الكلبانية: الإكثار من شرب السوائل يحمي الصائم من الإصابة بالجفاف وضربة الشمس

الصداع النصفي والتوتري أكثر الأعراض انتشاراً في نهار رمضان

عبري - ناصر العبري

أكَّدت الدكتورة ليلى بنت علي بن صالح الكلبانية -طبيب عام بالمجمع الصحي بعبري- أهمية الإكثار من تناول السوائل في ليالي رمضان حفاظًا على صحة الصائمين خصوصًا في فصل الصيف. وقالت إنّ الأطباء يحرصون على تنبيه مرضاهم إلى أهمية تناول كميات كافية من السوائل، مشيرة إلى أنّ حاجة الجسم للماء تعتمد على عدة عوامل منها درجة حرارة الجو ومقدار المجهود الجسدي الذي يبذله الأشخاص وحالتهم الصحية وما إذا كانوا يعانون من أمراض مُزمنة.

وحذَّرت الكلبانية من يهملون شرب كميات كافية من الماء والمشروبات الأخرى حيث نجدهم يعانون من الإجهاد الجسدي والدوار وفقدان البشرة لنضارتها وحيويتها وفي بعض الأحيان يحدث هبوط في مستوى ضغط الدم إن لم تكن له مسببات أخرى.

وعن وجود سوائل أخرى قد تُساعد في تقليل احتمالية حدوث جفاف خلال فترة الصيام، قالت الكلبانية إنّ الكثير من المشروبات تؤدي الغرض لكن يبقى الماء هو الأساس بالدرجة الأولى وبإمكان الأشخاص التعويض من خلال شرب العصائر الطازجة والمشروبات العشبية كالشاي الأخضر وغيره، لكن في كل الأحوال لا نغفل أهمية شرب كمية كافية من الماء تُقارب لترين وألا يعتمد الأشخاص في تحديد مدى حاجتهم للماء على شعورهم بالعطش فقط.

وحول احتمال الشعور بالصداع أثناء فترة الصيام قالت الكلبانية إنّ بعض الدراسات كشفت أنّ أكثر نوعين من الصداع يعاني منهما الأشخاص خلال شهر مضان هما الصداع النصفي والصداع التوتري وهناك عدة أسباب نذكر بعضاً منها مثل تناول كميات كبيرة من القهوة والشاي أو التدخين وبالتالي المصابين بهذه الآلام لا يحصلون على الكمية المعتادة من الكافيين والنيكوتين خلال فترة النهار. فضلاً عن أثر النظام الغذائي غير المتوازن وعدم تناول كميات كافية من السوائل إلى جانب قلة النوم، لذلك ننصح الأشخاص دائمًا الذين يعانون من الصداع خلال فترة الصيام بتغيير عاداتهم الخاطئة واستبدالها بالاهتمام بتغذيتهم السليمة والصحية كأكل الفواكه والأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية وأخذ قسط كافٍ من النوم والراحة وممارسة الرياضة وبالتأكيد شرب كميات كافية من الماء والسوائل.

أما بالنسبة للمُسكنات فيجب أخذها بعد استشارة الطبيب لأن كثرة استخدامها أو تناولها مع أدوية أخرى قد يُضعف مفعولها لذلك نجد بعض المرضى لا يشعرون بالتحسن لذلك يجب عليهم البحث عن الأسباب وعلاجها، وفي بعض الأحيان الأطباء قد يصفون هذه الأدوية كعلاج وقائي تأخذ ليلاً لتقليل نوبات الصداع خلال فترة الصيام.

ونبهت الكلبانية إلى احتمال إصابة بعض الصائمين بضربة الشمس خلال فترة الصيف في ظل ارتفاع درجات الحرارة ويتعرض لها الأطفال والكبار وضربة الشمس تحدث نتيجة فشل المركز المنظم للحرارة في الجسم وعدم القدرة على موازنة درجة حرارة الجسم مما يؤدي إلى ارتفاعها فيفقد الأشخاص القدرة على التَّعرق وتظهر لديهم بعض الأعراض ومنها: جفاف وإحمرار الجلد، الصداع، تسارع في دقات القلب والتنفس، الغثيان،الدوار، فقدان الوعي، التشنجات. وقد تحدث هذه الحالة الطبية لمن يتعرضون لدرجات حرارة عالية لمدة طويلة ويبذلون جهدا جسدياً كبيراً تحت أشعة الشمس وفي أماكن ذات مستوى عالٍ من الرطوبة، وفي الأماكن التي تكون حركة الهواء قليلة بها. كما نلاحظ أنّ بعض الأشخاص لا يلبسون الملابس المُناسبة التي تحتوي على مسامات للتهوية. وقبل التطرق لطرق الوقاية هناك اعتقاد خاطئ بأنّ ضربة الشمس هي الإنهاك أو الإعياء الحراري حيث إنهما يتشاركان في بعض المسببات والأعراض لكن الإنهاك الحراري يكون المركز المنظم للحرارة يعمل بشكل طبيعي والمريض يعاني من كثرة التعرق وبالتالي تكون الأعراض أقل حدة وخطورة من أعراض ضربة الشمس.

وأوضحت الكلبانية أنّ من طرق تجنب الإصابة بضربات الشمس خلال الصيف الإكثار من الماء والسوائل وعدم التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة وبشكل مُباشر خاصة خلال فترة الظهيرة والعصر وارتداء ملابس تحتوي على مسامات للتهوية وفضفاضة وتجنب المجهود الجسدي الحاد خاصة في الأماكن الحارة والمغلقة وتغطية الرأس حتى لا يتعرض بشكل مُباشر لحرارة الشمس والتوعية وهي ركن مهم من أركان الوقاية وذلك بمعرفة أسباب وأعراض وطرق إسعاف الأشخاص المصابين حتى نقلهم إلى أقرب مؤسسة صحية.

تعليق عبر الفيس بوك