى لو طرحت أفكار متجددة ورؤى حديثة تشجِّع المواطن والمقيم على التفاعل في جعل شعار "عُمان بلا مشوهات" واقعا يوميا معاشا؛ ففي عدد من الدول وصل هذا الموضوع إلى درجات متقدمة من الرُّقي بأنْ يتم وضع النفايات -كلٍّ على حدة- ويتحصل من يقوم بذلك على مبالغ مالية من قبل الشركات المسؤولة عن تجميع المخلفات، وهذا يحتم علينا أن نوكل أمر جمع المخلفات إلى شركات تجارية حتى نستطيع أن نحقق نتائج ايجابية في هذا الشأن.
ومثل هذا حصل معنا في جوانب معينة، ونجح إلى حدٍّ كبير؛ حيث نجد أنَّ شركات متخصصة في جَمْع الزجاج استطاعتْ أن تجعل المستهلكين لا يرمون الزجاج في الشوارع حتى تكسر ولا يجدها عامل البلدية في صناديق القمامة، وهذا يحصل فيما يخص الألمنيوم وعلب المشروبات الغازية؛ حيث يسهر عدد من الفقراء على تجميعها لبيعها على شركات جمع الخردة، والتي بدورها تبيعها إلى شركات الألمنيوم التي تقوم بإعادة تدويرها وإنتاج صناعات كثيرة منها، وكذا هو الحال بالنسبة للصناديق الكرتونية؛ حيث يتم جمعها من كل المواقع ونرى شاحنات كبيرة تمتلئ بها، ثم تقوم بنقلها إلى الشركات المتخصصة في مجال صناعة الصناديق الكرتونية وإعادة الانتفاع بها.
وكُنت أتمنَّى خلال الحملة الوطنية التي نفذتها البلديات مشكورة أن يتم طرح أفكار جدية ومفيدة للبلديات وللمواطن والمقيم فيما يخص جمع مخلفات البناء؛ بحيث نرى أن المواطن والمقيم هو من يحرص على عدم رمي هذا المخلفات في أي مكان، وإنما يتم بيعها لشركات متخصصة في هذا المجال، ويمكن للوزارة الموقرة أن تنسِّق هذا مع شركات القطاع الخاص المهتمة بهذا الجانب، وبهذا تحقِّق الحملة الهدف الأسمى لها، ونرى معالجة حضارية لموضوع رمي مخلفات البناء التي أغلقت مجاري الأودية وشوهت القرى والمدن وأصبحت مناطق معينة مكبًّا لهذه المخلفات دون مراعاة للأضرار البشرية والحيوانية والبيئية التي تحدث نتيجة رمي مخلفات البناء الخطيرة والمضرة بصحة الإنسان.
إنَّني أرى أن تستمر هذه الحملة وأن يزيد الوعي بأهمية المحافظة على البيئة العمانية؛ فبيئة عمان حقٌّ للجميع ليتسمتع بها، وعلى الجميع أن يتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وعلى القطاع الخاص أن يقوم بمسؤولياته، وعلى إدارة النفايات أن تتطور، فهي أصبحت صناعة تدر أموالا طائلة للدول بإعادة تصنيعها واستخدام المخلفات الصديقة للبيئية التي تتحلل مع الوقت، ولا تسبِّب تلوثا هوائيا، ولا تؤثر على التربة.. ودمتم ودامت عُمان بخير.
Khalid1330@hotmail.com