خصص برنامج ليالي المهرجان حلقتي أمس واليوم لإقامة مُنافسات مسابقة البرعة التي تُقام للعام الرابع على التوالي على مسرح المروج بسهل إتين بمحافظة ظفار في ظل إدراج فن البرعة ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي. وقد سَّلطت حلقة أمس الأضواء على تفاصيل المُسابقة من خلال استضافة أعضاء لجنة التحكيم وهم الفنان سعد المغني والإعلامي عقيل باعلوي والإعلامي فيصل القلم إلى جانب مشاركة مُميزة من نجوم المسابقة خلال الأعوام السابقة من الحاصلين على المركزين الأول والثاني الذين قدموا بدورهم وصلات من فن البرعة الذي تشتهر به محافظة ظفار.
وتشارك اليوم 6 فرق في أولى مراحل التنافس. ومن المتعارف عليه أن البرعة يؤديها اثنان من الرجال في المناسبات الاجتماعية، أما في المهرجانات فالمجال مفتوح أمام أعداد كبيرة من المشاركين، بشرط أن تكون الأعداد زوجية وقد تصل إلى ثلاثين شخصًا، وتكون المساحة التي تؤدى فيها البرعة عادة على شكل مربع أو مستطيل، لكي تسمح بحرية حركة المؤدين أمام الفرقة الغنائية، وقبل أن يبدأ أداء فن البرعة يجلس الراقصان على رؤوس أصابعهما أمام الفرقة ويلتقطان الخناجر التي توضع عادة على الأرض عند المغني، وعند دق الطبل وعلى صوت الغناء والتصفيق بالأيدي، يقفان، ويمسك كل مؤدٍ بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظاً على سلامة المؤدي، حينما يرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها، بينما تمسك أصابع اليد اليسرى بوسط (الدشداشة) مع لفها، حتى يصبح زي المؤدي متناسقاً وأنيقاً. ويرفع الراقصان مُقدمة قدميهما وينزلانها، تبعًا لصوت الطبل، حتى يضبطا حركتهما، وينسجما مع الطرب، ثم يرجعان للخلف، ثم يتقدمان، ثم يرجعان، ثم يتقدمان، وحينما يبدأ صوت المرددين (الكورس) للأغنية بعد المطرب، يلف المؤديان في حركة دائرية على اليسار ثلاث لفات، ولا يجوز أن يلف المؤديان في وسط الساحة أو في بدايتها عند المطرب وأعضاء الفرقة، كما أنّ خطوات الراقصين غير مُعقدة، وإنما يتطلب التناغم مع المؤدين الآخرين والموسيقى مهارة عالية. تنتهي جولة البرعة بنهاية الأغنية في لحظة واحدة بحيث يركع الراقصان معاً مقابل الفرقة الموسيقية المصاحبة بعد دوران كل منهما حول نفسه دورة كاملة.
وتؤثر حركة (المتبرعين) على المغني إيجابًا أو سلبًا، فينسجم مع براعتهم في الأداء وتستمر البرعة اثنين اثنين في كل جولة غنائية وكان مؤدي الرقص في الماضي يقوم بحجز أغنية يطرب لها وينسجم معها من رئيس الفرقة، ويضطر إلى دفع مبلغ مالي مُقابل ذلك، ولا يؤدي الراقص للبرعة إلا بوجود صديقه الذي يعرف حركات صاحبه مع الطبل، وحركة دورانه ورفع الخنجر ووضع المصر أو الكمة فوق الرأس.
وانطلقت أولى حلقات برنامج ليالي المهرجان مع أولى أيام مهرجان صلالة السياحي 2016، أمس الأول في قالب مُميز جديد يتضمن مسابقتين رئيستين وجلسات فنية وحلقات لرواد الأغنية العمانية. وقد استضافت الحلقة الأولى سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار الذي تحدث بدوره عن الجهود الإعلامية التي تبذلها المؤسسات الإعلامية لمواكبة فعاليات المهرجان والتنسيق الإعلامي محليًا وخليجيًا وإقليميا لاستقطاب وسائل الإعلام لتغطية المهرجان وإبراز المعالم السياحية والأجواء الاستثنائية لمحافظة ظفار خلال الموسم.