وزير التجارة والصناعية يترأس وفد السلطنة في اجتماعات اللجنة الاقتصادية العمانية الإيرانية المشتركة بطهران

انطلاق ثاني وجهات "الوطنية للعبارات" إلى إيران بين خصب وبندر عباس.. والشركة تتأهب لتدشين خط شهبار قريبا

...
...
...
...
...
...

 

< السنيدي: الخط الجديد يدعم تيسير التبادل التجاري بين السلطنة وإيران ويعزز نمو السياحة

< العبدواني: التدشين يترجم خططنا للتوسع الإقليمي.. ورحلة تجريبية لموانئ إماراتية هذا العام

< الرئيسي: مشاركات واسعة لأصحاب الأعمال من محافظة مسندم في حفل التدشين

< الزدجالي: "الوطنية للعبَّارات" تسعى لتحقيق مطالب المواطنين وتذليل كافة العقبات

< رئيس هيئة الموانئ ببندر عباس: نسعى لتعزيز الاستثمارات المشتركة

 

 

 

 

دشَّنتْ الشركة الوطنية للعبَّارات، أمس، ثاني وجهاتها الإقليمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ انطلاقًا من ميناء خصب بمحافظة مسندم إلى ميناء باهونار في مدينة بندر عباس؛ وذلك تحت رعاية مَعَالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة رئيس الجانب العماني للجنة العمانية-الإيرانية المشتركة.

وشارك في التدشين من الجانب الإيراني سعادة جاسم جادري محافظ هرمزجان، وحضر حفل التدشين عدد من رجال الأعمال العمانيين وممثلي شركات السفر والسياحة بالسلطنة، بجانب عدد من المسؤولين الإيرانيين. واستغرقتْ الرحلة -التي انطلقت على العبارة "الحلانيات"- نحو ساعتين.

من جهته، قال مَعَالي الدكتور وزير التجارة والصناعة: إنَّ تدشين الخط البحري "خصب-بندر عباس" يهدف بالدرجة الأولى إلى تيسير نقل البضائع بين البلدين عبر رحلة تمتد لساعتين فقط، وهذه الرحلة تستطيع أن تربط بين ميناء خصب وبندر عباس ومن ميناء خصب إلى ميناء شناص ودبا وصولا إلى مسقط، وخلال هذه الرحلة المتواصلة سيتم نقل البضائع والمواد الغذائية الطازجة والمبردة بين البلدين.

 

بندر عباس (إيران) - فايزة الكلبانيَّة

 

 

 

وأضاف معاليه -في تصريحات صحفيَّة- إنَّ من شأن هذا الخط أن يعطي حافزا كبيرا لأعمال الشركة الوطنية للعبَّارات؛ كونها تمتلك سبع عبَّارات حديثة، ويعدُّ هذا الخط الثاني للشركة بعد خط خصب قشم. داعيا رجال الأعمال والقطاع الخاص العماني إلى أن يُحسن توظيف هذه الفرص المتاحة والعمل على نقل بضائعهم عبر هذا الخط. وأوضح معاليه أن الخط الجديد سيدعم الحركة السياحية بين البلدين، وسيساعد على ربط الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي بإيران مرورا بالسلطنة، إضافة إلى أن هذا الخط سيعمل على إيجاد فرص عمل متعددة للشباب بين البلدين.

 

الخط الثاني

ويأتي تدشين الشركة لثاني خطوطها الإقليمية إلى ميناء باهونار في مدينة بندر عباس، بعد خط جزيرة قشم الذي تم تدشينه في يوليو الماضي؛ استكمالا لمشروعها ورؤيتها المتمثلة في تقديم خدمات النقل البحري المتطور لنقل الركاب والبضائع والسيارات بين الموانئ المحلية والموانئ الإقليمية لتعزيز التواصل والتكامل في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية بين البلدين. ومن المقرَّر أن تقوم الشركة بتسيير أربع رحلات أسبوعيا ذهابًا وإيابًا، عبر الخط الجديد الذي سيعمل على جذب البضائع العابرة من الدول الأخرى لاستخدام المحور الدولي للنقل والعبور، وتعزيز فاعلية روابط النقل وتسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال النقل البحري والبري عبر المحور الدولي للنقل والعبور، وضمان أمن السفر وتطبيق المعايير الدولية لسلامة نقل وعبور البضائع والركاب، إضافة إلى الحماية البيئية وفقا للمعايير الدولية.

فيما قال مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبَّارات: إن تدشين خط (خصب-بندر عباس) يُمثِّل تنفيذا للخطط الإستراتيجية للشركة؛ وذلك بعد انتهاء الشركة من ربط محافظة مسندم مع شمال الباطنة ومسقط، والتي تم تدشينها في 2008، وتستمر حتى اليوم؛ حيث تم من خلالها ربط كل ولايات الباطنة بمحافظتي مسندم ومسقط. وأضاف العبداوني -في تصريحات صحفيَّة- بأن هذا الخط الدولي الجديد يعمل على ربط الموانئ الإيرانية بمحافظة مسندم، ويمثل نقطة عبور الى بقية محافظات السلطنة. مشيرا إلى أنَّه تم في يوليو الماضي افتتاح أول خط بحري دولي يربط بين محافظة مسندم وجزيرة قشم الإيرانية.

وتابع العبدواين بأنَّ الخط الجديد ينطلق من ميناء خصب بمحافظة مسندم إلى ميناء باهونار في محافظة هرمزجان الإيرانية في مدينة بندرعباس. معربا عن أمله في أن يستفيد القطاع الخاص من هذا الربط على صعيد الجانبين العماني والإيراني، وكذلك العمل على إنعاش الحركة السياحية. وأشار إلى أنَّ عدد سكان محافظة هرمزجان يبلغ مليوني نسمة ويصل عدد السياح إلى هذه المحافظة في عيد النيروز إلى 5 ملايين نسمة.

 

تعزيز التجارة

ومَضَى العبدواني قائلا: إنَّ هذا الخط هو خط حيوي مُهم يحظى بأهمية خاصة من الحكومة العمانية؛ كونه يعمل على ربط الموانئ والإيرانية من أجل تعزيز الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية. معربًا عن أمله في استفادة السياح من الخط القائم بين مسقط وخصب ومن ثم من خصب إلى ايران.

وأوْضَح العبدواني أنَّ الشركة تعمل حاليًا على استغلال الطاقات القائمة بدون إضافة أي تكلفة ثابتة، فقط التكلفة الإضافية لتغطية الخطوط الجديدة، والتي تتمثل في الوقود. مشيرا إلى أنَّه من خلال الدراسة عملت الشركة على استبعاد التكلفة الثابتة كالرواتب، واستغلال الأمثل للطاقات المتواجدة مثل الموارد البشرية في ربط هذه الخطوط. وأشار إلى أنَّ التكلفة المتغيرة تتمثل في رسوم الميناء لدى الجانب الإيراني وتكلفة الوقود.

وبيَّن الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبَّارات أنه من خلال الدراسة التي أعدتها الشركة، فقد وصلت نسبة الاستيعاب في استخدام خطوط العبَّارات الصغيرة التي تسع 100 راكب، إلى 40 في المائة، وهو ما سيمكن الشركة من تغطية مصاريفها التشغيلية لهذا الخط الحيوي.

واستطرد العبدواني قائلا: إنَّ لدى الشركة خطة واسعة لتغطية أكثر من 12 ميناء في السلطنة، وحاليا وبعد افتتاح خطي قشم وبندر عباس، تعتزم الشركة تدشين خط إيراني ثالث في غضون الشهرين المقبلين، وهو خط شهبار، وهي مدينة إيرانية تقع لى أقصى الجنوب الإيراني على الحدود الباكستانية، وتستغرق الرحلة ثلاث ساعات، ويطل ميناء شهبار على بحر العرب. وأوضح أن الميناء شبه جاهز لاستقبال الرحلات، وقد تم تجهيز محطة المسافرين وتوجيه الدعوة للشركة لزيارة هذه المحطة، على أنْ يتم تجهيز جسر السيارات خلال الفترة المقبلة. مؤكدا في هذا السياق أنَّه تمَّ الانتهاء من جسر المركبات في قشم، فيما يحتاج ميناء بندر عباس إلى مزيد من الوقت لتجهيز هذا الجسر.

وأضاف بأنَّ هناك خطًّا دوليًّا آخر يربط بين محافظة مسندم وموانئ دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد ميناء راشد أو ميناء رأس الخيمة. مشيرا إلى أنَّ الفنيين يعملون حاليا على التواصل مع الجانب الإماراتي لمعرفة مواصفات ميناء راشد، والتجهيزات الفنية المطلوبة. معربا عن أمله في أن يتم تدشين رحلة تجريبية لهذه الموانئ المجاورة خلال العام الجاري.

وحول مدى الإقبال على خط قشم، أوضح العبدواني أنَّ نسبة التشغيل بلغت 25 في المائة، مشيرا إلى أنَّ الشركة تستهدف أن ترتفع هذه النسبة إلى 40 بالمائة بنهاية العام.

 

دعم الاستثمارات

من جانبه، قال حامد بن محمد زمان الرئيسي رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة مسندم: إنَّ تدشين خط خصب-بندرعباس يعكس تضافر جهود الجهات المعنية الساعية نحو دعم الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أنَّ هناك آمالا عريضة من هذا الخط في تعزيز التبادل التجاري ودعم الاستثمار والتنوع الاقتصادي.

وأضاف بأنَّه يُشارك في رحلة تدشين خط العبَّارات خصب-بندرعباس عدد من أصحاب وصاحبات الأعمال من محافظة مسندم، يمثلون قطاعات اقتصادية متنوعة من جميع ولايات المحافظة الأربعة، وتشمل القطاعات قطاع الاستيراد والتصدير والسياحة وقطاع الخدمات والقطاع الزراعي والسمكي وقطاع المقاولات ومواد البناء. وأعرب الرئيسي عن أمله لهذا الخط التجاري التوفيق، وأن يُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز الجوانب الاستثمارية ودعم حركة التبادل للسلع والبضائع.

وقال غازي بن عبدالله الزدجالي رئيس التسويق والاتصالات بالشركة الوطنية للعبَّارات: إنَّ التدشين الرسمي لرحلات العبَّارات من ميناء خصب إلى بندر عباس يعد الأكثر جاذبية خاصة فيما يتعلق بالنشاط السياحي والعلاجي من الخطوط التي تعول عليه الشركة الوطنية للعبَّارات الكثير، لاسيما في مجال تعزيز الحركة التجارية والسياحية بين البلدين. وأشار إلى أنَّ هذا الخط من الخطوط التجارية الأسرع فيما بين محافظة مسندم وميناء بندر عباس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إضافة إلى أنه الخط الثاني بين البلدين بعد افتتاح خط خصب ميناء قشم الايراني، مؤكدا أنَّ بدء تشغيل الخطوط البحرية والعمليات التشغيليّة للعبَّارات إلى الموانئ الإيرانيّة يأتي في إطار سعي الشركة لتطبيق اتفاقية "عشق أباد" التي انضمت إليها السلطنة وفق المرسوم السلطاني رقم (108/2011). وأضاف الزدجالي بأنَّ الشركة تواصل سعيها الحثيث والمتواصل لتسخير كافة إمكانياتها وكوادرها البشرية والفنية من أجل تذليل أي صعاب أو تحديات وتحقيق تطلعات المواطنين والمقيمين والتنسيق والتكامل مع مختلف الجهات الحكومية ذات الصلة نحو تقديم كل التسهيلات للمسافرين على هذا الخط. وأشار الزدجالي إلى أنَّه وفي اطار التنسيق بين الجهات والوحدات الحكومية الأخرى، فقد تم اكتمال التنسيق مع وزارة السياحة للتعميم على كافة مكاتب السفر والسياحة العمانية عن توافر خدمة النقل بالعبَّارات من السلطنة إلى بعض الوجهات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. مؤكدا أن افتتاح وتدشين مثل هذه الخطوط يعتبر من الإنجازات العمانية الوطنية التي هي محل فخر لنا جميعا.

وقال عدد من المواطنين ورجال الأعمال ممن شاركوا في حفل تدشين الخط البحري: إنَّ تدشين خط (خصب-بندرعباس) يعكس حجم التعاون المثمر بين كافة الجهات المعنية بالسلطنة مع الشركة الوطنية للعبَّارات، كما أنّه سيعمل على دفع عجلة التنمية الاقتصادية.

وقال عبد الحسين خدري رئيس هيئة الموانئ في بندر عباس: إنَّ تدشين الخط الملاحي بين ميناء خصب وبندر عباس سيعمل على تعزيز الحركة التجارية والسياحية بين السلطنة وإيران، في وقت قياسي يقارب الساعتين، وسيعمل على تنشيط سياحة الغوص بشكل خاص. متوقعا زيادة الحركة التجارية خلال الفترة المقبلة. وأضاف بأنَّ الهيئة تسعى لتعزيز الاستثمارات في المجالات السياحية والتجارية وتشجيع رؤوس الأموال في مجالات الفنادق الفاخرة والمطاعم؛ حيث نأمل أن يكون هذا الخط دافعا للجميع وحافزا في تبادل الزيارات والسياحة بين البلدين.

 

اللجنة المشتركة

وكان مَعَالي الدكتور علي بن مسعود بن علي السنيدي وزير التجارة والصناعة، قد وصل إلى ميناء بندر عباس على هامش اجتماع اللجنة الاقتصادية العمانية-الإيرانية المشتركة في دورتها الـ16 في العاصمة الإيرانية طهران. ويترأس معالي الدكتور وزير التجارة والصناعة وفد السلطنة المشارك في اجتماع اللجنة الاقتصادية العمانية-الإيرانية، والتي ستناقش عددا من المواضيع المهمة من بينها زيادة التبادل التجاري والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يمتلكها كلا البلدين، وسيتم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم لثلاث اتفاقيات مختلفة في قطاعات التجارة والصناعة والتأمين. وسيعقد على هامش أعمال الدورة اجتماع مشترك بين رجال الأعمال العمانيين والإيرانيين، كما سيتم افتتاح معرض المنتجات العمانية (أوبكس 2016)، وذلك تحت رعاية معالي المهندس محمد علي رضا نعمت زاده وزير التجارة والصناعة والمناجم بإيران، وبحضور معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، والوفد المرافق لمعاليه.

تعليق عبر الفيس بوك