اليوم.. "مجمع الابتكار" يبرم أول اتفاقية لإنشاء مركز أبحاث وتطوير استخلاص النفط الثقيل

 

 

مسقط - العُمانيَّة

يُوقِّع مُجمَّع الابتكار مسقط -التابع لمجلس البحث العلمي- اليوم، أول اتفاقية لإنشاء مركز أبحاث وتطوير في مجال استخلاص النفط الثقيل؛ وذلك مع شركة الاستخلاص المعزز للنفط.. ويأتي التوقيع على هامش ملتقى الباحثين السنوي الثالث، المقرر انعقاده في فندق جراند ميلينيوم مسقط.

وقال الدكتور عبدالباقي بن علي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي: إنَّ الاتفاقية التي سيتم توقيعها بحضور صاحب السمو السيد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد رئيس مجلس إدارة مجلس البحث العلمي، تهدف لتأسيس أول مركز أبحاث وتطوير متخصص في الاستخلاص المعزز للنفط على مستوى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم إنشاؤه في المنطقة العلمية بمجمع الابتكار مسقط على مساحة تبلغ 3 آلاف متر مربع، وبأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة؛ بهدف تلبية احتياجات قطاع النفط والغاز من خلال إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها هذا القطاع في السلطنة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام؛ كاستخلاص النفط الثقيل وكميات المياه المصاحبة للنفط عن طريق البحث عن أفكار بديلة تُسهم في الاستغلال الأمثل للقيمة الكامنة من استخلاص هذه الموارد والاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير وتطبيق الحلول الفنية المناسبة للنهوض بهذا القطاع؛ وبالتالي المساهمة في رفد الاقتصاد المحلي عبر تطوير انتاج واستخلاص النفط والغاز في السلطنة عن طريق الابتكار.

وأوضح مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي -في تصريح لوكالة الأنباء العُمانيَّة- أنَّ قطاع الطاقة والطاقة المتجددة -خاصة مجال النفط والغاز- يُشكِّل أحد المجالات الأربعة التي يركز عليها المجمع بشكل أولي، وتشمل أيضا المياه والبيئة، الغذاء والتكنولوجيا الحيوية، والصحة، كما يُعد واحداً من أهم المرتكزات الأساسية لدعم الاقتصاد في السلطنة، معربا عن ثقته في أن تخدم هذه المبادرة القطاع خلال المرحلة القادمة؛ إذ ستتمكن من المساهمة في إنعاش التنمية المحلية. وأضاف الدكتور عبدالباقي الخابوري بأنَّ مجمع الابتكار مسقط يهدف لإيجاد منظومة أبحاث وتطوير متكاملة للقطاعات التي يركز عليها ومنها الطاقة والطاقة المتجددة التي ينبثق منها النفط والغاز، ليكون أكثر تنافسية واستدامة على المستوى الإقليمي والعالمي؛ حيث سيسهم المركز في تعزيز وتطوير الابتكار في مجاله وتوفير مختلف التقنيات المستقبلية، إضافة إلى فرص تدريب وصقل وتوظيف الكوادر العُمانية ذات المؤهلات العلمية العالية. وأضاف بأنَّ الاتفاقية التي سيتم التوقيع عليها تعكس الجهود التي بذلها لتشكل أول بادرة لنجاح إقامة المجمع وأهميتها لدى المستثمرين، وتحقيق هدفها في استقطاب الشركات المحلية والأجنبية إلى المجمع، لإنشاء مراكز بحث وتطوير من شأنها زيادة التشجيع على الابتكار والنهوض به. وأعرب عن امله في أن يتم قبل نهاية العام الحالي التوقيع على اتفاقية أخرى مع إحدى الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة. مشيرا إلى أنَّه تمَّ البدء في إنشاء المرحلة الأولى من مجمع الابتكار مسقط العام الماضي، ومن المقرر الانتهاء منها خلال العام 2017، وسيتم من خلال الخطة التسويقية للمجمع استقطاب بعض الشركات العاملة في السلطنة والشركات العالمية للاستثمار في قطاع البحث والتطوير في القطاعات التي يركز عليها المجمع.

وحول التعاون مع المؤسسات العلمية في السلطنة، قال مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي: إنَّ هناك برنامجا مستمرا منذ عام مع جامعة السلطان قابوس يهدف لدعم الابتكار التعليمي واستقطاب الكوادر البحثية من خريجي الجامعة وتوفير بيئة حاضنة تحتوي الباحثين والمبتكرين وتهيئتهم للتحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، وصولاً إلى مشاريع اقتصادية مستدامة عبر استغلال كافة الخدمات التي يقدمها المجمع، وبث روح الاستثمار وريادة الاعمال لدى طلاب الجامعة من خلال برامج تسويقية تهدف إلى تغيير نمط التفكير لدى الطالب الجامعي. وأشار إلى أنَّ المجمع سيفيد الباحثين والمبتكرين في تطوير مخرجاتهم البحثية وتحويلها إلى منتجات ذات جدوى ترفد السوق المحلي والخارجي بسلع منافسة وذات حلول للكثير من الإشكاليات التي تواجه الأفراد في مجتمعاتهم؛ وبالتالي الدفع بعجلة التنمية والتطوير.

من جانبه، قال عبدالله المنذري رئيس مجلس إدارة شركة الاستخلاص المعزز للنفط: إنَّ القيام بأبحاث ودراسات متطورة في مجال النفط والغاز كان دائما ضمن أولويات الشركة الإستراتيجية. مشيرا إلى أنَّ تأسيس أول مركز أبحاث وتطوير متخصص في الاستخلاص المعزز للنفط بالتعاون مع مجمع الابتكار مسقط يُشكل محطة مهمة باتجاه القيام بأبحاث محلية وإقليمية لصناعة مستدامة في هذا المجال؛ من خلال استغلال التقنيات الحديثة وتسخير التكنولوجيا في الحد من التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي عبر تقنية ذكية مقارنة بغيرها. وأوضح أن هذه التقنية ستساعد -على سبيل المثال- في التقليل من كمية المياه والطاقة والفترة الزمنية المستهلكة للاستخلاص المعزز للنفط، ناهيك عن الاثار البيئية الناجمة عن هذه العملية.

وسيقدم المجمع في مرحلته الأولى مجموعة من الخدمات تتمثل في مبنى الابتكار والمتضمن برنامج حاضنات الاعمال للمؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة على مساحة تبلغ 4 آلاف متر مربع وورشة مجهزة بأحدث أنواع الأدوات والمواد والتقنيات اللازمة لتحويل الأفكار الى نماذج أولية والحضانة، كما سيتضمن المجمع في مرحلته الثانية أربعة معاهد بحوث في المجالات التخصصية الأربعة التي يركز عليها المجمع، في حين أن المرحلة الثالثة ستحتوي على فندق ومدرسة عالمية ومركز ترفيهي يضم عدة مرافق.

ومجمع الابتكار مسقط أبرز المبادرات الوطنية التي يقوم مجلس البحث العلمي بتنفيذها كمنطقة علمية يتم تشييدها في منطقة الخوض بالقرب من جامعة السلطان قابوس، على أرض تقارب مساحتها من 540 ألف متر مربع مُخصصة للبحوث والابتكار، وبرامج دعم المشاريع الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومزودي الخدمات والاستشارات من المهتمين بدفع عجلة البحث العلمي والابتكار، ويستهدف المجمع استقطاب الشركات المحلية والاجنبية للاستثمار في إنشاء مراكز بحث وتطوير؛ بهدف تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على مورد واحد وهو النفط، والمساهمة في رفد الاقتصاد الوطني بمنتجات قائمة على المعرفة وتحقيق الفائدة في التبادل المعرفي والإداري والتكنولوجي من الشركات المحلية أو الأجنبية.

تعليق عبر الفيس بوك