عبدالله العليان
تعيشُ ولاية صلالة خلال فصل الخريف ازدحاماً مروريًّا كبيراً، يجعل/يربك الحركة السياحية بصورة لافتة، حتى في الطرق الفرعية الصغيرة بالمدينة؛ مما يُسبِّب اختناقاً كبيرا في هذه الولاية، والذهاب إلى الولايات الأخرى القريب منها، وتزداد هذه المشكلة كل عام، بسبب ازدياد حركة السائحين والزوار سواء من محافظات بلادنا المختلفة، وهم الأكثر، أو من دول مجلس التعاون التي تعتبر صلالة الآن المحطة الرئيسية خلال موسم الصيف، بالنسبة لهم، وهذا العام ازداد عدد الزوار والسياح بصورة فاقت الأعوام الماضية. والواقع أنَّ هذا الازدحام يُبرز الحاجة إلى إعادة تخطيط ولاية الولاية لشبكة الطرق كخطة مستقبلية، حتى يُمكن لا تواجه المدينة بعد سنوات قليلة مشكلة مرورية صعبة الحلول، خصوصا مع ازدياد المركبات للعمانيين أنفسهم، قبل السائحين، إلى جانب ازدياد الحركة التجارية والسياحية المتزايدة سنويًّا. وهذا ليس في فصل الخريف، بل في كل الفصول.
والإشكال المروري أصبح الآن واقعاً حتى في الفصول الأخرى المعتادة، خاصة في وسط المدينة وفي مناطقها الجديدة، وهذا يعني أنَّه مع مرور السنوات، فإنَّ الأجيال الجديدة بعد مُخرجات التعليم، وانخراطهم في السلك الوظيفي، فإنَّ أول رغبة ينتظرونها هي اقتناء سيارة لهم، وهذا بلا شك سوف يجعل الحركة المرورية في غاية الصعوبة والارتباك، والحلول أيضاً ستكون بنفس المقدار من الصعوبة إذا لم يتم وضح حلول ناجعة لهذه المشكلة، بسبب حركة البناء والعمران، وقد سبق أن كتبت عن الحاجة إلى تخطيط ولاية صلالة، منذ عقدين تقريباً، وقلت إنَّ المدينة سوف تواجه مشكلة مرورية كبيرة مع مرور السنوات المقبلة، وهذا ما يتطلب الإسراع لإجراء حلول وفق تخطيط لعقود طويلة، حتى يمكن تفادي ما نواجهه الآن ومستقبلا.
صحيح أنَّ بناء عدد من الجسور في الولاية التي تم الانتهاء منها منذ عدة أسابيع، وهى الأماكن المهمة التي تتصل بالحركة الاقتصادية والسياحية، فإنها بلا شك أسهمت في تخفيف من المشكلات المرورية التي عانت منها الولاية، لكن هذه الجسور هي في شارع واحد فقط، ومع أهمية هذا الشارع (شارع الرباط)، فإنَّ المدينة تواجه نفس المشكلات المرورية في الشوارع الأخرى في المدينة، وهذا الشارع نفسه في بعض الأوقات تجده مزدحماً بصورة كبيرة، مما يجعل بعض السائقين يهربون إلى الشوارع الفرعية الصغيرة، وهى أيضاً مزدحمة، فالمسألة تحتاج إلى حل تجنب الإشكال في السنوات المقبلة، وكان من المفترض أن تتم قبل أكثر من عقد، لكن لم نجد استجابة لهذا الاقتراح، حتى لا نعود إلى قضية تأخير بعض المشاريع، وأعيد بناؤها مرة بأضعاف قيمتها الآن، لو تم تنفيذها في ذلك الوقت.
ومن المقترحات التي أراها جديرة بالاهتمام من جهات الاختصاص: استحداث طريق جديد خلف القاعدة الجوية بصلالة، وهذا الطريق سيكون لبعض السيارات الكبيرة والناقلات، لتخفيف العبء على شارع الرباط المزدوج، حيث إنَّ الشارع بحكم ارتباطه بالمنطقة الصناعية، والمدينة الجديدة في منطقة عوقد بصلالة، يشكل ازدحاماً يومياً، وهذا الطريق سيساهم في تقليل الازدحام، او تم استحداث هذا الشارع الموازي.
أيضاً من الطرق التي تشكل ازدحاما في هذا الفصل، وسيعاني منها السكان والزوار مستقبلاً: شارع المنتزه، وهو من الشوارع المهمة داخل مدينة صلالة، وهذا الشارع أصبح صعبا ومعيقاً للحركة المرورية، وقد تحدث عنه الكثيرون؛ كونه أولاً في اتجاه واحد، وأيضا وجود محلات بيع المنتجات الزراعية على أحد جوانب هذا الشارع، وهذه المحلات تشكل "ربكة" مرورية لحركة السيارات؛ لأنه لا توجد مواقف للسيارات، أو ارتدادات أمام هذه المحلات؛ مما يتسبَّب في تعطيل الحركة المرورية خاصة في هذا الفصل؛ لهذا فمن الضروري عمل حلول سريعة لهذا الشارع، أو ازدواجيته، أو نقل هذه المحلات إلى أماكن أخرى بعيدا عن الشارع، لكن من المهم النظر في هذا الشارع لأهميته المرورية. ومن المقترحات التي يتحدَّث عنها البعض لحل الازدحام المروري أنَّ الشارع الفرعي القريب من دوار الخيالة السلطانية والقريب من دوار أم الغوارف -المغلق حالياً- من المهم النظر في فتحه؛ لتخفيف الازدحام على في هذا الشارع، وربطه بشارع السلطان قابوس، بما يُسهم في انسياب الحركة المرورية بصورة جيدة، أيضاً من الشوارع التي يفترض أن يكون المسار فيها في اتجاه واحد: شارع السلام، وهو من الشوارع القديمة في مدينة صلالة، وربما قبل عقدين أو ثلاثة كانت الحركة ميسورة وسهلة، أما الآن فإنه لم يعد صالحاً أن يكون مزدوجاً؛ لذلك فمن الضروري أن يكون هذا الشارع في اتجاه واحد، أيضاً من المهم إعادة تخطيط ولاية صلالة مرة أخرى، وأن يتم النظر في توسعة بعض الشوارع التي تحتاج بالفعل إلى إعادة تأهيل أو ازدواجيتها للمستقبل، وهذا ما نود النظر فيها بجدية.. لفتة للأعلى للتخطيط، ووزارة النقل والاتصالات وبلدية ظفار.