في بستان إفلاطون

جميلة الهنائية

ما أجمل أن تكون حياتنا وردية!! مليئة بالسعادة والبهجة؛ لا شقاق ولا نفاق، لا نشكو هما ولا مرضا، الفقر مصفد في قيوده تحت الأرض، كل أحلامنا واقع، وكل طموحاتنا محققة، الحب سائد، والبغض منبوذ، و...

هل أنهيت أحلامك؟هل اكتفيت؟!

قم، انهض عن فراشك الوثير، اغسل وجهك بماء مثلج عله يستفيق، ولا بأس أن تشرب برميلا من القهوة كي تزول أوهامك!

عن أي عالم تتحدث؟ عن المدينة الفاضلة ؟ أم عن فلسفات كونفوشيوس وإفلاطون الإصلاحيّة؟!

من منّا لا يحب الحياة الهانئة؟! ولكن الواقع ليس كما تصوره لنا عقول(المتفلسفين)، فنحن نعيش على كوكب أعد للبلاء..

لا أعلم كيف استطاع هؤلاء الحالمون تزوير الحقائق؟ ولمصلحة من؟

وكيف سولت لهم عقولهم اتهام المال ووصفه بـ (النقمة)؟ وأنّ السعادة ليست في المال، والمال لا يجلب السعادة! الأغنياء ليسوا سعداء! والفقراء بفقرهم وعوزهم أسعد من غيرهم!!

تدليس للحقائق والمفاهيم، يخاطبونك: تحمل أوجاعك ولا تشكُ منها، لا تدافع عن حقك "المسلوب" لأنك مظلوم وأجرك في "الآخرة"! دعهم يتحدثون عنك كما يشاؤون، ولا تجادلهم، لأنّ "الحقران يقطع المصران" ولا بأس أن تسوء سمعتك أو تُزَوَّر أقوالك !

أجد أننا لا بد أن نلتفت معنفين لأولئك المتفلسفين الكاذبين الذين يبنون نجاحاتهم الفكرية على حساب تعاسة البسطاء السذج..

ولنا في المدينة الفاضلة خير شاهد على عجز المثاليات عن تحقيق العدالة. أتعلمون لم فشلت جمهورية إفلاطون؟ ومثلها فلسفات توماس مور ونيتشة وأرسطو؟!

باختصار، لأنّها تخالف طبيعة البشر، لقد طرح منظروها الكثير من الأسئلة، ولكنّهم عجزوا عن الإجابة عنها، لأنّها فلسفات "وضعية مثالية" تعكس لنا حجم التمزق والأزمات التي تعانيها شعوبهم ومجتمعاتهم، والحل ليس بأيدي بشر أمثالهم .

ياسادة؛ نحن بشر، نعيش على الأرض وليس على القمر، كلنا يعرف وجعه ويدرك علاجه، دعكم من السخرية، والفلسفات العقيمة، فلنأخذ الحياة ببساطة ودون تعقيد؛ حتى تحلو لنا كما نريد.

تعليق عبر الفيس بوك