فايزة الكلبانية
كثيرة هي عبارات وأقوال السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه- ودعواته للاهتمام بالشباب وإشراكهم في صناعة التنمية العمانية.. فمن أقوال جلالته: "دوركم الآن أيّها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليميًا وتثقيفيًا وسلوكًا واسترشادًا لتحمل مسؤوليات المستقبل"..
وكثيرا ما شهدنا جلالته وهو يستنهض همّة الشباب وعزيمتهم لبذل المزيد من الجهود للارتقاء بأفكارهم، وطموحاتهم، ومشاركاتهم في دفع عجلة التنمية، كما وجدنا عددًا من الجهات التي تمّ إرساء دعائمها لدعم ثقافة العمل الحر لدى الشباب العماني في ظل شح الوظائف ووسائل التمويل، وتحديات دوامة الإجراءات وغيرها من الشروط الموضوعة لبدء أي مشروع مستجد، فالكل يشتكي من تعقيدات الإجراءات وضرورة تسهيلها سواء للمواطن العادي أو الموظف أو المسؤول في القطاع الحكومي أو الخاص، عاقدين الآمال على أنظمة المحطة الواحدة التي تبذل الجهات المعنية جهدها في تفعيلها بسلاسة كما لمسناه عبر "استثمر بسهولة" التابع لوزارة التجارة والصناعة، والقادم أفضل.
استطاع "شباب عمان" أن يثبتوا جدارتهم وجديتهم وتميزهم على غيرهم من أشقائهم وأقرانهم من أبناء دول العالم في كثير من المجالات، وأبرزها اليوم على الساحة "التفوق العلمي والأكاديمي للمبتعثين" فأثبتوا بأنّهم خير سفراء لوطنهم ليس على الصعيد المحلي فقط، بل تعدى ذلك إلى الصعيد الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال ما يصلنا من أخبار يومية للنشر عبر صفحاتنا اليومية، بالإضافة إلى ما نتابعه من تغريدات مبشرة ونتائج طيبة لعدد من الطلبة العمانيين في مختلف المستويات العلمية ومختلف الجامعات وما يحظى به شبابنا العمانيون من تكريم وتفوق وتميز في تحصيلهم العلمي وأدائهم المتميز؛ مما جعلهم يستحقون التكريم مع مرتبة الشرف لتفخر عمان بهم قادةً وصناعًا للمستقبل.
لقد كان لتميز الشباب العماني فيما يخص الابتكارات العلمية على مختلف مراحلهم العمرية دور في أن تحصد عمان العديد من الجوائز والتكريم من خلال مشاركتهم في مسابقات الابتكارات العلمية إقليميا وعالميا، فنافسوا وتقلدوا الذهب والفضة والبرونز بنتاج وعصارة أفكارهم وإبداعاتهم واختراعاتهم المتواضعة محليا، والجبارة دوليًا، وهذا جانب آخر يشهد بأنّ عمان تحظى بأصحاب عقول نيرة ومفكرة وقادرة على قيادة التغير.
أما " أصحاب الأعمال" أو كما يسميهم البعض "رواد الأعمال" فهؤلاء من وضعت على أكتافهم أثقال أكبر ومسؤوليات جسيمة في الارتقاء بالوطن والاقتصاد والمساهمة في دفع عجلة التنمية العمانية، وقد حظوا باهتمام كبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- فأوجد لهم اهتماما خاصا ليحظوا ببيئة استثمارية محفزة تعينهم وتأخذ بأيديهم وتشد من أزرهم للوصول إلى أهدافهم وخلق قطاع جديد من العدم يدعى بقطاع "ريادة الأعمال"، وقد قطعت الجهات المعنية بأجهزتها الحكومية والخاصة وبسواعد الشباب وهمتهم شوطا كبيرا من النجاحات، فأوجدت قاعدة لريادة الأعمال بقيادة رواد أصبحت لهم أنشطتهم الخاصة الناجحة، وما زال البعض يسعى للوصول إلى النجاح أسوة بأقرانهم، لا يعرفون لليأس طريقًا أمام ما يواجهونه من تحديات.. فليبارك الله مجهوداتهم الطموحة.
ختاما كلي ثقة بأن "شباب عمان" اليوم لديه الفكر والرغبة والطموح والكفاءة، والقدرة على التغير وقيادة عمان للأفضل، فقط عليهم أن يتحلوا بمزيد من الثقة، وأن تُتاح الفرص أمامهم للكشف عن قدراتهم ومهاراتهم الحقيقية التي تستتر خلف تهيّجهم وثوراتهم وتجاربهم الخجولة والتي غالبا ما تكون على استحياء، كما أنّهم بحاجة لتذليل الصعوبات وتبسيط الإجراءات التي تقف حاجزًا أمام تحقيق طموحاتهم على أرض الواقع، حينها سترون حقيقة الشباب العماني الذي سيقود عمان إلى مستقبل أفضل.