موسكو - رويترز
قال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أمس إنّ وقف إطلاق النار المعلن في سوريا شهد 199 خرقاً منذ بدء سريانه قبل خمسة أيام. ونقلت وكالات أنباء روسية عن اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير قوله "الولايات المتحدة وما يسمى بجماعات المعارضة المعتدلة تحت سيطرتها لم يفوا بأي من التزاماتهم بموجب اتفاقات جنيف." وأضاف "إذا لم تتخذ الولايات المتحدة الخطوات المطلوبة للوفاء بالتزاماتها وفقًا لاتفاق التاسع من سبتمبر فستقع على عاتقها مسؤولية أي انهيار لوقف إطلاق النار في سوريا بالكامل".
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا باستغلال وقف إطلاق النار الهش من أجل إعادة تنظيم صفوفها. وأكد على أنَّ الجيش السوري التزم بشكل كامل بالهدنة، لكن بعض ما وصفها بـ"جماعات إرهابية" استغلتها في شن هجمات.
وتريد كل من الولايات المتحدة وروسيا تمديد الهدنة، لكنهما تبادلتا اتهامات بشأن عدم بذل المزيد من الجهود لإنجاحها. وتفيد تقارير بوقوع اشتباكات ليلاً في بعض المناطق السورية، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
وقال بوتين، في تصريحات خلال انعقاد قمة رابطة الدول المستقلة في بشكيك عاصمة قرغيستان، إن فرض هدنة في سوريا هو الهدف المشترك لكل من موسكو وواشنطن.
ومضى بوتين قائلاً لوكالة إنترفاكس الروسية إن روسيا تلتزم بتطبيق الجزء المتعلق بها من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا ولاسيما "التزام" القوات الحكومية "بشكل كامل" بالهدنة. وتابع بوتين قائلا "نشاهد محاولات لإعادة تجميع هؤلاء الإرهابيين. بالنسبة إلى روسيا، نلتزم بشكل كامل بتعهداتنا"، مضيفاً أن روسيا توصلت إلى اتفاقات مع الجيش السوري.
وحذرت موسكو من أنها قد تستأنف شن غارات جوية على فصائل من المعارضة "المعتدلة" إذا لم تبذل واشنطن المزيد من الجهود كي تنأى هذه الفصائل بنفسها عن المتطرفين.
وبدأ وقف إطلاق النار الإثنين بعد اتفاق بين روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، والولايات المتحدة، التي تدعم بعض أطراف المعارضة. وقالت موسكو الجمعة إنها مستعدة لتمديدها الهدنة لـ72 ساعة، لكن لم يصدر إعلان رسمي بشأن تمديدها.
وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه العميق" إزاء ما وصفه بعدم الالتزام بعناصر أساسية من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك عقب اجتماع عقده في واشنطن مع كبار مستشاريه للأمن القومي.
وكان الاجتماع مخصصاً لبحث الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولكن موضوع الالتزام الضعيف باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي من قبل الولايات المتحدة وروسيا نال حصة الأسد من وقت المجتمعين.
وجاء في تصريح أصدره البيت الأبيض أن "الرئيس عبر عن قلقه العميق من أنه بالرغم من انخفاض مستويات العنف في سائر المناطق في سوريا، ما زال النظام السوري مصرًا على عرقلة تدفق المعونات الإنسانية."
وبالرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده مدينة حلب الشمالية، لم يسمح لقوافل الإغاثة بإيصال شحناتها إلى المدنيين المحاصرين فيها. وتشير التقارير إلى أن أوباما قال لمساعديه إن الخطوة التالية في الاتفاق، والتي تتضمن تنسيقاً أوثق مع روسيا، سيتطلب تنفيذها "7 أيام متواصلة من الهدوء والوصول المستمر للمعونات الإنسانية إلى مستحقيها."
وكان مسؤول روسي رفيع المستوى قال في وقت سابق إن موسكو مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى، ابتداء من مساء الجمعة، بالرغم من الاتهامات التي وجهتها وزارة الدفاع الروسية لواشنطن، بأنها لا تلتزم بالاتفاق. وحذرت روسيا الأطراف الدولية من أنها قد تلجأ إلى استئناف القصف الجوي لمواقع المعارضة "المعتدلة" في سوريا، إذا لم تعمل الولايات المتحدة على فصلهم عن باقي التنظيمات التي تعتبرها "متطرفة". وقال مسؤول روسي رفيع المستوى لبي بي سي، إن انتظار روسيا، الحليف الرئيسي للحكومة السورية "له حدود". وتنتظر نحو 20 شاحنة العبور من خلال طرق آمنة إلى سوريا، والوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية، منذ وقف إطلاق النار. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتلق التصاريح اللازمة للسماح لتلك الشاحنات بالانطلاق في اتجاه مناطق سيطرة المعارضة السورية، حيث يوجد ما لا يقل عن 250 ألف مواطن في حاجة ماسة للمعونات الإغاثية. وقالت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة إنها لم تستطع الاتفاق مع روسيا على طريقة لإطلاع المجلس على التفاصيل "لا تعرض للخطر أمن تنفيذ الترتيب." وقالت روسيا إن القوات الحكومية السورية بدأت انسحابها من طريق الكاستيلو، خارج حلب، وهو الطريق الذي من المقرر أن تمر عبره المساعدات الأممية. وقالت مصادر سورية إن القوات الروسية استبدلت القوات السورية في مواقعها على طول طريق الكاستيلو، بينما قالت مسلحو المعارضة إنهم لن ينسحبوا من مواقعهم قرب الطريق، إلا إذا انسحبت قوات الجيش السوري.