بيروت - الوكالات
قصفت القوات الحكومية في سوريا مناطق انتزع مسلحو المعارضة السيطرة عليها أول أمس بشرق مدينة حلب، شمالي البلد. وقال نشطاء معارضون إن هذه المناطق تتعرض لضربات جوية تنفذها الطائرات الحربية، وكذلك لقصف بالمدفعية.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن مسلحي المعارضة قصفوا أحياء في الجزء الغربي من المدينة، الخاضع لسيطرة الحكومة، وهو ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص. وأعلن مسلحو المعارضة الجمعة شن هجوم مضاد بهدف كسر الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على الأجزاء الشرقية من حلب.
وقُتل 15 مدنيا على الأقل جراء إطلاق المسلحين "مئات" الصواريخ على الأجزاء الغربية من المدينة، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها طلبت من الرئيس فلاديمير بوتين تصريحا باستئناف الضربات الجوية ضد المعارضة بعد توقف دام 10 أيام، لكن الكرملين ذكر أن الأخير رفض الطلب. ويخضع نحو 275 ألف شخص في الأجزاء الشرقية من حلب لحصار متواصل منذ عدة أشهر.
وبدأت الطائرات الروسية والسورية المقاتلة قصف المناطق المحاصرة في سبتمبر. ومنذ ذلك الحين، أفادت تقارير بأن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 2700 شخص.
وقررت روسيا تعليق ضرباتها الجوية يوم 18 أكتوبر من أجل السماح بإجلاء المرضى والمصابين، لكن لم يغادر سوى عدد قليل من الأشخاص.
وتشير تقارير إلى أن هجمات المعارضة تأتي من خارج حلب، فيما يسود اعتقاد بأن مسلحين من داخل المدينة سوف ينضمون إلى التقال.
وتأتي الهجمات بمشاركة "جبهة فتح الشام"، المعروفة سابقا باسم "جبهة النصرة"، وكذلك جماعة "أحرار الشام" الإسلامية.
وتُعد هذه المحاولة الثانية التي تقوم بها المعارضة لكسر الحصار عن حلب. ففي أغسطس، فتحوا ممرا بصفة مؤقتة بين شرق المدينة وغربها بعدما حاصرتهم قوات الحكومة على نحو كامل لأول مرة في يوليو. وصارت المدينة، التي كانت يوما ما المركز الاقتصادي لسوريا، مقسمة بين الطرفين في عام 2012.