تركيا تواصل التوغل في العمق السوري.. وأنباء عن اتفاق وشيك لتثبيت الهدنة في حلب

دمشق - الوكالات

عَبَرت، أمس، 4 دبابات تركية الحدود الجنوبية إلى الأراضي السورية، في ثاني توغل لها. وأورد الإعلام التركي الرسمي أن الدبابات توجَّهت إلى قرية الراعي السورية في محافظة حلب، فاتحة بذلك جبهة جديدة في المواجهة مع مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية".

وقالت وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء: إنَّ الدبابات التركية توجَّهت إلى الراعي من بلدة كيليش التركية الحدودية لتوفير الدعم العسكري لمسلحي المعارضة السورية، الذين يحاربون مسلحي التنظيم المذكور. وتقع قرية الراعي بالقرب من جرابلس شمال حلب. وقال الإعلام التركي إن 20 دبابة أخرى على وشك الدّخول للمنطقة. وفي وقت لاحق، أوردت وكالة رويترز للأنباء أن مسلحي المعارضة السورية التي تدعمهم تركيا نجحوا في انتزاع قرية واحد على الأقل من أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية".

وقال "لواء حمزة" المنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر، إنه نجح في السيطرة على قرية عرب عزة التي كانت تعرضت إلى قصف جوي تركي الجمعة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض من جانبه تمكن المعارضين من السيطرة على عرب عزة، مضيفا أنهم تمكنوا أيضا من السيطرة على قرية واحدة مجاورة أخرى على الأقل.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الغارات التركية على الجماعات الكردية، التي تدعمها واشنطن، في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت ألمانيا إنها لا تريد أن يستمر تدخل تركيا في نزاع معقد أساسا. وقالت مصادر دبلوماسية إنَّ الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق يحدد وقفا لإطلاق النار مدته 48  ساعة في حلب، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ويحد من الطلعات الجوية للحكومة السورية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مقابلة مع شبكة بلومبيرج الامريكية: إنَّ روسيا والولايات المتحدة تقتربان من إبرام اتفاق يتناول "سبل محاربة الارهابيين" في سوريا. وقال الرئيس الروسي في المقابلة التي أجريت الخميس في ميناء فلاديفوستوك في الشرق الروسي الاقصى: "نتحرك شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح، وأنا لا استثني أبدا امكانية التوصل لاتفاق ما في المستقبل القريب نطرحه للمجتمع الدولي".

وأثنى بوتين -الذي عرف عنه انتقاده القوي للسياسات الخارجية الامريكية- على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وعلى "صبره وتصميمه" في السعي نحو التوصل إلى اتفاق قبل موعد نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما اوائل العام المقبل، وهو الأمر الذي جعل من احتمال إبرام الصفقة ممكنا. وأضاف الرئيس الروسي أن مصالح روسيا وتركيا -التي دعمت معارضي الرئيس السوري بشار الأسد- بدأت بالتوافق ايضا.

ونقلت وكالة رويترز للانباء من جانبها عن مصادر دبلوماسية لم تسمها قولها إن الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل الى اتفاق حول هدنة في مدينة حلب السورية تستمر لمدة 48 ساعة للسماح بوصول المساعدات الانسانية الى سكانها المحاصرين. وقالت هذه المصادر للوكالة إن بنودا مهمة من مشروع الاتفاق ما زالت قيد البحث، وان اطرافا مهمة مثل وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر وفصائل المعارضة السورية من المرجح ان تساورها شكوك ازاءه. وقال احد المصادر لرويترز "إن الاتفاق لم يبرم بعد" مضيفا ان الوزير كيري ونظيره الروسي سيرغيه لافروف قد يعلنا عن التوصل الى اتفاق - اذا تم ذلك بالفعل - في موعد قريب قد يكون اليوم الأحد.

تعليق عبر الفيس بوك