الرؤية - فايزة الكلبانية

تعد مشاريع استزراع أسماك البلطي في المياه العذبة من المشاريع الواعدة في السلطنة نظرا لوجود الكثير من المزارع التي تأثرت بالمياه الجوفية المالحة ومن خلال مشاريع استزراع البلطي يمكن إعادتها للعمل من جديد واستثمارها بطريقة مختلفة من خلال مشاريع استزراع البلطي المجدية اقتصاديا؛ حيث يمكنها أن تتكامل بشكل جيد مع المحاصيل الزراعية، فالمياه المستخدمة في أحواض الأسماك غنية بالمواد العضوية المغذية وبالتالي يجري تصريفها لري المزروعات مما يقلل من استخدام الأسمدة، حيث يستطيع صاحب المزرعة زيادة دخله من خلال بيع المحاصيل الزراعية ومحصول الأسماك ويمكن لهذه المشاريع أن تساهم في توفير الأمن الغذائي في السلطنة.

ومن نماذج هذه المزارع، مشروع المواطن ناصر بن زاهر المعولي في ولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة الذي يصنف كمشروع استزراع تكاملي لتربية أسماك البلطي. ويقول المعولي إن المشروع يهدف إلى المساهمة في توفير أسماك ذات جودة عالية وقادرة على المنافسة في السوق المحلي والإقليمي ويقدر إجمالي إنتاج المشروع عند اكتماله بحوالي 100 طن من أسماك البلطي وتقدر مساحة وحدة استزراع الأسماك في المزرعة حوالي 2000 متر مربع وتضم 32 حوضا اسمنتيا من مختلف الأحجام لحضانة الزريعة وغيرها من مراحل النمو حسب أحجام الأسماك وتقوم المزرعة بشراء الزريعة من مفرخ أسماك البلطي بولاية منح بمحافظة الداخلية. ويعد المشروع من المشاريع الجديدة التي منحتها الوزارة مؤخرا تصريحا لإقامة مشروع استزراع البلطي إضافة إلى 11 مشروعا لتربية البلطي موزعة على الولايات في محافظات السلطنة كما توجد 9 مشاريع لديها موافقات مبدئية لإقامة مثل هذه المشاريع. وما يميز المشروع بولاية المصنعة استخدامه تقنيات بيئية لمعالجة المياه كاستخدام النباتات في امتصاص الأمونيا من المياه ومعالجة المياه في أحواض الترسيب وجميع تطبيقات التكنولوجيا في المشروع صديقة للبيئة.

ويضيف ناصر المعولي: نوظف الموارد الطبيعية بكفاءة من أراض زراعية ومياه بشكل يتناسب مع حجم المشروع كما أنّ تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في المشروع صديقة للبيئة ولا تترك أثرًا سلبيا عليها ونعمل بشكل متواصل على استدامة المشروع بفكر اقتصادي متجدد يضع في الاعتبار دوما التطوير المستقبلي عبر مراحل وزيادة الإنتاج لتحقيق قدر من الأمن الغذائي للبلاد.

وبحسب إحصائيات دائرة تنمية الاستزراع السمكي بوزارة الزراعة والثروة السمكية هناك 12 مزرعة سمك بلطي تعمل في السلطنة وتقوم بإنتاج هذه الأسماك، وقد ارتفع إنتاج البلطي من 5 آلاف طن في عام 2014 م إلى 20 ألف طن في عام 2015 م وهذه المشاريع فرصة جيدة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من العمانيين للدخول فيها والاستثمار.

وتقدم الوزارة كل الدعم الفني المطلوب لهذه المزارع بداية من توضيح اجراءات الاستثمار ومساعدة المستثمر في إعداد دراسة الجدوى الى الإشراف الفني أثناء الإنشاءات كما تتم متابعة المزارع ميدانيا بشكل دوري لتقديم خدمات الإشراف والتوجيه، وأعدت الوزارة دراسة اقتصادية حول مشاريع استزراع البلطي تتضمن جميع التفاصيل الفنية والمالية وتصماميم الأحواض ويتم توزيعها على المستثمرين والراغبين في الدخول في هذا المجال.

وتهدف وزارة الزراعة والثروة السمكية من تطوير هذه المشاريع إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه لإنتاج اللحوم حيث إنه في الوقت الراهن يتم اهدار كميّات كبيرة من المياه وإنتاج محصول واحد فقط من المتر المكعب من الماء وإنتاج البروتين الحيواني من الأسماك في السلطنة والمساهمة في توفير الأمن الغذائي وإيجاد فرص عمل للمواطنين والمساهمة في إيجاد حلول مثلى لاستغلال المزارع المتأثرة بالملوحة من خلال استغلال هذه المياه في إنتاج الأسماك.