مشاهدون: القنوات الفضائية تتنافس على تحويل رمضان إلى شهر للتسلية والترفيه

انتقدوا قلة البرامج الدينية المعروضة مقارنة بالمسلسلات والمسابقات

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

أجْمَع عددٌ من المشاهدين على أنَّ المساحة المخصَّصة للبرامج الدينية على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان أقل من المتوقع في شهر يتميز بالعبادة؛ كونه فرصة للتقرب إلى الله. وفي المقابل، فإنَّ البرامج الأخرى التي تهتم بالتسلية والترفيه لها نصيب الأسد إلى جانب المسلسلات المتنوعة، وهو ما يجعل المجال أوسع أمام القنوات الفضائية للتنافس في سبيل تحويل الشهر الفضيل إلى شهر للترفيه والتسلية طمعا في المزيد من المتابعة الجماهيرية دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم.

وقال يونس بن سالم بن سليمان السليماني: إنَّ البرامج الدينية التي تقدم خلال الشهر الفضيل هادفة ومميزة، إلى جانب عدد من البرامج الاجتماعية والتثقيفية. لافتا إلى أنَّ المساحة المخصصة للبرامج الدينية في معظم القنوات قليلة، ويجب أن يكون هنالك المزيد من هذه البرامج، خاصة وأننا في شهر رمضان؛ حيث نحتاج لأن نشاهد أو نقرأ كل ما يُقرِّبنا إلى الله سبحانه وتعالى. وأضاف بأنَّ عدد البرامج الدينية أقل من المتوقع، وفي بعض القنوات تكاد تنعدم؛ حيث يتم عرض برامج لا يمكن للمشاهد أو المستمع أن يستفيد منها كثيراً، بل هي مجرد مضيعة للوقت. لكن لا ننكر أنه في الفترة الأخيرة بدأت تظهر برامج موجهة يشكر القائمون عليها ولعل من أبرزها برنامج " قمره" الذي يعده الإعلامي الشهير أحمد الشقيري، ويجمع البرنامج بين المسابقة تحت شعار "عالم صنعتموه أنتم".

وقالت مُزنة بنت حمد ناصر الهنائي، إنَّ البرامج المقدمة عبر بعض الشاشات أقل من عدد المسلسلات، وهناك بعض المشاهدين يروق لهم ذلك وينتظرونه وكأنه شهر للمسلسلات لا شهر صوم ومغفرة وتعبد، كما أن أغلب هذه المسلسلات التي يتم عرضها لا تحمل رسالة مفيدة يمكن للمشاهد أن يستفيد منها، كما أنَّ البرامج الدينية التي يمكن أن تعزز القيم الدينية لدى الصائم لا تجد مساحة كبيرة على هذه الشاشات؛ إذ ينبغي أن تكون هناك برامج دينية مكثفة خلال الشهر الفضيل؛ باعتباره شهرًا للعبادة وطاعة الله، لكن معظم هذه القنوات تفرد مساحة بسيطة للبرامج الدينية، ولا تزيد عن محتوى محاضرة دينية لكن لا يوجد سرد للقصص الإسلامية ولا توجد مسلسلات يمكن ان تتم متابعتها خلال الشهر الفضيل تتناول محتوى ديني موثق.

وأكَّدت أنَّ البرامج الدينية المعروضة قليلة جدا، وتوقيت عرضها غير مميز، وغالبا ما يكون قبل الإفطار بساعة؛ مما يجعل فرصة متابعتها قليلة، إلى جانب أنَّ طريقة عرض أغلبها مُملة ولا يوجد بها أي تجديد أو تغيير، كما أنَّ البرامج الدينية لها طريقة عرض واحدة مكررة دون أي حيوية في العرض إلا القليل جدا منها، وكذلك فإن أفكار البرامج الدينية واحدة وكلها تحت سؤال تقليدي "ما هي استفساراتكم؟"، ويجب أن تقدم المعلومات بشكل آخر وجديد، وبشكل تقديمي وتوعوي، يمكن أن يكون أكثر فائدة للجمهور المتلقي.

وقال حسين الحديدي إنَّ القنوات الفضائية هذا العام كعادتها تزخر بالعديد من البرامج المتخصصة...وغيرها من البرامج الاجتماعية والثقافية والترفيهية؛ حيث إنَّ الكثيرَ من القنوات تعمل على جذب المشاهدين لمتابعتها عن طريق عرض مزيد من برامج التسلية والمنوعات والمسلسلات...وغيرها من البرامج التي تجذب أكبر عدد من المشاهدين. ومن المؤسف أن يتحول الشهر الفضيل إلى موسم للتنافس بين القنوات على جذب أكبر عدد من المشاهدين من خلال الإكثار من المسلسلات؛ مما يجعل الشهر الكريم شهر تسلية أكثر من كونه شهر عبادة.

تعليق عبر الفيس بوك