اللهم إنّي صائم..!

إضاءة

مسعود الحمداني

(1)

لا تفقد أعصابك في شهر رمضان، لا تنفعل، فأنت بحاجة إلى كل ذرة من صحتك، لتبلغ بها نهاية العمر، انفعالك معناه أن ترفع ضغطك، وارتفاع الضغط معناه مرض مزمن يرافقك طوال حياتك، وتذكر بأنّك في اللحظة التي تنفعل فيها هناك شخص بارد، يفعل الأشياء بدمٍ يشبه الماء.. يمرضك، ويواصل مسيرته في التغابي.

(2)

لا تفقد أعصابك.. وأنت ترى الأطفال يلهون ويلعبون في المسجد أثناء الصلاة، ويتقدمون الصفوف، ويزاحمون المصلين، رغم أنّهم لا يجيدون الصلاة وآدابها، ولعل بعض الآباء وصلت بهم درجة تدليل أبنائهم إلى أنّهم يصطحبونهم إلى الصلاة وهم لم يبلغوا السابعة ليرضوهم على حساب الآخرين، ولكي يلهوا ويلعبوا في مكان العبادة.. بينما يحاول المصلي الذي يقفون بجانبه تمالك نفسه حتى لا ينفجر غاضبا..

(3)

لا تفقد أعصابك وأنت ترى الأطفال في فناء أحد المساجد في الخوض وقد تحوّل إلى ساحة لاستعراض الدراجات الهوائية دون رادع أو حسيب أو رقيب!!..

(3)

لا تفقد أعصابك وأنت تدخل إلى أحد المجمّعات التجارية وترى النساء من شرق آسيا وغيرهن وقد لبسن (الشورتات) في نهار رمضان، دون أي مراعاة لحرمة الشهر، ودون أي تدخل من إدارة المجمع لمنع هذه المهزلة، وتطبيق قانون التعدي على عادات وتقاليد المجتمع!!.

(4)

لا تفقد أعصابك وأنت تشاهد شبابا عمانيين يأكلون في نهار رمضان دون خجل، ينظرون إلى المارة بوقاحة، غير مبالين بشيء، ودون أن يتدخل أحد لمنعهم أو لإبلاغ الشرطة عنهم، بعد أن مات (الشرطيّ) الذي بداخلهم.

(5)

لا تفقد أعصابك وأنت تتوجه إلى مؤسسة خدمية لإنهاء معاملتك، متفائلا ببركة الشهر الكريم، فلا تجد الموظفين، أو تجد موظفا يعاملك بغلظة لأنه صائم ولا يريد أن يصدّع رأسه بمثلك، ولا تملك حينها إلا أن تجر أذيال الخيبة لتعود له بعد شهر رمضان، لعل أعصابه تهدأ.

(6)

لا تفقد أعصابك.. وأنت تقف في صفٍ طويل أمام آلة سحب النقود، وتأتي (إحداهن) دون مقدمات لتخترق الصفوف، وتضرب بوجه الطابور عرض الحائط، معتمدة على احترام الناس للنساء، متناسية نداءات (المساواة) التي تريدها المرأة في كل شيء ما عدا الطوابير.

(7)

لا تفقد أعصابك وأنت تسوق بهدوء وسط زحمة السيارات، وفي هذا الجو الحار، ثم يأتي أحدهم ليتجاوزك عن اليمين، ويدخل أمامك، وكأنه لا وجود لك، ففي هذه الحالة تذكر أنّ هناك شخصًا أنانيًا يحاول ممارسة أنانيّته عليك.. فمارس أخلاقك عليه.

(8)

لا تفقد أعصابك وأنت تقوم بشراء (الألبان) لإفطارك فتجد أنّ تاريخ الانتهاء هو نفس اليوم، ورغم ذلك يصر صاحب المحل على إبقائه في الثلاجة معتمدا على زبون لا يقرأ التواريخ..

(9)

لا تفقد أعصابك..حاول أن تضعها في ثلاجة، لا تكترث كثيرًا، فهناك من يتآمر على صحتك، وستجد مثل هؤلاء في كل مكان..في البيت، والشارع، والمساجد، والمجمّعات، وأماكن العمل.. وتذكر أنّ (صحتك أغلى ما تملك).. وردد (اللهم إنّي صائم).. لعلك تحافظ على بعضها.

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك