تناولت حلقة رواد الأغنية العمانية التي يخصصها برنامج ليالي المهرجان كل ثلاثاء لتسليط الضوء على رواد الأغنية العمانية من أصحاب الكلمات والألحان الخالدة على مستوى السلطنة، الحديث عن الفنان الراحل عوض القعيطي الذي قدم الكثير من الأغاني العمانية من كلماته وألحانه.
واستضافت الحلقة ابن الراحل رضوان بن عوض القعيطي الذي تناول جانبا من أعمال والده وناقش مع الإعلامي عبدالله السباح الجانب الإنساني والاجتماعي من حياة القعيطي. والفنان عوض القعيطي ولد في يناير 1939 في منطقة صلالة الوسطى ودرس في الكتاتيب والتحق بفصول محو الامية وحصل على الشهادة الابتدائية إلا أنّ التحاقه بالتعليم في سن متقدم لم يعينه على إكمال تعليمه.
وذكر ابن الراحل أن القعيطي امتهن البناء في بداية حياته وعلى يديه شيدت الكثير من مباني المنطقة ومنها منزلهم في صلالة الوسطى. واحترف القعيطي مهنة البناء حتى صار معلما في مهنته. وبدأت مسيرة عمله في مكتب الأشغال آنذاك وعمل لينتقل بموهبته الشعرية والفنية للعمل في الفرقة السلطانية الثانية. وبمصاحبة فرقة المزيونة للفنون الشعبية والفنان طلال خيرالله قدم عددا من الأغاني من أعمال الفنان الراحل ومنها أغنية "يا رسولي تعني" و أغنية "شرعي يا خشبة الدولة" و أغنية "شجرة الأنبة" وأغنية "يا عزيز الناس تزعل" وأخيرا أغنية "طول الليل" التي كتبها ولحنها وتعد بمقابة رثاء لنفسه وكان ذلك قبل وفاته بفترة وجيزة لكنه لم يغنها بصوته.
وتضمّنت الحلقة الوقوف على إضاءات من حياة الفنان الراحل وسرد لبعض المواقف والقصص منها قصة سفره إلى المملكة العربية السعودية لزيارة أخيه الذي كان يقيم هناك وما تضمن ذلك من مواقف وكان ذلك في عام 1971 حيث سافر عن طريق البحر، وكتب حينذاك قصديتين واحدة عندما وصل بحرًا إلى قطر ولم يكمل الرحلة بعد إلى المملكة وأخرى يملأها الحنين والاشتياق للوطن والأهل. وأكثر أغاني الفنان عوض القعطيي في المدار وكان ذلك في بدايته وغنى في الفنون الأخرى مثل البرعة التي ركز عليها كثيرا إذ أنّها كانت مطلبا متكررا في الأمسيات الفنية والحفلات والمناسبات. وممن كان يجالسهم من الفانين والشعراء الفنان بوسلاسل والفنان سعد عبيدان أحمد بن شوين.
وتميّز الفنان المرحوم عوض القعيطي بقريحة شعرية متدفقة نتج عنها إرث فني وثقافي كبير يستحق التقدير. وعلى صعيد الجانب الإنساني فهناك حياة مشرقة يذكرها الكثيرون للراحل في علاقاته الاجتماعية وإنسايته وحرصه على حضور الأفراح والأتراح وعيادة المرضى يوميا. وقام المرحوم ببناء مسجد في أرض خاصة به وجرت التوسعة قبل وفاته وأشرف على هذه التوسعة بل وساهم فيها بالبناء بيديه.