طالبوا بتشديد الرقابة على المسلسلات المعروضة محليا لتقليل أثرها السلبي على المراهقين

مشاهدون: الدراما "المدبلجة" تمحو العادات العمانية الأصيلة لصالح الأفكار المستوردة

الرؤية - عزة الحسيني – شذى الخروصي

قال عددٌ من مشاهدي القنوات الفضائية إنّ المسلسلات المدبلجة تُحدث تأثيرات سلبية على المُتابعين خصوصًا فئة المراهقين وأنها لا تعكس حقيقة واقع المُجتمعات التي ترصدها من خلال المشاهد الدرامية. واعتبرها عدد من المشاهدين دعوة صريحة لاستبدال قيم المجتمع الرصينة، وطالبوا بتشديد الرقابة لتنقيح الدراما المدبلجة لتصبح صالحة للمشاهد العربي والعماني خاصة، خصوصًا وقد أصبحت هذه المسلسلات وسيلة الترفيه الأولى على القنوات الفضائية لمختلف أفراد الأسرة والمتصدرة في الدورات البرامجية للقنوات المتنوعة.

وقال سالم الشكيلي إنّه لا يفضل متابعة المسلسلات المدبلجة لأنّها لا تضيف له شيئًا جديدًا لمعارفه بعكس المسلسلات المترجمة التي تساعده على تنمية المعرفة اللغوية، وأضاف أنَّ غريزة الاستطلاع جعلت عددًا من المُتابعين يهتمون بمتابعة المسلسلات في ظل الجدل الذي دار حولها، وقد يستفيد المشاهد من الترفيه والانفتاح على الثقافات الأخرى وأحياناً بإثراء حصيلته اللغوية، وكيفية التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة إلا أنّه قد يلحق به الضرر من المشاهدة ويتوقف ذلك على مُتغيرات متعلقة بالمصدر الثقافي وأهداف المسلسل وعوامل أخرى ترجع إلى ثقافة وعمر والقيم الدينية والاجتماعية للمشاهد.

وقال محمد سعيد علي إنّ ثقافة هذه المسلسلات تنتمي إلى منحى مختلف عن ثقافة المجتمع العماني ويمكنها أن تدفعه إلى اتخاذ أنماط تتناقض مع قيمه، فيبدو أنّ أهداف المسلسلات مادية صرفة. وعلى سبيل المثال فإنّ المسلسلات التركية لا تعبر عن الواقع التركي الحقيقي وإنما هي ترويج لثقافات تمثل الأقلية في البلاد.

ووافقه الرأي حارب المُحاربي الذي يرى أنّ الآثار السلبية يزداد وقعها على الشباب والمراهقين فهم في مرحلة تنمية ميولهم واتجاهاتهم وتحديد سلوكياتهم الأخلاقية والدينية والقيمية، وقد يكون اللجوء إلى هذه المسلسلات هروبًا من الواقع المجتمعي المُغاير لما يعرض على الشاشة. وتؤجج هذه المسلسلات من خلال عرضها لمشاهد العنف والسلوك الإجرامي لدى الشباب مما ينعكس بشكل سلبي على المجتمع.

وقالت فاطمة عبدالله إن المسلسلات المدبلجة حملت معها رؤية أوسع فيما يختص بتشجيع المرأة على المطالبة بالمساواة مع الرجل فتعرض مختلف المسلسلات المدبلجة المرأة وهي تقوم بكل الأدوار التي اعتادت المجتمعات العربية أن تكون مخصصة للرجال فقط فهي تفعل ما يفعل وتطالب بكل ما تعده حقها المكفول وتعرض المسلسلات هذه الفكرة بصورة مُباشرة وضمنية لتصل إلى عقل المشاهدة العربية مما ينتج عنه تأثر المرأة العربية وتقوم بذات الدور.

وأكدت آسيا راشد على أهمية تشديد الرقابة على الدراما المدبلجة للتقليل من سلبياتها وتأثيرها على المشاهد العربي، كما أنَّ التوعية المستمرة للمشاهد الشاب ضرورة لا يجب التغاضي عنها فهذه الدراما تروج إلى نشر معتقدات وعادات التي لا تتناسب مع المجتمع.

وقال أيمن أحمد إنّ المسلسلات المدبلجة تُسلسل عقول المتتبِّعين ولا سيَّما المراهقين وهم في هذه الفترة الحرجة من حياتهم؛ فتعْلق ملامح التبرُّج والسُّفور في عقولهم ويصير الحرام حلالاً والممنوع مرغوبًا بشدَّة، تمهيدًا للتحرُّر تدريجيًّا من قيم المجتمع الإسلامية. بالإضافة إلى ما تدعو إليه تلك المسلسلات من قِيَمٍ دخيلة على مجتمعاتنا المسلمة والتي تنعكس على مسار تربية المراهق وسلوكه، وما كان هذا ليحدث لولا وجود كمٍّ كبير من القنوات التي هدفها إفساد أخلاق الشباب، وتزيين الباطل لهم، وتقريب المُنكرات منهم وهم جالسون في ديارهم؛ لأنّه باختصار: غزو ثقافي منظَّم يسعى لعلْمنة المجتمع المسلم!.

وذكر معاذ ناصر أنَّ القنوات العربية بدأت تبث مسلسلات تركية حاملة معها الفكر التركي بمميزاته الإيجابية والسلبية، وكذلك التقاليد التركي والمعتقدات والممارسات لذلك المجتمع. ومع العلم بأنّه لا يخفى على الجميع إنّ هذه المسلسلات سبقتها مسلسلات مكسيكية انجذب الناس بشتى أصنافهم لمشاهدتها، وكان نوع هذه المسلسلات غرامية بحتة إلا أنّ الناس تابعتها بحيث إنهم لم يضيعوا عليهم ولو حلقة واحدة. إلا أنّ المسلسلات التركية قد تصدرت القمة في متابعة الناس لها لتدس السم في العسل، وتناقش قضايا الحب وقيم الأسرة والمجتمع ومشكلات البطالة والفقر والطمع.

وتساءلت رحمة الخروصي عن المصير المجهول لواقعنا نحن كمستهلكين ومتلقيين لهذه المسلسلات، وقالت إذا كان أطفالنا وإخواننا وأخواتنا وأمهاتنا يشاهدون هذه المسلسلات يومياً وبمتابعة دورية ومنتظمة حتى وصلت الآن إلى أكثر من 125 حلقة وكأنهم يدعمونها ويساعدون من يبث هذه السموم على تلقيها. فماذا يحدث لو استمر عرض مثل هذه المسلسلات لسنوات مُقبلة؟ وماذا لو أصبح أبناؤنا وبناتنا بمقدورهم فعل كل ما تبرمجوا عليه من هذه المسلسلات؟ وكيف سيكون الحال حينئذ؟!  فلابد من المُتخصصين أن يحذروا من آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقاً للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات.

ويرى حمد ياسين أنَّ خطر هذه الأعمال الدرامية كبير. فهي نجحت في نيل شعبية كبيرة بين مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، تماماً كما نجحت في نيل قبول بين مختلف الخلفيات الثقافية. الكل يُتابع الدراما التركية والكل مجمع على أنّها حلت محل الدراما العربية وتغلبت عليها بتقنياتها المتطورة ومظاهرها الخلابة والباهرة، ومعظمنا مأخوذ بكيفية وصولها إلينا ونيلها كل ذلك القبول والمشاهدة. البعض يقبل عليها لأنّها تقدم صورة مختلفة عن واقعنا الاجتماعي، والبعض يقبل عليها لأنها تقدم صورة ثرية وبراقة ومظاهر طبيعية نفتقدها.


Description: http://www.aljazeera.net/KNOWLEDGEGATE/KEngine/imgs/top-page.gif

تعليق عبر الفيس بوك