انطلاق موسم حصاد الرمان في الجبل الأخضر.. وتوقعات بإنتاج وفير ببعض القرى

 

الجبل الأخضر- العمانية

بدأ أهالي الجبل الأخضر حصاد ثمار الرمان من مختلف القرى في الجبل الأخضر، حيث يبدأ موسم الحصاد منذ الثلث الأخير من شهر أغسطس، ويستمر حتى نهاية سبتمبر، وتكون ذروته في منتصف شهر سبتمبر؛ حيث يعد المحصول الاقتصادي الرئيسي من الفاكهة متساقطة الأوراق، ويقدر عدد أشجارها بحوالي 27 ألفًا موزعة على مختلف القرى، وتنتج نحو 645 طنا من الثمار، وهو من أهم أشجار الفاكهة من حيث الجدوى الاقتصادية والمساحة الزراعية في الجبل.

والجبل الأخضر الواقع في محافظة الداخلية يتميز بمناخ فريد يتشابه مع مناخ حوض البحر المتوسط، الأمر الذي أكسبه تنوعًا في مزروعاته وتفردًا في جودة محاصيله، فغني عن التعريف رمان الجبل الأخضر الذي اشتهر بجودته العالية وكذلك ماء الورد وأصناف عديدة من الفواكه تفرد بها الجبل الأخضر كالزيتون والجوز واللوز والخوخ والمشمش والكمثرى والبرقوق والتين والعنب والليمون والبوت. ويبدأ مزارعو الرمان في الجبل الأخضر العناية بأشجار الرمان منذ منتصف يناير من حيث تقليم الأشجار والتخلص من الأفرع الميتة والسرطانات وإزالة الحشائش وحراثة الأرض وإضافة السماد العضوي والري مرة واحدة كل عشرة أيام، وخلال مايو يستمر الري بين خمسة إلى سبعة أيام، وذلك حتى نهاية سبتمبر؛ حيث يتم وقف الري نهائيا عن أشجار الرمان من منتصف نوفمبر وحتى نهاية يناير، لإعطاء النبات فترة راحة ولتجديد نشاطه في الموسم الذي يليه.

وقال سالم بن راشد التوبي مدير دائرة التنمية الزراعية بالجبل الأخضر إنّ الرمان تتفاوت أعداد أشجاره من قرية إلى أخرى حسب المساحة المتاحة في كل قرية ومدى توفر مياه الري اللازمة؛ حيث تعتبر قرى وادي بني حبيب وسيق والشريجة والعيينة والعقر وحيل اليمن والمناخر وقطنة والسوجرة والقشع من أهم القرى التي تشتهر بزراعة الرمان وإنتاجه. وأضاف التوبي أنه توجد ثلاث مجموعات لأصناف الرمان في الجبل الأخضر هي الحلو  والحلو- الحامض  والحامض، ولكل نوع من هذه الأنواع مذاقه وفوائده الصحية والجسديّة، فالرمان بأنواعه غني بفيتامينات (إيه وبي وسي)، ومقادير قليلة من الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والمنغنيز، كما إنّ الرمان مليء بالمواد المضادة للأكسدة تلك المواد المعروفة بالتقليل من الكوليسترول الضار والوقاية من تصلب الشرايين، كما تسهم في زيادة الأكسجين في القلب، وتشير الأبحاث العلمية والطبية المتخصصة إلى ما هو أكثر من ذلك من فوائد لحبوب ثمار الرمان ولعصيره ولقشره ولبه.

وتشكل المجموعة الحلوة النسبة الأعلى من أشجار الرمان وإنتاجيّة تعتمد على توفر العوامل الرئيسية وأهمها فترة سكون كافية في فصل الشتاء وإجراء عمليات الخدمة من تسميد وري في وقتها المناسب، ويتوقع أن يشهد العام الحالي جودة في إنتاج أشجار الرمان بسبب تواصل الأمطار خلال فترة الصيف عدا بعض القرى يتوقع أن تكون ذات إنتاجيّة منخفضة بسبب حالة من الجفاف وانخفاض مستوى منسوب أفلاجها بدرجة كبيرة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الثمار المتشققة والمتساقطة. ويستطيع المزارع وكذلك المستهلك معرفة مؤشرات نضج الرمان من خلال تغير لون الأكياس العصاريّة والحبات داخل الثمرة من الأبيض إلى الأحمر وتغيّر لون قشرة الثمرة من الأخضر الغامق إلى الأخضر الفاتح أو إلى الأصفر الذي يغطيه جزئيا أو كليا اللون الأحمر ووصول الثمار إلى حجمها النهائي المتعارف عليه لكل صنف واكتساب الأكياس العصارية للطعم المناسب للصنف.

ومن فنيات قطف ثمار الرمان أنه يفضل قطف الثمرة مع جزء صغير من العنق باستعمال مقص تقليم لأنه بدون أداة مناسبة قد يؤدي إلى انسلاخ جزء من قاعدتها مع عنقها الذي يبقى عالقا على الشجرة وتصبح الثمرة أكثر عرضة للتلف وبعد القطف توضع الثمار بعناية ولطف في سلة أو صندوق نظيف ولا ينصح بوضع الثمار بعد قطفها على الأرض لاحتمال تلوثها بالتربة أو الميكروبات التي تتلفها، ويجب عند القطف فرز الثمار المتشققة أو المصابة عن السليمة ثم تعبأ السليمة في عبوات كرتونية أو بلاستيكية وتحفظ في مكان مظلل لحين شحنها للبيع.

ويقوم المزارعون في الجبل الأخضر ببيع الرمان عبر سوق نزوى وبعض الأسواق الأخرى القريبة، وكذلك من خلال أكشاك البيع في بعض المواقع السياحية بالجبل، ويتراوح سعر الرمان من 2 إلى 3 ريالات عمانية للكيلو جرام أو من نصف ريال إلى ثلاثة ريالات عمانية للحبة الواحدة من الرمان حسب حجم المحصول وقوة الطلب. ويعد هذا السعر مناسبا حسب رأي المزارعين نظير الجهد الكبير والعناية الفائقة والمتابعة المستمرة من بداية العناية بالشجرة في شهر يناير حتى موعد حصاده في شهر سبتمبر، إضافة لكون المحصول عضوياً وطبيعياً 100%.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك