السياحة التركية تستعيد عافيتها مع بدء استقبال أفواج جديدة من السائحين

...
...
...
...
...
...

أسطنبول- إبراهيم الهادي

بدأت السياحة التركية استعادة عافيتها بعدما تضررت بشكل بالغ بالأحداث الأخيرة التي شهدتها، حيث استقبلت المزارات التركية العديد من الأفواج السياحية من مختلف دول العالم.

وفي زيارة لوفد صحفي من مختلف دول الخليج، تفقد الوفد عددًا من المواقع السياحية الشهيرة، والتي تجذب إليها السياح من كل صوب. وفي الجولة السياحية الأخيرة تعرفنا على المعالم التاريخية العظيمة التي تتوزع على أجزاء واسعة من مدينة اسطنبول بدءاً من القصور التاريخية والأسواق العريقة مرورا بالجسور العملاقة التي تربط بين القارتين آسيا وأوربا على مضيق بحر البوسفور وانتهاء بالشواطئ الجميلة التي لا تبعد عنها الواحات الخضراء كثيرا. ولعل أبرز المعالم التي زرناها وتعرفنا على تفاصيلها هو قصر دولما بهشته الذي صمم بأسلوب طغى عليه طابع البذخ والسخاء؛ حيث صهر المهندسون العثمانيون فيه أفضل الفنون المعمارية التي كانت منتشرة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا آنذاك لبناء هذا القصر العظيم. ومزج المهندسون بين أسلوب الروكوكو الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الأرستقراطية في النحت والتصوير، وأسلوب الباروك الذي يتصف بالأشكال المنحنية والاستخدام المتقن والمعقد للأعمدة واللوحات المزخرفة من أجل الزينة فضلا عن الكلاسيكية الجديدة المستوحاة من الفن اليوناني. وعند زيارة السائح لهذا القصر يشاهد بين أروقته الممرات الهندسية الرائعة. ويلاحظ الغرف الكثيرة والكبيرة والملحقات التي تملأ أروقة القصر في جوانبه ويتميز القصر بمدخلين بحري وبري، وهو بموقعه يعد مركزًا للإمبراطورية العثمانية، وكان قصر دولمة بهشة منزلا لستة سلاطين، وبعد إلغاء الخلافة العثمانية استخدم مصطفى كمال أتاتورك مؤسس وأول رئيس لجمهورية تركيا القصر كمقر للرئاسة لإدارة أعمال تركيا حتى وفاته.

الشاب إكرام كان المرشد السياحي في جولتنا الأخيرة وكان موسوعة تاريخية متنقلة، ولكثرة الأرقام التاريخية التي كان يذكرها لنا عن الحضارة القسطنطينية والبيزنطيّة والعثمانية والتي كانت معظم معالمها ومواقعها وآثارها في مدينة إسطنبول التركية نكاد لا نحفظ منها إلا القليل، إسطنبول تتميز بمناخ جميل وهي جاذبة للسياح من مختلف دول العالم وتستقبل سنويا عشرات الملايين الذين يتوافدون إليها من كل حدب وصوب، ولعلّ أهم ما يميز هويتها هو التاريخ الضارب في العمق والقصور التي شيّدها السلاطين على مر العصور وهي تروي حكايات الأزمنة الغابرة، والزائر إلى إسطنبول تلفت انتباهه المساجد ذات الهندسة العمرانية الفريدة، بالإضافة إلى الكنائس التاريخية التي أصبحت فيها كنيسة آيا صوفيا مزارًا سياحيًا وهي لا تبعد عن مسجد سلطان أحمد العريق سوى أمتار قليلة.

وتأمل تركيا في الوقت الحالي انتعاش القطاع السياحي، بفضل ما تتميز به من مواقع فريدة، علاوة على أسعار متميزة في الخدمات والمرافق، وجودة عالية.

تعليق عبر الفيس بوك