تكريت - رويترز
ضَيَّق الجيش العراقي الخناق، أمس، على وسط الشرقاط وهي بلدة في شمال العراق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، ويُنظر إليها باعتبارها خطوة على الطريق في إطار حملة لاستعادة مدينة الموصل معقل المتشددين قبل نهاية العام الحالي.
وقال علي الدودح رئيس بلدية الشرقاط المقيم حاليا في آربيل: إنَّ الجيش مدعوما بالشرطة المحلية ومقاتلين من عشائر سنية سيطر على 12 قرية منذ بدء العملية صباح أمس الأول. وبدعم جوي من تحالف تقوده الولايات المتحدة تقف القوات الآن على مسافة أقل من ثلاثة كيلومترات من وسط الشرقاط وفقا لما ذكره الدودح الذي توقع أن تنتهي العملية خلال 48 ساعة.
وقال الدودح ومصدر من قيادة عمليات منطقة صلاح الدين -التي تشرف على العمليات العسكرية في المنطقة- إنَّ خمسة من أفراد الأمن ومدنيا واحدا قتلوا في معركة الشرقاط التي تواجه فيها القوات العديد من المصاعب منها القنابل وقذائف المورتر ونيران القناصة. وتقع الشرقاط على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من الموصل على نهر دجلة وتحاصرها القوات العراقية والفصائل الشيعية المتحالفة معها ولكن الفصائل الشيعية لم تشارك في العملية حتى الآن.
ويُعتقد أنَّ عشرات آلاف المدنيين محاصرون في البلدة والقرى المحيطة بها والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن استولى على ثلث أراضي العراق في عام 2014. ويحذر مسؤولون منذ أشهر من وقوع كارثة إنسانية داخل المدينة حيث يعيش السكان تحت الحكم المتشدد للدولة الإسلامية ويقولون إن إمدادات الغذاء تضاءلت فضلا عن ارتفاع أسعار السلع. ولم تحدث عملية نزوح كبيرة للمدنيين حتى الآن. وتأمل السلطات العراقية أن يسمح سير المعركة للسكان بالبقاء في منازلهم لتجنب حدوث أزمة إنسانية مع تقدم القوات باتجاه الموصل.
وقال سكان من قريتي شكرا والحورية لرويترز في اتصال هاتفي إنهم بدأوا في التلويح برايات بيضاء من فوق منازلهم مساء الثلاثاء مع تقدم الجيش لكن تنظيم الدولة الإسلامية عاقبهم بخمسين جلدة لكل منهم. ويراقب سكان الموصل الذين يبلغ عددهم نحو مليون نسمة عن كثب سلوك المقاتلين ومعاملة سكان الشرقاط فسكان الموصل لديهم تاريخ من عدم الثقة في قوات الحكومات الشيعية المتعاقبة في بغداد. وقال مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن عملية الموصل قد تبدأ في أكتوبر لكن هناك مخاوف من عدم التخطيط بشكل كاف لإدارة ثاني أكبر مدن العراق عند طرد التنظيم المتشدد منها.