علامة السيارات الشهيرة تعيد افتتاح مصنعها الشفاف في درسدن

لأول مرة بالسلطنة.. "الرؤية" في قلب "فولكس واجن" بألمانيا

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

المصنع يحتضن 50 من المعروضات التفاعلية والمركبات

إمكانية تجربة قيادة سيارات فولكس واجن الكهربائية

عرض الطراز الرياضي جي تي إي كوبيه مع تكنولوجيا مبتكرة هجينة

 

 

درسدن (ألمانيا)- شريف صلاح

 

لأوَّل مرة في السلطنة، زارت جريدة "الرؤية" مصنع فولكس واجن بمدينة درسدن بألمانيا، حيث أعادت الشركة افتتاح مصنعها الشفاف الشهير، لاستعراض تقدمها الكبير في مجال النقل الكهربائي والتقنيات الرقمية، وقد شاركت "الرؤية" في هذا الحدث الفريد بحضور نخبة من الإعلاميين من كافة أنحاء العالم.

ويحتضن المبنى 50 من المعروضات التفاعلية والمركبات تتيح للزوار تجربة سبل النقل المستقبلية مُباشرة في بيئة ممتعة وغنية بالمعلومات. ومن أهم نقاط الجذب في المبنى، إتاحة المجال للزوار لتجربة قيادة السيارات الهجينة الكهربائية.

 

وقال البروفيسور سيغفريد فيبيغ رئيس مجلس إدارة فولكس واجن: "يحكي المعرض الجديد للتنقل الكهربائي قصة صناعة السيارات منذ بداياتها ومن ثم يخوض في آفاقها المستقبلية، في مغامرة مثيرة لجميع أفراد الأسرة. ويوفر معرضنا تجارب عملية لتقنيات المستقبل المبتكرة التي تركز على الفوائد التي تعود على العملاء."

وأكد الوزير مارتن دوليغ أن "المصنع الشفاف ليس فقط مصدرا مهما للوظائف في سكسونيا فحسب، بل هو نقطة جذب رئيسية للزوار. ولذلك نحن سعداء بتعزيز مكانته عبر هذا التحديث. ونحن واثقون بأنّه سيقوم مجدداً بإنتاج المركبات الحديثة التي تشكل مستقبل النقل الكهربائي. وقد ظل الموردون المبتكرون في ساكسونيا موالين تماماً لفولكس واجن، سواء عبر تقديم محركات بديلة، أو التصاميم خفيفة الوزن، وتكنولوجيا توفير الطاقة أو تقنيات القيادة الآلية. وإذا ما ازدهرت فولكس واجن في ولاية سكسونيا، فذلك يعني أن صناعة السيارات ستزدهر ككل في ولاية سكسونيا".

الفنون والثقافة

ويمثل الالتزام الثقافي عنصراً رئيسياً من عناصر "ترانسبارنت فاكتوري"، الذي يعتبر شريكاً لدار الأوبرا في مدينة دريسدن (Sächsische Staatskapelle) ومهرجان "موريتزبورغ". كما يمثل "ترانسبارنت فاكتوري" مكاناً لانعقاد الحفلات الموسيقية والاحتفالات وغيرها من الفعاليات.

وفي شهر يناير من عام 2014، كان "ترانسبارنت فاكتوري" موقعاً لإنتاج إعلان تلفزيوني لشركة "فولكس واجن" في أمريكا. وفي شهر مايو من عام 2013، قدمت أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية أداءً لمقطوعة ’كرافت‘ للمؤلف  الفنلندي ماجنوس ليندبرج على أجزاء من مكونات هيكل سيارة ’فايتون‘. وتستهدف فعاليات مثل ’جوقة الأطفال‘ (Kapelle für Kids) و’النزهة الكلاسيكية‘ (Klassik picknickt) العائلات وعامة الجمهور. وبرهن ’ترانسبارنت فاكتوري‘ على التزامه بدعم الثقافة عام 2002 حين تعرضت مدينة دريسدن لفيضانات كارثية ولم تكن دار أوبرا زيمبر متوفرة، ليستضيف المصنع أداءً لمقطوعة ’كارمن‘.

ومنذ عام 2001، تم تجميع سيارات ’فايتون‘ وبشكل مؤقت ’بنتلي فلاينج سبر‘ في دريسدن. ويعتبر خط التجميع المخصص العنصر الأساسي في عملية الإنتاج. وكل ما يشترك به خط التجميع هذا مع نظرائه هو المراحل المعتمدة لإجراءات تجميع السيارات، الأمر الذي يعني تنظيم الإنتاج وفق مراحل كتركيب المحرك وتركيب النوافذ. ويتألف سطح كل واحد من خطوط الإنتاج المخصصة والمصممة بصورة مركزية من 29 جزءاً منفصلاً مغطىً بالكامل بالخشب. ويتم وضع المركبات المقرر تجميعها في هذه الأجزاء بواسطة رافعات قابلة للتعديل. ومع المظهر المميز للأسطح الخشبية ومختلف قطع السيارات المكدسة في علب منصلة، يبدو المصنع أقرب إلى ورشة للحرف اليدوية من كونه خط تجميع مركبات.

عمليات الإنتاج

ويتم تجميع السيارات على مستويين؛ حيث يتم تخديم خط التجميع بسكة نقل أحادية كهربائية معلّقة في السقف تستخدم لربط المستويين ودمج عمليات الإنتاج الأفقية في كل مستوى. ويقوم هذا النظام بنقل السيارات بين المستويين ومن ثم إلى محطات التجميع المخصصة كمحطة تزويد المركبات بالوقود. ولهذا الغرض، وبالاعتماد على الرافعات، تنتقل السيارة بأكملها من المستوى العلوي عبر الأرضية إلى المستوى السفلي. ومع نظام توزيع المراحل الدقيق وأعلى مستويات النظافة في مناطق الإنتاج والقوى العاملة المدربة والمراقبة المستمرة تكون ’فولكس واجن‘ قد حققت أفضل المعايير في جودة الإنتاج في منشأتها في دريسدن. وتم تصميم عمليات الإنتاج الفردية المقسمة إلى مراحل بصورة منهجية تلائم الأشخاص الذين يقومون بتأديتها. فعلى سبيل المثال، يتولى مسؤول المناولة تشغيل البكرات المتحركة التي يستخدمها العمل لتعديل ارتفاع القطع كبيرة الحجم (مثل لوحة القيادة) حتى تصل إلى الوضعية الدقيقة بدقة تصل على ميليمتر، بشكلٍ يضمن تركيب القطع بمكانها المحدد في هيكل السيارة.

الموقع والطراز المعماري

ويحتل المبنى المصمم بشكل زاوية قائمة تشبه حرف (L) مساحة 8.3 هكتار في ستراسبورغ بلاتز، في المنطقة الملاصقة للحدائق النباتية. ويتم إنتاج السيارات الفاخرة من ’فولكس واجن‘ في ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية تبلغ 55 ألف متر مربع تلفها ألواح زجاجية تصل مساحتها إلى 27500 متر مربع من النوافذ الزجاجية. ويهيمن المبنى الزجاجي بطوله البالغ 140 متراً وارتفاع 20 متراً على المشهد الصناعي في المدينة. وعند المرور بجوار المبنى، لا يسمع المارة أي ضوضاء صادرة عن المصنع.

وشهدت منطقة ’ترانسبارنت فاكتوري‘ خلال القرن التاسع عشر وقبل الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الثانية مشاريع تطوير ضخمة، ضمت صالة المعرض البلدية ومبنى ’كوغلهاوس‘ الذي تم تدميره إبان حكم الرايخ الثالث. ومثّل هذا المبنى مكاناً لعرض أرقى الأعمال الفنية والثقافية والمعمارية وتلك المتعلقة بالبستنة. ويذكر المجسم الكروي المتواجد في المصنع الجديد الزوار بالمبنى المتهدم ليعمل كجسر يعود بهم عبر صفحات الماضي.

وتتمثّل العلامة الفارقة للمصنع، والتي يمكن رؤيتها عن بعد، من برج زجاجي بارتفاع 40 متراً يستخدم لتخزين السيارات المكتملة إلى حين تسليمها. ومن هنا، عبر الساحة والجسر الخاص بالعملاء، يغادر مالكو السيارات المصنع مصطحبين سياراتهم الجديدة. وتمتلك الأجزاء الداخلية من المصنع ذات الجاذبية التي يتميز بها التصميم الخارجي. وتساهم المساحات الزجاجية الكبيرة والمساحة الممتدة على 24 ألف متر مربع من الأرضيات الخشبية المزخرفة في خلق جو مريح وجيّد الإضاءة ليعكس الفلسفة الأساسية المبتكرة لمصنع يقوم على أساس خطوات التصنيع الدقيقة التي تنطوي أغلبها على أعمال يدوية تمثل عنصراً مكمّلاً لعمليات الإنتاج الصناعي.

نموذج استثنائي

ويقدم الطراز النموذجي Sport Coupé Concept GTE من فولكس واجن تصميما مبتكرا حصريا من أربعة أبواب مع محرك هجين متقدم، وهو أحد أهم معروضات المصنع. ويتميز الطراز المتقدم (279 كيلوواط / 380 حصان) بانعدام انبعاثات الكربون من خلال استخدام اثنين من المحركات الكهربائية والبطاريات التي يمكن شحنها خارجيا. وعلاوة على ذلك، يسجل هذا الطراز القادر على الوصول لسرعة 250 كلم/ساعة معدل استهلاك إجمالي للوقود يبلغ 2.0 لتر / 100 كم. ولدى مجموعة فولكس واجن حاليا ثمانية مركبات كهربائية وهجينة ضمن نطاق منتجاتها. وتخطط لطرح 20 إضافية بحلول عام 2020.

وتم تقسيم المعرض الذي يحتضنه المصنع الشفاف إلى أربعة أقسام مختلفة ترسم مستقبل القيادة. فإضافة إلى اختبار القيادة، يمكن للزوار القيام بجولة قيادة افتراضية في درسدن عبر محاكاة متعة القيادة الكهربائية على GTE. كما تستعرض فولكس واجن نموذج e-Golf* بهيكل زجاجي ما يتيح للزوار رؤية تفاصيل مكونات الدفع في السيارات الكهربائية بالحجم الطبيعي.

ويستعرض القسم الثاني أحدث برامج مساعدة السائق من فولكس واجن، والتي تجعل من القيادة أسهل وأكثر أمنا. حيث يمكن للزوار الاستماع إلى عرض صوتي حول كيفية مساعدة المركبة للسائق في حالات معينة، والتعرف على المزايا المتنوعة مثل نظام المساعدة للانتقال بين المسارات.

وتستعرض الشركة الإمكانيات التي توفرها الشبكات الرقمية والهواتف الذكية في القسم الثالث، بدءا من تقنيات الاتصال مثل Car-Net وe-Remote وانتهاء بالتكامل بين الهاتف الذكي ووظائف السيارة عبر تطبيقات الربط (Apple CarPlay، Mirror Link، Android Auto). ويتخصص القسم الرابع بموضوع التصورات المستقبلية لقطاع النقل. فإضافة إلى نموذج XL1 ** وحافلة فولكس واجن، سيتواجد حل "الميل الأخير" (Last Mile Surfer) من فولكس واجن الذي هو تصميم تصوري للتنقل في المدن ومن تصنيع سكسونيا.

إعادة إعمال

ولا يقدم المعرض فقط ابتكارات فولكس واجن فحسب، ولكنه يدعو الزوار للتعبير عن أفكارهم الخاصة حول التنقل في المستقبل لإعطاء الجمهور الفرصة للمشاركة بفعالية في عملية الابتكار.

والمعرض الجديد هو مجرد خطوة أولى نحو إعادة أعمال التصنيع إلى المصنع الشفاف: حيث ستقوم الشركة بتعديل تكنولوجيا الإنتاج في غضون عام لإدخال المرونة في تصنيع مختلف المركبات. وتحقيقا لهذه الغاية، يجري حالياً وضع إطار عمل معدل، وتكييف عمليات التصنيع والخدمات اللوجستية. وهو ما يعني أن درسدن ستكون في المستقبل قادرة على تجميع نماذج إضافية في القطاع النخبوي والكهربائي بالكامل.

تعليق عبر الفيس بوك