الأمن الغذائي.. منظومة متكاملة

 

 

تواصل السلطنة المضي قدماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وفق رؤية استراتيجية؛ تخطو بثقة نحو المستقبل وتعزز مكانتها في هذا المجال يوماً بعد يوم، وفي الاحتفال بيوم الغذاء العالمي الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، تتجلى هذه الجهود للعيان بكل وضوح.

مثل هذه الجهود كانت محل تقدير المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، فقد كوفئت السلطنة بشهادة دولية مستحقة؛ حيث احتلت السلطنة المركز الثاني عربياً والسادس والعشرين على مستوى العالم في مؤشر الأمن الغذائي العالمي للعام 2016، وهو تتويج متوقع للجهود المبذولة من أجل بناء منظومة المخزون الاستراتيجي للغذاء، ودعم بعض السلع والاهتمام بزيادة إنتاج الغذاء، استنادًا إلى الميزات التنافسية في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والقطاع السمكي، وإنشاء العديد من الشركات الحكومية المعنية بإنتاج الغذاء.

وكما هو العهد بها دائماً تواصل السلطنة إنجازاتها من أجل رفاهية وأمن مواطنيها مهما كانت الظروف والصعاب التي قد تعيق تحقيق تلك الإنجازات، من عوامل طبيعية جغرافية ومناخية تعاني منها أغلب بلدان العالم، إلا أنّ الوعي المبكر بتلك التحديات ومواجهتها بشكل علمي كان له أثر كبير في النتائج الإيجابية الكبيرة التي تحققت في أداء القطاعين الزراعي والسمكي؛ حيث أولت البلاد اهتماماً كبيراً لبناء منظومة متكاملة للأمن الغذائي، والاستفادة من أهم التجارب الدولية في هذا الصدد، ليصبح الاحتفال بيوم الغذاء العالمي ذا مغزى وقيمة مختلفة.

يبقى أن تتواصل الجهود لاستكمال المسيرة والتقدم خطوات للأمام في هذا السياق لتصبح السلطنة بعقول وسواعد أبنائها واستشرافهم للمستقبل نموذجاً يحتذى به بين دول المنطقة والعالم، كما يجب علينا تقديم تحية شكر للجهات المعنية نظير إحراز هذه القفزات الكبيرة التي تحققت في مدى زمني قصير، لأنّ هناك فرقا تعمل في صمت وتواصل تنفيذ برامج عمل في الخارج والداخل، تستهدف النهوض الشامل الذي يتحقق بالفعل للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والسمكي، بفضل الرعاية الكريمة والدعم المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لأهميّتها في تعزيز الأمن الغذائي والمساهمة في توفير فرص عمل واستقرار مجتمعي في مختلف محافظات السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك