هولاند: الحوار مع موسكو يجب أن يكون صريحا وحازما
عواصم - الوكالات
حذَّر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، روسيا، أمس، من أنها تُخاطر بالتحول إلى دولة مارقة إذا واصلت قصف أهداف مدنية في سوريا.. قائلا: إنَّ القوى الدولية يتعين عليها فعل المزيد لمعاقبة موسكو من خلال فرض عقوبات.
وقال جونسون للبرلمان: "إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي، أعتقد أن هذا البلد العظيم معرض لخطر أن يصبح دولة مارقة". داعيا الجماعات المناهضة للحرب للاحتجاج أمام السفارة الروسية. وتابع قوله: "كل الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسية عن هذا العمل المروع" في إشارة إلى هجوم على قافلة مساعدات إنسانية".
وألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة مقررة لفرنسا وسط خلافات بين البلدين بشأن سوريا. وكان من المزمع أن يُقابل بوتين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ويفتتح كنيسة أرثوذكسية جديدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. لكن بعد أن قالت الحكومة الفرنسية إن المحادثات ستقتصر على سوريا، تم إرجاء الزيارة، حسبما قالت مصادر رئاسية فرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية للجانب الروسي إنَّ هولاند لن يحضر إلا لقاء واحدا مع بوتين أثناء زيارته المقررة في 19 أكتوبر، وهذا اللقاء هو اجتماع عمل بشأن سوريا، حسبما قالت مصادر. وأضافت المصادر أنه بعد ذلك أطلعت روسيا فرنسا على أنها تريد إرجاء الزيارة. وأكد مصدر في الكرملين أن الزيارة لن تتم.
وجاء ذلك بعد يوم من تصريح تليفزيوني لهولاند أنه من المحتمل مقاضاة روسيا أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن سوريا. وقال هولاند: "إنهم ضحايا جرائم حرب. هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الأفعال يجب أن يحاسبوا، بما في ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية". وليست سوريا ورسيا من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية.
والأسبوع الماضي، استخدمتْ روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن لإنهاء قصف حلب، أعدت فرنسا مسودته. وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يأتي إلى باريس الأسبوع المقبل بعدما رفض أن تقتصر محادثاته مع هولاند على الشأن السوري فيما يمثل تدهورا جديدا لعلاقات موسكو مع الغرب.
ويسعى المسؤولون الفرنسيون حثيثا لإيجاد سبل من شأنها إلقاء ضغوط جديدة على روسيا بعدما استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة كانت أعدته فرنسا بشأن سوريا. ودفع الغضب المتصاعد بين البلدين بسبب الأحداث في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب السورية المسؤولين الفرنسيين إلى إعادة النظر في زيارة بوتين إلى فرنسا المقررة في 19 أكتوبر.
وقال المصدر: "كانت هناك اتصالات بين الكرملين والإليزيه لعرض زيارة عمل لبوتين بشأن سوريا فقط مع استبعاد مشاركة الرئيس هولاند في أي فعاليات أخرى (خلال الزيارة)."
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إنَّ من المهم مواصلة المحادثات مع روسيا رغم الخلافات الكبيرة مع موسكو بشأن سوريا، ولكن لا جدوى من المباحثات إذا لم تكن "صريحة وحازمة". وقال هولاند -في كلمة أمام مجلس أوروبا في ستراسبورج- إن "فرنسا لديها خلاف كبير مع روسيا بشأن سوريا والفيتو الذي استخدمته روسيا ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي حال دون وقف القصف وتمكين سريان هدنة. أرى أن من الضروري إجراء حوار مع روسيا ولكن يجب أن يكون حازما وصريحا وإلا لن يكون له مكان وسيكون تمثيلية. إنني على استعداد للقاء الرئيس بوتين إذا استطعنا إحراز تقدم بشأن السلام.