خلفان الطوقي
كنت في زيارة خاطفة لدولة الكويت الحبيبة، وأثناء تواجدي في رحلة الطائرة رحلة الذهاب تصادف جلوسي بالقرب من شباب من الكويت الشقيق، وبدون تردد أو أيّة مقدمات أبدوا إعجابهم بالسلطنة وطيبة وبشاشة العمانيين وخصوصيتهم والتنوّع الطبيعي للسلطنة من جبال وبحار وسهول وخلجان وشواطئ، وتميّز تضاريسها وتباين واعتدال أجوائها، وأكملوا حديثهم عن الشيخ ماجد الصباح وحملة "السناب تشات" التي قام بها بالتعاون مع بعض الجهات الحكوميّة والخاصة.
أثناء رحلتي القصيرة التقيت بعدد لا بأس فيه في بعض الدواوين الكويتية وفي حديقة الشهيد العصرية وبعض المجمّعات التجارية، وبدون معرفة مسبقة ومرة أخرى اقترب مني عدد من الشباب الكويتي عارضين المساعدة بشغف بعدما ميّزوني بلباسي التقليدي، ومن باب الفضول سألتهم، لماذا تعرضون عليّ المساعدة وأنتم لا تعرفونني شخصيا؟، وكانت إجابتهم متشابهة لحد ما، وهو أنّهم تعرفوا على السلطنة عن قرب أكثر مما سبق من خلال حملة السناب تشات لماجد الصباح، فمن خلال هذه المقالة أتقدم بالامتنان للشيخ ماجد ولصاحب الفكرة الإلكترونية الرائدة ولكل من ساهم في إنجاحها ومن وافق عليها من متخذي القرار وأقدم عليها بجسارة.
الانطباع اﻹيجابي للكويتيين ولنجاح حملة السناب تشات قادتني للتفكير بصوت عالي ومشاركتكم بفكرتي، وهو لماذا لا نقوم بحملة تسويقية للترويج السياحي للسلطنة على المستوى الخليجي وبطرق ابتكاريّة ومن خلال اللغة والثقافة واﻷدوات التي تتناسب معنا؟ ولديّ مبررات مقنعة لهذه الحملة الخليجية منها المستوى المادي الجيد لدول الخليج، وتقارب العادات والتقاليد، واللغة الواحدة، وتميّز السلطنة بتنوع في التضاريس والأجواء، وقربنا الحدودي مع باقي جيراننا والسمعة الطيبة في مخيلة أشقائنا، إضافة إلى حيادنا واستقرارنا السياسي، وحفاظنا على الطابع الأصيل والغني للهويّة العربية، ووجود البنية الأساسية المقبولة إلى حد ما، والتي نتمنى أن تتطور أكثر فأكثر في الأيام القادمة بما يتناسب والفئات المستهدفة من السواح.
مقترحي يكمن في الموازنة بين المشاركة الدولية في المعارض التي تقام في أوروبا واستبدال جزء منها ليكون في المحيط الخليجي من معارض تخصصية أو مبادرات مبتكرة على سبيل المثال وليس الحصر كمشاركة جمعيّة الفنون التشكيلية أو جمعيّة العود في المناسبات التخصصية أو بمبادرات مشتركة مع وزارة السياحة والجهات الحكومية المعنية بهذا القطاع وبدعم من شركات القطاع الخاص وخاصة قطاع الفندقة والسفر والسياحة وبشكل جماعي وتوزيع مصاريفها ومهامها بنسب مقبولة بين جميع المشاركين والمساهمين لتتمكن هذه الحملة من تحقيق أهدافها وضمان نجاحها واستدامتها.
كانت هناك حملات ترويجية لكنها تبقى رسمية أو تقليدية من خلال معارض السفر، ولكي نتمكن من دخول سوق الخليج بشكل عميق لابد أن نتقن التحدث معهم باللغة والثقافة التي يستوعبونها وباﻷدوات العصرية التي بإمكانها أن تصلهم بشكل مباشر ويكون تأثيرها أوسع، وبمصاريف أقل بكثير من الأدوات التقليدية، وفوائد أكبر تشمل العوائد المباشرة من السياحة لتمتد لاستقطاب استثمارات مباشرة وفتح آفاق جديدة لم تكون موجودة كأن تكون السلطنة قطب الرحى للاستثمار التعليمي والصحي ونكون بذلك وجهة الخليج الرائدة في عدد من المجالات.
أخيرا وبعد ثبوت نجاح حملة السناب تشاب والتي وصلت في وقت قياسي لأكثر من مليونين شاب في الدول العربية وباﻷخص فئة الشباب الخليجي، فإنني أرى أنه من المناسب على المسؤولين المعنيين في هذا القطاع الوقوف لأيام والتأمل وأخذ العبر وتقييم التجربة وتغيير الأولويات والتوجهات والوجهات وتسهيل التشريعات والخطط التنفيذية والقائمين عليها، والتوافق مع اللغة العصرية العلمية، فإما أن نكون جزءا أساسيا من الحراك العصري المتسارع والمتغير بشكل لحظي، أو متفرجين على الآخرين بحسرة وهم يقطفون ثمار مبادرات كان من اﻷولى أن تكون عمانيّة.