صلالة.. رأس رمح النمو السياحي

 

 

تُواِصل صلالة التلألؤ تحت زخَّات الخريف المنهمرة، في مَوْسِم استثنائي بحق؛ فقد شهد هذا الموسم زيادة غير مسبوقة في أعداد الزوار، وكذلك توسُّعالمرافق والمنشآت السياحية والفندقية لم تشهده المدينة من قبل.

فهذه المدينة التي تنعم سنويًّا في موسم الخريف بطقس مميز لا يتوافر سوى في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن؛ فيستقطب الزوَّار من داخل السلطنة وخارجها، ويجذب المجتمعيْن لعقد مؤتمراتهم وندواتهم تحت هذه السماء التي لا تتوقَّف عن ضخ كميات من الرذاذ؛ فتخلق مناخا معتدلا يستمتع به الجميع.

ولعلَّ الأرقامَ التي تكشفُ عنها إحصاءات حصر زوار خريف صلالة بين الحين والآخر، خير دليل على النمو المتواصل في أعداد الزوار، حتى وإنْ كشفتْ الأرقام عن أنَّ أغلب هؤلاء هم من العُمانيين؛ فالسياحة الداخلية لا تقل أهمية بأي حال عن السياحة الوافدة من الخارج؛ فكلاهما من عوامل نمو هذا القطاع الذي تعوِّل عليه الحكومة لتنويع مصادر الدخل ورفد الاقتصاد الوطني ببديل مختلف عن عائدات النفط التي تتراجع أسعاره حاليا.

... إنَّ نموَّ القطاع لا يتأتى إلا من خلال تضافر الجهود المخلصة من القطاعين العام والخاص، وقد تجَّلى ذلكمؤخرا من خلال المشروعات البلدية التي تُنفِّذها الجهات المعنية لتوفير مُختلف المرافق للزوار والسياح، فضلا عن العمل على إنشاء المتنزهات وتطوير المواقع السياحية في مختلف المواقع التي تجذب السياح إليها.

كما أنَّ القطاعَ الخاص يُسهم على نحو واضح للغاية في هذه التنمية السياحية، ولا أدلَّ على ذلك من افتتاح أحد أكبر الفنادق في صلالة هذا الأسبوع، وهو ما يَرْفِد القطاعَ الفندقيَّ بمزيدٍ من الغرف التي توفِّر الإقامة المثالية للزوار، وتمنحهم الفرصة لتجربة فريدة يعيشون فيها أجواء الخريف بكل تفاصيله وجزئياته.

ولا شكَّ أنَّ اهتمامَ الحكومة خلال السنوات الأخيرة بالقطاع السياحي، يعكسُ الإيمانَ القويَّ بضرورة دعم هذا القطاع من شتَّى جوانبه، ويبقى في الوقت الراهن بعض المساعي التي من المؤمَّل أن تأتي ثمارها؛ وذلك من خلال تحفيز الشباب على العمل في هذا القطاع الذي يُوفِّر فرصَ عمل عديدة، ويقدِّم لهم الخبرات المتنوعة التي تمكنهم من شق طريقهم نحو الاحتراف في وظائفهم.

تعليق عبر الفيس بوك