سالم الكلباني يسعى الى
روادنا-فايزة الكلبانية
لم يتخلّ
سالم بن حميد الكلباني رائد الأعمال والحرفي البارع في صناعة السعفيات، عن حلم الطفولة الذي لطالما راوده منذ نعومة أظفاره، فكانت رغبته الدائمة في تحويل الصناعات الحرفية إلى تجارة رابحة بالمعنى الحقيقي للكلمة، سواء على المستوى الحرفي من حيث الارتقاء بهذا التراث الوطني، أو من حيث تحقيق أكبر العوائد من هذه الصناعات التي تجتذب عشاق الحياة الطبيعية ومحبي الأعمال اليديوية.
فقد بدأ الكلباني مسيرته في العمل بالتصوير التلفزيوني بالقطاع العسكري، وبعد تقاعده اتجه للعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كمصور لبرامج وأنشطة الهيئة، واتجه إلى التأليف، وألف كتابا سياحيًا حول أبرز المعالم السياحيّة في ولاية عبري، بهدف تسليط الضوء على التاريخ العريق للولاية والسلطنة بشكل عام.
وسعى الكلباني إلى الاستقلال بمواهبه ومهاراته ليكون أحد رواد الأعمال العاملين في مجال الصناعات الحرفية، ليتخذ من البيئة والطبيعة التي عاش في كنفها داعما أساسيا له، للبدء في مشروعه الحرفي متخذا من سعف النخيل موارد أساسية لحرفته التي تعلمها من أجداده.
عشق لا ينتهي
الكلباني عاشق للصناعات الحرفية ويعدها مهنته الأولى والمفضلة منذ الصغر، واليوم يعود ليصقل مهاراته في مهنته الأساسية، ويحقق حلمه ليكون فنانا حرفيا، وتصبح الصناعات الحرفية أجمل أعماله ومشاريعه الحياتية. ويأمل الكلباني من خلال حرفته، المزج بين الصناعات التقليدية وبين روح المعاصرة، بما يواكب المتغيرات العصرية ويلبي احتياجات السوق من هذه المصنوعات.
وقال الكلباني إن الصناعات الحرفية العمانية تعكس تراثا غنيا، وتتمتع بحضورها المتميز في مختلف جوانب الحياة العمانية، كما إن الصناعات الحرفية من الصناعات التراثية المهمة للمواطن العماني، وهي حرف فنية دقيقة تبرز جانبا من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأبناء السلطنة، مشددا على أن المحافظة عليها وحمايتها والعمل فيها واجب وطني. وأوضح أنه من الأهمية أن تحظى هذه الحرف بقدر وافر من التقدير والاعتزاز من جميع العمانيين، نظرا لما تتميز به من إبداعات فنية جميلة كونها قد احتضنتها الطبيعة العمانية.
ويعمل الكلباني على تشكيل عدد من الأدوات المصنوعة من سعف النخيل مستوحاة من البيئة والطبيعة المحلية، حيث يقوم باستخدام سعفيات النخيل المختلفة في صناعة مختلف الأغراض، وفقا لمقاسات محددة حسب طبيعة المنتج المراد تشكيله، وبعد ذلك يقوم باستخدامه في صناعة العديد من الاحتياجات الحياتية كالكراسي والطاولات والسلال والمشغولات الأخرى.
تحديات وطموحات
وأشار الكلباني إلى أن العاملين في قطاع الصناعات الحرفية يواجهون عددا من التحديات كما هو الحال مع أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال؛ منها صعوبة إيجاد منافذ تسويقية لمنتجاتهم التي يعملون فيها، ورغم أن الغالبية منهم يتميزون في أعمالهم لكنها تظل حبيسة في منازلهم نتيجة لعدم قدرتهم على استئجار محلات يعرضون من خلالها أعمالهم، بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات وعدم توافر المكان المناسب من جانب آخر. وأوضح أن معظم من يمارسون العمل في هذه الصناعات الحرفية، يعملون داخل منازلهم التي يعيشون فيها، نتيجة لقربهم من الطبيعة التي يعتمدون بشكل أساسي عليها في تشكيل المنتجات. وأشار إلى أن هذا الجانب يحتاج إلى الاهتمام بشكل أكبر، علاوة على ضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي، سواء من خلال إشراكهم في ورش ودورات تدريبية أو تقديم الدعم المادي، ولو بالجزء البسيط الذي يساعدهم على الارتقاء بشكل أفضل بأعمالهم، وإضافة بعض اللمسات الجمالية التي تعزز من الطبيعة التقليدية للمنتج مع إضفاء روح العصر الحديث عليها، لتواكب تطلعات الزبائن، وهو ما سيساعد على إيجاد قاعدة من الزبائن يتعرفون على منتجاتهم، وفي المقابل يساعد الحرفيين على التسويق لمنتجاتهم، لاسيما وأن البعض يعتمد عليها كمصدر رزق رئيسي له ولعائلته.
معارض وملتقيات
وشارك الكلباني في العديد من الملتقيات والمعارض الحرفية وورش العمل التي أسهمت في تنمية حرفته، وأكسبته العديد من المهارات، ويؤكد أنّ صناعة جريد النخيل من الصناعات التقليدية العمانية المتوارثة، وأن المحافظة عليها أمر ضروري باعتبارها جزءًا من تاريخ عمان العظيم وأحد أبرز الشواهد على الحضارة العمانية العريقة.
وتوجّه الكلباني بالشكر إلى معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية على الاهتمام والدعم الذي يحظى به أصحاب الصناعات الحرفيّة، وناشد الجهات المعنية بالحصول على فرصة من الدعم الذي يحظى به العاملون في هذا القطاع، لاسيما وأنّه سعى جاهدًا لذلك، وما زال يسعى حتى يجد فرصته من الدعم للعمل على تطوير مشروعه ليكون أكثر جودة وكفاءة ورضا للمستهلك والزبائن.