الروائيّة السودانية آن الصافي تستشرف عن مستقبل الكتابة للأجيال الجديدة في صالون فاطمة العلياني

 البريمي - سيف المعمري

بحضور عدد من الأدباء بمحافظة البريمي استضاف صالون فاطمة العلياني جلسة حوارية للروائية السودانية آن الصافي للحديث عن الواقع الثقافي العربي ومستقبل الكتابة للأجيال الجديدة في ظل ثورة المعلومات التي تشهدها المنطقة والعالم، وذلك بمقر جمعية المرأة العُمانية بالبريمي، استهلت الجلسة بتساؤلات طرحتها العلياني مثل: لم نكتب؟ لمن نكتب؟ وماذا نكتب؟ ثم أجابت بقولها: الكتابة هي نقش لترجمة الفكر على صفحات الحضارة إما صعدنا بسمو علمي ومعرفي وإنساني بالفرد والمجتمع وإما فلا!

وأضافت أن العملية الإبداعية تتطلب أن تأخذ بعين الاعتبار أن هناك متلقيًا، أياً كان فهناك من صاحب الخلفية المعرفية باللغة ولديه ذائقة للتمييز بين درجات الجودة وما هو جديد إن كان سلباً أو ايجاباً في ساحة الطرح الأدبي. وهذا المتلقي يبحث عن الجديد والمتعة معاً وإن كانت هناك فائدة معرفية فهي إضافة تحسب للكتاب.

وأوضحت الروائية آن الصافي أنّ الكتابة للمستقبل تعني بمعطيات العصر الراهن من تقنيات وأدوات وآليات تواصل أثرت في حياة الفرد وكذلك المجتمع، فعقل الإنسان الآن يتلقى كماً هائلاً من المعلومات وفي زمن وجيز. أصبح التغير والتجدد في معطيات كثيرة حولنا نتقبلها ونواكبها ولو عدنا للوراء قليلا سنجد أنّ حياتنا تتعرض للتغير بمعدلات أسرع مما كان مألوفاً في السابق حتى نجد التغير يحدث في زمن وجيز قد لا يستوعبه العقل أحياناً، فقد أصبح العالم الآن بحجم ساعة اليد وشاشة الحاسوب بين يدينا، وليس قرية صغيرة كما ألفنا أن نقول قبل أقل من عقد من الزمان.

ثم عرجت الروائية آن الصافي للحديث عن الكم المعرفي الهائل الذي أصبحنا نحصل عليه وفي زمن قياسي أحدث تغيرات في ردود أفعالنا تجاه أنفسنا والحياة من حولنا، عليه ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة ستكون رؤيتنا لذواتنا وحياتنا وتعاطينا لمجريات الحياة مختلفة عن عقود مضت، وسيأتي المستقبل بمبدعيه ولكن يلزمنا وقفة كأجيال عاصرت تغيرات الحياة التي طرأت على مجتمعاتنا بفعل التقنيات الحديثة وطرق التواصل أن ننظر بجدية للمشهد الثقافي في إقليمنا العربي هل نحن مواكبون لما يجري أم أننا مازلنا في مدارات نصف قرن من الآن في المواضيع والتقنيات والزوايا التي نعرض بها أفكارنا عبر الكتابة؟!

ثمّ تحدثت الصافي عن أسباب قلة اهتمام الأجيال بالكتاب العربي وتساءلت قائلة: ماذا نكتب لهذه الأجيال؟ هذه الأجيال تقرأ كتب موجهة لفئتهم العمرية كناشئة، إذن هم يبحثون عمّا يناسب تفكيرهم وميولهم، عنصر التشويق ولغة مبسطة ورسائل علمية وموضوعية تمس واقعهم وهمومهم وتحللها بشكل سلس وتعرضها بتقنيات توافق عقلياتهم والكثير من الجماليات التي تفتقدها الكتب المعروضة في المكتبة العربية والتي نجدها ضئيلة كماً وكيفاً في توجهها للأجيال اليافعة، ولأنّ أكثر من نصف سكان الوطن العربي هم من الناشئة والأطفال، لا بد أن نسأل: ما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟ ماذا أعددنا لهم؟!

تعليق عبر الفيس بوك