دبي - رويترز
أفادتْ وسائل إعلام في البحرين والسعودية بأنَّ محكمة بحرينية قضتْ أمس بحل جمعية الوفاق الشيعية المعارضة، وتصفية أموالها؛ في إجراء جديد ضد المعارضة في المملكة الحليفة للولايات المتحدة. وذكرت مؤسسات إعلامية أن أموال الجمعية ستذهب لصالح خزانة الدولة.
وقالت صحيفة الوسط البحرينية المعارضة إنَّ المحكمة خلصت إلى أن الجمعية "انحرفت في ممارسة نشاطها السياسي إلى حد التحريض على العنف وتشجيع المسيرات والاعتصامات الجماهيرية؛ بما قد يؤدي إلى إحداث فتنة طائفية في البلاد." وتعيش في البحرين أغلبية شيعية لكن السنة -وأغلبهم من أسرة آل خليفة الحاكمة- يقودون حكومتها.
ويأتي قرار المحكمة الكبرى، أمس، بعدما أغلقت السلطات الجمعية في يونيو وأسقطت الجنسية عن رجل دين شيعي بارز في خطوات قالت جماعات معنية بحقوق الإنسان إنها تأتي في إطار محاولة لسحق المعارضة. وتواجه الحكومة دعوات من المعارضة لإجراء إصلاحات كبيرة من بينها المطالبة باختيار أعضاء الحكومة من البرلمان المنتخب، كما تعاني السلطات أزمة مالية كبيرة أجبرتها على خفض الدعم وزيادة أسعار السلع الأساسية. واتَّخذتْ البحرين الإجراءات في ظل خلاف دبلوماسي بين السعودية الداعم السني الرئيسي للمنامة وإيران القوة الشيعية في المنطقة.
واتَّسعتْ هُوَّة الخلاف بين البلدين بعدما اقتحم متظاهرون إيرانيون غاضبون لإعدام رجل دين شيعي سعودي في يناير الماضي بعثات دبلوماسية سعودية في إيران؛ مما دفع الرياض والمنامة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
وقال المدعي العام في البحرين، أمس، إنَّ رجلَ دين شيعيا سيمثل للمحاكمة الشهر المقبل بتهمتي جمع أموال بشكل غير قانوني وغسل أموال. وقال مصدر مطلع على القضية، إنَّ رجل الدين هو الزعيم الروحي للشيعة بالمملكة الشيخ عيسى قاسم الذي جرد من جنسيته قبل شهر.
وجدَّدتْ القضية المخاوفَ من اندلاع احتجاجات في البلد التي يشكو سكانها الشيعة الذين يمثلون الأغلبية من التمييز ويطالبون بدور أكبر في إدارة شؤونها. وانتقدت الولايات المتحدة والأمم المتحدة هذه الخطوة التي يقول ناشطون محليون إنها تأتي في إطار حملة أوسع على المعارضة في المملكة.
ولم يذكر أحمد الدوسري المحامي العام الأول بشأن وقائع جمع الأموال بدون ترخيص وغسل الأموال عيسى قاسم بالاسم. وقال الدوسري -في بيان نُشر على إنستجرام- إنَّ القضية ستنظر أوائل أغسطس دون أن يحدد تاريخا. ولم يتسن الوصول لقاسم للتعليق.
وكانت وسائل إعلام بحرينية قد كشفت الشهر الماضي عن تحقيق يجري بشأن حساب مصرفي يخص قاسم به نحو عشرة ملايين دولار لمعرفة مصدر الأموال وكيفية إنفاقها. وأعقب التحقيق بيانات شديدة اللهجة من جانب علماء شيعة كبار بينهم قاسم تحذر من أي محاولة للعبث بجمع ما يسمى بـ"الخمس" من الشيعة. وسحقت البحرين في 2011 انتفاضة للشيعة طالبوا فيها بإصلاحات سياسية.