"مورينهو" حيثما كان يحلم!

حسين الغافري

عاد مُجدداً البرتغالي جوزيه مورينهو إلى عمله مديرًا فنيًّا، ولكن هذه المرة مختلفة شكلاً ولوناً وتحدياً. مورينهو اليوم يختلف عن مورينهو البلوز تشيلسي أو بورتو البرتغال أو معقل الملكي.. هو حيث حُلمه وطموحه الذي طالما صرح عنه، وتكلم عنه وردده مرِرارً وتكراراً.. في الأولد ترافورد معقل نادي الشياطين الحُمر مانشستر يونايتد أحد كبار الأندية الإنجليزية وأعرقها. وبطبيعة شخصية مورينهو أو سبشل ون -كما يُسمي نفسه- أينما تَنَقّل فهو مادة تُزاحمها المكينة الإعلامية والعدسات التلفزيونية هنا وهناك سواءًا بإندفاعه وصراعة مع كبار رجالات التدريب ونجوم الكرة تارةً، ومناوشاته الإعلامية "الغريبة" تارةً أُخرى. ومهما إختلافنا أو إتفقنا عليه وعلى أسلوبه وطريقته.. وحتى وعلى الكاريزما التي يتمتع بها؛ إلا أنه مُدرب كبير ومن طراز رفيع وقد حقق من النتائج والفِكر التدريبي ما يمكن أن يضعه في قمة مدربي العالم.

ومع هذا كُله؛ فالبرتغالي مورينهو ومع كل الأندية التي أشرف عليها لا غبار على أنه خيار مثالي جداً لأي جهة عمل بإسمها، وقد إنتظرنا مُنذ مدة طويلة أن يعّقبْ الهولندي ڤان خال على الدكة الفنية ليونايتد، والذي أرى بأنه أخذ حقه وزيادة في الدكة الفنية للفريق الإنكليزي. والمُتابع لحال يونايتد بعد رحيل الأسطورة التدريبية فيرجسون يتحسّر على الشكل الذي أعقبة فترات من جاؤا بعده. فمع مويس عانى الفريق كثيراً وتخبطت نتائجه وسرعان ما تمت إقالته رغم أن عقده كان لست مواسم، وظُنّ خيراً بأنه مشروع فيرجسون جديد بعد نتائجه الجيدة في إيفرتون قبل ذلك وهو حدث سرعان ما تبخّر وطواه الزمن. وبالحديث عن مويس فللأمانة لا أعتقد بأنه أخذ فُرصته كاملة، إذا ما علِمنا بأن النادي في مرحلة جديدة، وتغييرات كبيرة تكوّنت برحيل فيرجسون مما كان لزاماً الصبر إن كان حقاً يُنظر للرجل بأنه فيرجسون جديد "فعلياً" جون التفكير المتعجّل في إستقدام إسم آخر جاهز يُمنح المال ويستقدم النجم الذي من الممكن أن يقدم الإضافة حينها!. عموماً، مرحلة مويس إنتهت وحل محله لفترة الأسطورة جيجز كمرحلة إنتقالية لحين جلب مدرب جديد.. والمفاجأة تمثّلت بڤان خال. الهولندي مُنح ثقة كبيرة ومال "كافي جداً" ودعمته الإدارة بكل ما يمكن حتى يحقق النتائج الإيجابية ولكن الأمور تعقدت أكثر مجدداًوعانى جمهور مانشستر معه وطيلة موسم كامل لم يقدم ما يشفع له رغم أن الفرصة كانت متاحة، وفكرة فيرجسون جديد فشلت مرةً أخرى.. ولنكن صريحين بعض ففكرة فيرجسون لم تكن بفان خال وإنما بناء فريق منافس على البطولات التي كان يصارع عليها مانشستر كل عام!. وهنا يظهر تخبط الإدارة في مانشستر، بين المطالبة بالنتائج والألقاب في عهد ڤان خال وبين مشروع إستنتساخ فيرجسون جديد مُطمئن بالكرسي الذي يشغله ومهمته بناء فريق جديد.. ومع الأمرين الإقالة حدثت!

"مورينهو خطة الإنقاذ الأقوى لمانشستر بعد إقالة ڤان خال".. هو بنفسه صرح في مرات كثيرة عن أحلامه المزدوجة في تدريب الشياطين الحمر والمنتخب الإنجليزي ما يعني تحقق حُلمه الأول. ومع الأخبار الصحفية والتقارير التي جلبت مورينهو لقلعة مانشستر قبل الإعلام الرسمي، إلا إننا إنتظرنا مورينهو منذ لحظة إقالته من تدريب تشيلسي بداية العام الجاري في واقعة أحدثت ضجة وبيّنت تآمر اللاعبين عليه وتكاتفهم للإطاحة به.. وهو ما تحقق، ولعله أمر له أسباب لم تظهر للسطح لليوم!. الآن تتجه الأعين صوب مسرح الأحلام "أولد ترافورد" في رؤية شكل مانشستر يونايتد الجديد ولو أنني أُراهن على نجاحه من اليوم وتغيير الصورة الباهتة للفريق، ولما لا يكون قد مشروع فيرجسون جديد؟، عموماً ومع كل الزخم الذي سيجلبه "سبشل ون" في يونايتد إلا أن البطولة ككل أضحت مثيرة قبل مدة طويلة على إنطلاقها بتواجد الإسباني جوارديولا في نادي مدينة مانشستر الآخر ورغبة الفرنسي فينغر إعادة كبرياء آرسنال الذي يعيش سنوات العِجاف، وتواجد الألماني كلوب في ليفربول، والأرجنتيني بوكاتينيو في توتنهام والإيطالي رانييري الذي أحدث ما يوصف بالإعجاز في ليستر سيتي. الآن، بيد مورينهو المال وعشاق الفريق ينتظرون منه إعادة ترتيب يونايتد وإحياء تاريخه الكبير ومرتقب منه ثورة كبيرة ستحدث في لاعبي الفريق خلال قادم الوقت وإحلال نجوم كبيرة مكان أخرى سترتدي شعار اليونايتد، فهل مورينهو المُنقذ ليونايتد؟ أعتقد ذلك!

تعليق عبر الفيس بوك