المشاركة الأولمبيَّة.. والانتخابات القادمة

 

 

مُحمَّد العليان

خرجتْ مُشاركة السلطنة والرياضة العُمانية من أولمبياد البرازيل، خالية الوفاض، ولم يتحقق أي شيء يذكر من إنجازات، وكأنها مشاركة شرفية للسلطنة في هذه الدورة الأولمبية؛ حيث لم يتأهل أيُّ فرد أو لعبة فردية أو جماعية مباشرة للبطولة، وهذا ما يدعو للدهشة والاستغراب، عكس بعض البطولات الماضية، والتي كان التأهل لها عن طريق التصفيات. وهنا يأتي السؤال: إلى متى؟ وماذا كنا أو كانت تعمل الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية منذ 36 عاما مثلا، حتى وصلت الرياضة إلى الحضيض بعد هذه السنوات الماضية؟ ماذا كان يفعل المسؤولون عن الاتحادات السابقة وأيضا اللجنة الأولمبية ووزارة الشؤون الرياضية؟ هل العيب كان في هذه الجهات الرسمية وأفرادها ومسؤوليها، أم في اللاعبين أنفسهم والمنتخبات المختلفة؟.. أسئلة كثيرة تدور في الأذهان بعد هذه الفترة الطويلة بفتح ملفات البطولات الأولمبية للمنتخبات الوطنية وإعادة صياغتها من جديد، والبحث عن السلبيات، والخطط التي تدار بها هذه المشاركات، وما هي المعوقات لذلك والصعوبات؟ ومحاسبة المقصرين في ذلك؛ فليس من المعقول أنْ تكون المشاركة عن طريق منحة أو ورقة بيضاء أو مشاركة شرفية للرياضة العمانية.

أما آن الأوان أن تظهر الرياضة العمانية وتسجل حضورا في المحافل الأولمبية من جديد؟ أما آن الأوان أن تكون لدى المسؤولين غَيْرة على الرياضة العمانية ونراها بين صفوف الدولة المتأهلة؟! مبالغ خيالية ومعسكرات تُصرف عليها مئات الآلاف وفي النهاية المحصلة "صفر"! أكثر من علامة استفهام حول وضع الاتحادات الرياضية، ومتى تخرج من العباءة الخليجية وتصل إلى الآسيوية أولا ثم العالمية؟! أسماء كثيرة ظلَّت على الكراسي ولمدة طويلة ولم تحقِّق أيَّ شيء يُفرح القلوب، ما عدا على المستوى الخليجي فقط؛ حيث لم تتجاوز هذا الإطار الإقليمي! لماذا يبقى هؤلاء المسؤولون على كراسيهم دون تجديد أو إحلال أو تغيير؟! مصيبة رياضتنا أنَّها تُدَار بالمجاملات والعلاقات الشخصية والمصالح فقط، وهذا الذي أخَّر الرياضة العمانية لسنوات طوال من التراجع في النتائج والتقدُّم والمنافسة. أتمنى وقوف الجهات العليا بأن تفتح ملفات المشاركات الأولمبية، وتضع النقاط على الحروف للمرحلة المقبلة من خلال وضع خطة لمدة 4 سنوات مثلا؛ خصوصا بعد فشل الخطط الماضية حتى في تجهيز بطل في أي لعبة؟!

وبالنسبة لماراثون الانتخابات المقبلة للاتحاد العماني لكرة القدم، باعتبارها الحدث الأبرز على الساحة الكروية، فقد بدأ الأعضاء للمترشحون للمناصب المختلفة حملتهم مع الأندية ومع الأصدقاء وأصحاب المصالح المختلفة؛ للموافقة على ترشيحهم ودعمهم ليحظوا بمقعد في التشكيل الجديد لمدة 4 سنوات قادمات، وضحت الصورة وبدأت تتضح رويدا رويدا، خصوصا مع كشف المترشحين عن السيرة الذاتية والرياضية والخبرة التي يتمتعون بها في هذا المجال، وكذلك من باستطاعته وقدرته أن يُطوِّر ويخدم الكرة العمانية خلال الفترة المقبلة، والجمعية العمومية إلا بعض أنديتها سيكون حائرًا بين أمرين؛ إما المصلحة الشخصية وإما مصلحة الكرة العمانية في اختيار الأعضاء والمناصب الأخرى، وستكون المحسوبيات موجودة بلا شك في عملية الاختيار لدى البعض، إلا أنني أعتقد أن وجود أسماء لا غبار عليها سيقلل من سلبيات كل هذا، وسنرى تشكيلا جديدا، خصوصا وأن الأوراق كلها أصبحت مكشوفة للجميع.

-------------------

آخر الكلام: "ادرس الماضي إذا أردت أن تكشف المستقبل".