ترفع شعار "إن لم أنفعك لا أضرك" وتستهدف تهذيب الذوق العام عبر شبكات التواصل

شباب يطلقون حملة توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة الحسابات "المشبوهة"

 

 

الرؤية – محمد قنات

 

أطلق عدد من الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي حملة توعوية إلكترونية تهدف إلى فرز الشخصيات الهادفة المؤثرة في توجهات المجتمع، والتعريف بشريحة أخرى تحاول استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الإساءة لقيم المجتمع ونشر العادات الأجنبية والتقليل من شأن كل من ينشر فكرًا هادفا يتماشى مع القيم والعادات العمانية الأصيلة. وأّكّد عدد من المشاركين في الحملة أنّ الكثير ممن نالوا الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مجرد فقاعات ومدعي ثقافة رغم أنّهم لا يقدمون ما ينمي ثقافة متابعيهم بقدر ما يساهمون في إفساد الاخلاق عبر منشورات ومقاطع في كثير من الأحيان لا تحترم عقول المتابعين. وقال مطلقو حملة (سنابي آدابي انفلوا) إن الحملة لا تقتصر على برنامج سناب شات فحسب وإنّما يمهدون لإطلاقها على كافة مواقع التواصل الأخرى. وقالت مرفت نصر خبيرة باروسيكولوجي عضو الجمعية العمانية للسينما إنّ الحملة تمثل دليلا قاطعا على أنّ متابعي وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا أكثر حرصا على تفاعلهم ومتابعتهم للشخصيات المؤثرة والمحبوبة والتي تملك فكرًا مفيدا، خصوصًا أصحاب الكاريزما والإطلالة الطيبة وهم يمثلون شريحة العامة وبعض الأشخاص يمثلون مهنتهم عبر تقديم تفاصيل وشروحات متفاوتة من مواقعهم المهنية، ومن بين هؤلاء من يقدم رسائل يومية عن فعاليات شارك فيها أو رحلات قام بها مع الأصدقاء للتعريف بمكان ما.

وأضافت مرفت نصر أنّ الحملة تدعم الأفكار الخلاقة الهادفة التي تترك قيمه إيجابية لدى المتابعين، لكن الخطورة تكمن في وجود فئة لا تميز بين الأخضر واليابس حيث يمكن أن تشاهد تارة مقاطع غريبة وأخرى مشوشة بحيث يتم استخدام مميزات الفلتر في برنامج سناب شات بطريقه سيئة وأحيانًا مشوّهة للشخصيّة المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب عدم مراعاة المستخدم لما يعرضه كتصوير بعض الأمور غير اللائقة والتي لا تمثل الموروث الأخلاقي العماني الذي يتميز بالهيبة والوقار.

 

إن لم أنفعك لا أضرك

 

وأشارت إلى أنّ الحملة توعوية وبسيطة تقوم على مبدأ (إن لم انفعك لا أضرك)
فمن حق المتابعين تهميش هذه الحسابات التي يعتمد أصحابها على أصوات متابعيهم كي يدركوا تماما أنّ ليس كل ما يلمع ذهبا، ولا يليق بنا أن نتابع هؤلاء الذين ما إن أمسكوا بكاميرا الجوال أشبعوها استخدامات منفرة بطريقة بذيئة ومبتذلة، كما تفعل بعض الفتيات اللواتي نسين أنّ لديهن شريحه كبيرة من الرجال ضمن المتابعين  ورغم ذلك يصورن أنفسهن في أوضاع لا تناسب الذوق العام وكذلك بعض الشباب يقومون بعرض أشياء لا تتماشى مع العادات والتقاليد مثل تقليدهم للفتيات وتقليد أصواتهنّ فضلا عن تقليدهن في طريقة وضع الماكياج على سبيل السخرية.

وقالت منى بنت سالم المعشنية إنّ "سنابي آدابي انفلوا" حملة مجتمعية رسالتها وهدفها مجتمع واع لا يجعل من الحمقى مشاهير وألا يتركوا ليعيثوا فسادًا عبر شبكات التواصل لأنّ هنالك من يعتقد أنه بالتفاهة والسطحية سيزداد عدد متابعيه وتركض خلفه شركات الإعلانات، وكلنا يعي خطورة شبكات التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على المجتمع إذا لم تستخدم بالصورة المثلى باعتبار أنّها أصبحت الآن هي همزة الوصل بين أفراد المجتمع، حيث أصبح الهاتف جزء أساسي من الحياة اليومية ومن خلاله يمكن لكل مستخدم أن يعرف كل شيء يدور في العالم، وبالتالي أصبح الإعلان في شبكات التواصل أقوى من إعلان التلفاز أو الصحف أو حتى الإذاعة، لأنه يصل للجميع في وقت وجيز ودون عناء.

وأضافت المعشنية أنّ العالم أصبح داخل جهاز والمجالس مجموعات واتس آب، وأخطر هذه الوسائل سناب شات لسهولة التعامل معه والمحتوى يبقى فقط لمدة 24 ساعة فهنا فالحملة جاءت بعد أن فاض الكيل وزاد عدد الحمقى المشاهير، الذين يقدمون مساحة لشبابنا يقدمون من خلالها مادة سطحية لا ترقى أبدا لمستوى المجتمع العماني المحافظ. وتخاطب الحملة كل أب وأم وأخ وأخت وصديقة وصديق ومعلم وطبيب ومهندس وموظف ورائد أعمال ليكونوا يدا واحدة خلف حملة (#انفلوا) لكل شخصية تشتهر وتصبح قدوة لأولادنا بمجرد إضافة مواد سطحية تعبر عن الخواء الفكري، خاصة وأنه لا توجد رقابة على شبكات التواصل لكننا نريد رقابة ذاتية من المجتمع نفسه، حيث إن الأغلبية يتابعون هؤلاء الأشخاص للتعليق والضحك والاستهزاء لكنهم نسوا أنهم رقم في المتابعين لذلك فإن بإمكان كل شخص أن يحدث الفارق باتخاذ موقف للتأثير في عدد المتابعين وبالتالي فى توجهات شركات الاعلانات، لنتوقف عن جعلهم قدوة ومشاهير فمجتمعنا لا يمثله هؤلاء الحمقى الذين يتصرفون بما لا يتماشى مع العادات والتقاليد المتعارف عليها.

 

المجتمع في حاجة للقدوة

وأوضح فهد بن صالح الفهدي أن فكرة الحملة الهادفة جاءت في وقت أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مزدحمة بأصحاب الرسائل التي لا تمثل أخلاقنا ولا تقدم شيئا يفيد المتابع، ووصل الأمر بالبعض إلى الترويج لسلوكيات وأفعال تتنافى مع ديننا وسمعة الوطن، والشيء المؤسف أن الكثير من جيل الشباب يتابعونهم ويعتبرونهم قدوة ومثل أعلى بالنسبة لهم.

وأضاف الفهدي إنه من الرائع أن تتنوع الرسائل وأن تكون في مجالات مختلفة لكن بشرط ألا تتعدى الأخلاق والآداب العامة، ولا ننكر أن هناك من استخدموا هذه الوسائل في بث رسائل هادفة ورائعة واستغلوا وسائل التواصل الاجتماعي في بث الرسائل الإيجابية في مختلف المجالات؛ لكن يظل عددهم قليل مقارنةً بالطرف الآخر لهذا تأتي هذه الحملة لرفع وعي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمن يفترض أن يُتابع وأن يُروج له ومن يفترض ألا يكون قدوة.

وأشار الفهدي إلى أن هنالك الكثيرين ممن يكتبون على شبكات التواصل بمنطق (خالف تُعرف) لذلك يسعى الكثير ممن يُسمونهم (المشاهير) بالسير في هذا الخط قاصدين لفت الانتباه، ويأتي البعض من منظمي الفعاليات وأصحاب المشاريع لدعوتهم واعتبارهم شخصيات مهمة في المجتمع، ويجعلون منهم قيمة، حتى أصبح السعي وراء الشهرة هدف لكل شخص، وليس هناك مانع في ذلك، لكن بالصورة الحضارية التي تليق بمتابعيه على الشبكات. وما يرجى من هذه الحملة تشجيع أصحاب القدوة الصالحة باستخدام هذه الوسائل وأن يكونوا بديلا لهم، فالمجتمع في حاجة ماسة إلى القدوة الصالحة. وفي استخدامي لبرنامج سناب شات، وجدت الكثير من التفاعل مع الرسائل التي حاولت بثّها وكان الهدف منها نشر الإيجابية، وتيقنت أنّ الوصول للناس بالرسائل المحفزّة وتأثرهم وتغيّرهم يخلق مني إنساناً ذو قيمة حقيقية إيجابية بين الناس.

 

تعليق عبر الفيس بوك