نقاط

حسين الغافري 

(1)

تميّزت بطولة اليورو بفرنسا

-حتى اللحظة- بإثارة نوّعية مع كُل أحداثها حتى ما قبل اكتمال كُل لقاءات الدور الثاني. فمع أحداث الشغب التي أساءت وأثّرت كثيراً على شكل البطولة الأوروبية وجاهزية الحضور الفرنسي بتنظيم حدث رياضي عملاق يسّتقْطب إعلام مختلف دول العالم، ومع الأجواء المناخية غير المُستقرة فقد كانت نتائج المُنتخبات عبر المستطيل الأخضر تزيدها إثارة ومتعة. فحتى الآن لا جديد يُذّكر بصعود الكبار إلى دور الـ16. صحيح أن شكل البطولة تغّير ونظامها اختلف وعدد المُنتخبات قد ارتفع عن البطولة السابقة فانخفضت معه عوامل المفاجأة نسبياً. إلا أن تواجد مُنتخبات مغمورة قدمت أداء فوق الجيد وتلعب بأريحية كبيرة بدون ضغوط. على سبيل المثال، فويلز تأهلت لدور الثمانية بتجاوزها إيرلندا الشمالية لأول مرة، وهو حدث غير مسبوق ووصول تاريخي أنتجته حسبة "الكراسي الجديدة" للبطولة وحظيت به منتخبات "جديدة" شقّت لنفسها طريق عنوانه "كرة قدم بسيطة وغير معقدة لتاريخ يُخلّد".

(2)

تطّغى الأخبار الصحافية الساخنة على كرة القدم في فترة الصيف، خصوصاً في الفترة التي تأتي بعد انتهاء الاستحقاقات المحلية والقارية إلى بداية انطلاق الموسم الجديد. هي فترة خصبة جداً في تداول أسماء النجوم تسويقياً، فلا غرابةبسماع اسم هُنا وتارة أخرى هُناك. الأمر طبيعي جداً في خبر كانتقال ميسي من برشلونة إلى ريال مدريد أو انتقال رونالدو إلى برشلونة. فالوقت ملائم لاختلاق انتقالات "ورقية" و "شكلية" أكثرها في الهواء.الفكرة منها أنها تعزز سوق المبيعات للصحف الكبرى أوروبياً. فحتى اللحظة تردد اسم البرازيلي "نيمار" بين ريال مدريد ومان سيتي وباريس سان جيرمان كثيراً حتى سئم القارىء والمشاهد من متابعة أخباره!. فحتى الأمس هو يقترب ويتدارس مسألة إنتقاله إلى باريس، واليوم يحمل حقائبه إلى مان سيتي، وغداً سيتلقى اتصالا هاتفيا من بيريز يغّريه بخمسين مليون يورو سنوياً كي يوقع مع النادي الملكي، أما بعد غد فبقاؤه حتمي في برشلونة وكل ما يتداول هو حبر على ورق!. لكم تخيّل ذلك!. أحداث جرت العادة في أن تتشابه كل عام، وعند كل فترة توقف ولكن مع أسماء مختلفة سنوياً وقد نُصنّفها بتصنيفين لا ثالث لهما. الأول: الإثارة الإعلامية والتسابق في الحصريات والمانشيتات العريضة بقصد ترويج المادة الإعلامية. الثاني: يمكن القول هي وسيلة ضغط غير مباشرة يفتعلها محيط اللاعب من أجل زيادة إسمه عالمياً يُماطل النادي الذي يُمثّله ليسابق الزمن في الاحتفاظ به وتجديد عقده بمزايا مالية جديدة تناسبه!.

(3)

ما يشدّ الانتباه كذلك العقلية التنافسية غير المفهومة في بعض محبي كرة القدم العالمية، وحتى من بعض مسيري الإعلام بكل أصنافه. كثير منهم اختزل الكرة في أحد اللاعبين أو أحد المُنتخبات أو حتى الأندية؛ يمجّد ما يهواه قلبه ليل نهار، ويذم الآخر ويرسله إلى ما دون العدم. هي آفة التعصب في الرياضة عموماً. وكوننا نعيش بزمن التنافسية الكبيرة التي أوجدتها الماكينة الإعلاميّة على سبيل المثال بين برشلونة وريال مدريد، أو بمعنى أصح أضافت لها الماكينة الإعلامية الإثارة الندية وسوّقتها بما يكفي لتترسخ في عقول الكثيرين وتنتشر انتشار النار في الهشيم!. فنجد أشكالا من هؤلاء ممنتجاوز حدود العقلانية في بعض الأحيان، فمن يشجع أحدهما يكيل الذم على الآخر ويفتش في أدق التفاصيل لإقصائه. وهو أمر يجب أن نتفادى تمريره على الأقل في مجتمعنا المحافظولا نتركه يتضاعف بشكل غير مرغوب خصوصاً في مسألة الرياضة، وأن نتخذ العقلانية والتعقّل طريقاً لنا سواء في الرياضة أو غيرها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة