البرنامج يشتمل على 16 حلقة من إنتاج "الثقافية" و"عكاسة"

"عمان تحكي" يستعرض أهم المحطات في مسيرة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي

 

 

 

مسقط - الرؤية

استعرضت حلقة أول أمس من برنامج "عمان تحكي" على شاشة تلفزيون سلطنة عمان سيرة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي ترك بصمة مؤثرة في حقبة زمنية مميزة. وتناولت حلقة البرنامج الذي يشتمل على 16 حلقة من إنتاج قناة عمان الثقافية وشركة "عكاسة للإنتاج الفني" نشأ الإمام في ولاية أدم ومارس التجارة، حيث كان تاجرًا يعرف كيف يصرف تجارته وهذا ما انتشر بين الناس عنه. وقرر أحمد بن سعيد أن يطور تجارته فانتقل إلى صحار، حيث كان ميناء صحار آنذاك يعج بالتجار وأصحاب الثراء وقد أدهش الناس بحكمته ودهائه.

وكان سيف بن سلطان إمام عمان في تلك الفترة، ودعت الحاجة إلى وجود والٍ يقوم بأمر صحار فأشارت الأصابع متفقة إلى أحمد بن سعيد فقد ذاع صيته بين الناس بالحكمة والعدل والثراء، فأصبح ابن سعيد والي صحار، لم يكن المنصب بتلك السهولة والبساطة فقد كانت تنتظره مهمة شاقة فقد أصبحت الدولة "اليعربية" ضعيفة وتمكنت قوات "كريم خان" من غزو عمان والعيث فيها فسادا وتوغلت في الديار العمانية، وحرك أحمد بصيرته وولاءه للعمانيين واستخدم القوة لمواجهة قوات نادر شاه التي أصبحت خائفة رغم قوتها، وحقنا للدماء توصل أحمد بن سعيد لاتفاقية خراج تدفعها عمان سنويًا لنادر شاه وجنوده. ودب الضعف في عمان أواخر حكم اليعاربة وكطبيعة الناس ينظرون لرجل يقودهم ويأخذ البلد للرخاء والأمان، لم ير الناس أكفأ من أحمد بن سعيد. وصار الإمام يؤلف القلوب ويسعى إلى تحقيق مشروع الوحدة الوطنية بإرسال سفراء محنكين إلى أرجاء عمان، وخضع الجميع لحكم واحد وعم الرخاء والاستقرار.

وأصبحت عمان جاهزة لطرد العدو، وحارب الإمام قوات نادر شاه اقتصاديًا فقد فتح ميناء بركاء على مصراعيه ولم يفرض رسومًا، فصار الميناء الذي ترسو فيه السفن ليس ميناء مسقط الذي تسيطر عليه قوات المحتل. وامتنع الإمام عن دفع الخراج السنوي وكان لقطع الجزية أثر بالغ فقد كانوا يقتاتون عليه. وأفشى انقطاع الخراج فيهم الفقر والجوع وصاروا يتصارعون بينهم فلا رواتب تصرف للقوات، فقرروا تهديد عمان والتشديد على دفع الجزية ولكن موقف أحمد بن سعيد كان حازما وصارت الحرب إلى أن استسلمت القوات المحتلة وعادت عمان قويّة وموحدة بعد طرد العدو.

تعليق عبر الفيس بوك