قرية دابق ذات أهمية رمزية لـ"داعش".. ويعتبرها المعركة الفاصلة بين "المسلمين والكفار"
بيروت – رويترز
قال أحد قادة مقاتلي المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين مدعومين من تركيا بدأوا هجوما على قرية دابق الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" في شمال غرب سوريا أمس. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن مقاتلي المعارضة السورية يتقدمون باتجاه دابق وذكر مصدر أمني تركي أنهم طردوا المتشددين أمس من ضيعة الغيلانية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة سيطروا على قريتي غيطون وأرشاف مما يعزل تقريبا دابق وقرية صوران ويضعهما في منطقة تحاصرها المعارضة من كل جانب. وقال المرصد إن دابق ذات أهمية رمزية للتنظيم إذ يعتبرها الموقع الذي سيشهد "المعركة الفاصلة بين المسلمين والكفار" ونشر هناك نحو 1200 من مقاتليه.
وبدأت عملية درع الفرات التي تقودها تركيا والقوات الموالية لها في المعارضة السورية لطرد الدولة الإسلامية من منطقة الحدود بين البلدين في أغسطس.
وقال قيادي في صفوف مقاتلي المعارضة المشاركين في عملية درع الفرات إن الهجوم على دابق بدأ صباح السبت وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة المدعومين بالدبابات والطائرات التركية بدأوا هجومهم على محيط القرية. لكن مصادر عسكرية تركية قالت إن العملية متواصلة.
وقال أحد المصادر "العملية التي تهدف إلى السيطرة على دابق بدأت منذ عشرة أيام مضت. بدأنا جهود استعادة السيطرة على المنطقة من الجنوب. المقاتلات والمدفعية التركية تضرب أهدافا لداعش (الدولة الإسلامية)."
وفي السياق، انعقدت أمس في مدينة لوزان السويسرية مباحثات جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة السورية في أعقاب انهيار هدنة لم تعمر أكثر من أسبوع الشهر الماضي.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، وانضم إليهما وزراء ومسؤولون من تركيا، والسعودية، وإيران، وقطر، ومصر إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.
وأكد كيري في اتصال هاتفي بنظيره المصري، سامح شكري، على أهمية مشاركة مصر "على ضوء ما تضطلع به في دعم التسوية السياسية للأزمة السورية، وما تتمتع به من مواقف متوازنة من شأنها أن تعزز الجهود المبذولة لدعم الحل السياسي للأزمة السورية" حسب المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وهذه أول مباحثات منذ وقف الولايات المتحدة اتصالاتها الثنائية مع موسكو بشأن سوريا. وقلَّل مسؤولون أمريكيون وروس من أي توقعات بشأن تحقيق تقدم هام باتجاه حل الأزمة السورية.
وبدا لافروف غيرمتفائل بشأن التوصل إلى تقدم كبير إذ نقلت وكالات أنباء روسية عنه قوله إنه "ليس لدي توقعات خاصة". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس "عندما ترى نتائج الجهود السابقة، فإني بصراحة لا أملك إلا أن أكون متشككا بعض الشيء في الجهود الحالية". لكن مسؤولا أمريكيا يرافق كيري قال للصحفيين إن المباحثات تستهدف ارتياد أفكار جديدة لإنهاء الصراع وليس تحقيق تقدم فجائي فورا.
وأوضح المسؤول الأمريكي قائلا "أعتقد أنه ينبغي أن نرى ما سيحدث في صالة المفاوضات قبل أن نحدد إذا كانت هذه المباحثات بداية عملية جديدة أم لا".
ومنذ انهيار الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة السورية، كثفت القوات السورية بدعم من غطاء جوي روسي قصفها للمناطق الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة من مدينة حلب.
ويسعى الطرفان إلى إحياء الهدنة التي انهارت في حلب بالرغم من أن قوات الحكومة السورية لم تقلص هجومها لاستعادة السيطرة على المناطق الشرقية من حلب. وأثار الهجوم على هذه المناطق اتهامات غربية تفيد بأن جرائم حرب ربما ارتكبت. وأكد لافروف أن روسيا ليس لديها خطط لطرح مبادرات جديدة بشأن طرق لحل الأزمة السورية. وقال إن روسيا ستدعو إلى اتخاذ "خطوات ملموسة" لتطبيق قرارات سابقة صادرة عن مجلس الأمن بشأن سوريا.