على هامش "ساق البامبو".. الممثلة الفلبينية جوزفين تسقط الأقنعة عن "المزيفين"

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

"علاقتك بالأشياء مرهونة بمدى فهمك لها".. جملة اختارها الكاتب سعود السنعوسي لتتصدر روايته "ساق البامبو"، ورغم الاحتفاء الذي لاقته الرواية عند نشرها، والجوائز التي حصدتها، إلا أنها حظيت بالمزيد من الشعبية مع تحولها الى دراما رمضانية بحبكة لا تقل عن مستوى الرواية المكتوبة.

وتلخِّص الجملة التي تصدَّرت الرواية المغزى والقصد؛ فنحن أسرى لكثير من الموروثات التي تخالف أحيانا ما تحثنا عليه الأديان والعقائد وما نتشدق به عن قيم المساواة بين كل جنس أو لون أو عرق، وتفضح الرواية عورات بعض النفوس المريضة التي تعاني من التكبر والغرور وتصور العلو على الآخرين، وما يمكن وصفه بمرض "التسيد" بين من يدعون الحق في معاملة الغير كعبد، وتكشف أيضا كيف توقف التطور الانساني لدى البعض في مرحلة القولبة والتنميط، وكأن العقل أضعف من أن يستوعب ويتقبل اختلاف الثقافات والحضارات، ومع أن هناك كثير من ردود افعال المشاهدين وتعليقاتهم التي أشادت بجرأة الرواية -ومن ثم المسلسل- وتأييدا لأهمية احترام الاختلاف مهما كان، إلا أن الواقع الفعلي كان صادما ودالا على انفصام يحتاج لعلاج منذ الولادة وعبر مراحل العمر المختلفة.

هذا الواقع كانت بطلته مرسيدس كابرال الممثلة الفلبينية التي كان أداؤها باهرا في الحلقات القليلة التي ظهرت فيها. أما الدراما فقد بدأت باهتمام المشاهدين بتتبع هذه الممثلة والبحث عن معلومات عنها، وبدأت وسائل التواصل تشهر بالممثلة الشابة وتتهمها بأنها ممثلة إباحية، وبدلا من أن تفرح الممثلة الاجنبية بمشاركتها في عمل لجمهور عربي اضطرت للجوء إلى تثبيت رسالة باللغة العربية -رغم أنها لا تجيدها- لتلقن المرضى درسا بليغا. وتقول الرسالة: "شكرا يا رفاق لحبكم، ولكن سيكون من الرائع إذا كتبتم تعليقاتكم باللغة الإنجليزية حتى أستطيع أن أفهم ما تريدون قوله. وسوف يتم حذف التعليقات العربية لأنني لا أفهمها. وقد قيل لي إن بعضها سيئة، ومؤذية، منحطة، وأيضا تعتمد على إصدار الأحكام.. أنا لست ممثلة إباحية. أنا ممثلة دولية محترمة، وقد مثلت أفلامًا في بلدان آسيوية وأوروبية مختلفة أخرى. الرجاء الاحترام. نحن لدينا ثقافة مختلفة؛ لذا أظهروا بعض الاحترام كما احترمت وأحببت وأعجبت بثقافتكم. أُكن الكثير من الحب والمشاعر الجيدة للجميع".

وكانت كلمات الممثلة التي أدت دور "جوزفين" رسالة مباشرة طالما أن الأدب والدراما لم تجد نفعا برسائلها غير المباشرة. وكما ظلمت جوزفين وابنها في ساق البامبو يبدو أن النظرة المتعالية بلا سبب أو مبرر ستظل تبيح لأصحابها ارتكاب الجرائم النفسية بإيذاء الغير لمجرد أنه مختلف.

تعليق عبر الفيس بوك