أتليتكو يستيقظ من "حلم الشامبيون" باقتناص الريال للقب الأوروبي.. وسيمفونية تكيتيكية بين زيدان وسيميوني

الرؤية - أحمد السلماني

استيقظ أتليتكو مدريد من حلمه الذي عاشه في السنوات الأخيرة في محاولة منه لفرض حضور قوي بين العملاقين برشلونة والجار اللدود ريال مدريد، عندما تمكن الأخير من خطف اللقب الأوروبي، على الرغم من أنّ الروخي بلانكوس (اللاتينيون الهنود) كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحويل الحلم إلى حقيقة، وسط محاولات مُتكررة لأشرس فرق أوروبا على الإطلاق.

وتمكن الريال من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشرة في تاريخه والثانية له في خلال ثلاثة سنوات فقط، ليصبح بذلك صاحب أكبر رقم قياسي حصولاً على البطولة، سواء بالمسمى القديم أو الجديد، وتمكن الملكي من التغلب على الجار أتلتيكو مدريد بضربات الحظ الترجيحية في مباراة صعبة للغاية على الفريقين، امتدت حتى الوقت الإضافي لتبتسم بعد ذلك للفريق الأبيض. وتجاوزا عن الخبر فإننا نضع النظرة التحليلية الفنية للمباراة الكبيرة التي جمعت الأفضل في أوروبا حاليًا خاصة في رؤية كل مدرب للمباراة وكيف تعامل معها قبل وأثناء وبعد المباراة التي استضافها ملعب الساسيرو بميلانو الإيطالية في احتفالية كبيرة ونادرة ووسط حضور رسمي وجماهيري كبير.

كاسيميرو مرة ثانية

وظهر البرازيلي كاسيميرو كرقم صعب لم يتمكن الداهية ميسي من فك شيفرته في مباراة الكلاسيكو الشهيرة الأمر الذي أدركه سيميوني مدرب أتليتكو فحاول تجاوز هذا السد المنيع بلا جدوى. سيميوني عرف وأدرك خطة الفرنسي زيدان جيدًا، والمبنية أصلاً على كاسيميرو، والذي يعد بمثابة رمانة الميزان في تشكيلة ريال مدريد وهو اكتشاف خاص بزيدان الذي عرف كيف يوظفه ليحرر كروس ومودريتش مع ضمان خط خلفي مهيب مكون من راموس وبيبي وكارفخال ومارسيلو، وهو ما أكده سيميوني في المؤتمر الصحفي قبل المباراة مؤكدًا قوة كاسيميرو وأنه اللاعب الأهم مع ريال مدريد.

وحاول سيميوني في بداية المباراة أن يرهب كاسيميرو بالتدخلات القوية والعنيفة أحيانًا من لاعبي أتلتيكو مدريد، ولكن قوة البرازيلي حالت دون ذلك، فلجأ سيميوني إلى طريقة جديدة وهي الكرات العالية خلف كاسيميرو وموجهة إلى توريس في المساحة ما بين بيبي وراموس، ولكن تضيق المساحات من الثنائي أفشل جميع محاولات الروخي بلانكوس، بل وجعلهم يفقدون السيطرة على وسط الملعب تمامًا، في ظل هروب كوكي وساؤول على الأطراف وترك مهمة وسط الملعب لأوجوستو وجابي، مقابل ثلاثة لاعبين وهم مودريتش وكروس وكاسيميرو الأمر الذي يفسر الحضور الكبير والسيطرة العالية لريال مدريد على مجريات الشوط الأول والقوة البدنية الهائلة التي تمتع بها لاعبوه ليتسيدوا الملعب. ونشهد فرصًا تهديفية جيدة لم تستغل من قبل رونالدو الغائب وبيل الحاضر وبنزيمة التائه، حيث لم يترجم المهاجمون الفرص التي لاحت من المساحات الخلفية التي ظهرت في ظهر أتليتيكو بعد التألق اللافت لحارس المرمى بالاك؛ حيث أتى هدف التقدم للريال بمخاض عسير ومن كرة ثابتة اتَّضح بعد ذلك أنّها حالة تسلل صريحة ومع ذلك احتسب حكم المباراة الهدف.

مغامرات زيدان وفطنة سيميوني

حاول الفرنسي زين الدين زيدان في شوط المباراة الثاني وبعد التقدم الإجهاز على سيميوني بتنشيط وسط الملعب لدعم المد الهجومي للريال وذلك بإشراك إيسكو وخروج كروس المتألق والذي كان الثقل في وسط الملعب بتدخلاته الحاسمة، ليعطي هذا التغير الأفضلية للروخي بلانكوس في وسط الملعب بعد أن تفطن سيميوني لهذا الخلل وتشكيل الخطورة الكبيرة على مرمى نافاس. وحاول زيدان استدراك الموقف بخروج بنزيمة ونزول لوكاس فاسكويز حتى يعطي الحرية الأكبر لبيل ورونالدو في الضغط على دفاعات أتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى ضم إيسكو لوسط الملعب بجانب مودريتش وكاسيميرو. لكن رجال سيميوني كانوا قد أحكموا قبضتهم على المباراة، خاصة مع إصابة رونالدو وبيل للإرهاق الشديد، وتوقفهم تقريبًا عن الضغط على مدافعي الخصم، كل هذه العوامل منحت الأفضلية لأتلتيكو للضغط أكثر على دفاعات ريال مدريد حتى تمكنوا من إدارك التعادل بضربة جزاء هي الأخرى مشكوك فيها.

ضربات الحظ هي الحل

وأدرك مدربا الفريقين الإرهاق الشديد الذي حل بلاعبيهم، خاصة بعد التغييرات الإجبارية التي أجراها المدربان بعد سقوط عدد كبير من لاعبي الفريقين في أرضية الملعب، وكان الحل الوحيد هو وصول المباراة إلى بر الأمان بضربات الحظ، ولكن هذا لم يمنع زيدان وسيميوني من محاولة ضرب الآخر بالضربة القاضية في الدقائق الأخيرة، والتي كانت أخطرها عن طريق فاسكوير لاعب ريال مدريد. وكان واضح من زيدان تحديدًا تدريب اللاعبين على ضربات الحظ والثقة التي وضعها في اللاعبين، خاصة بعد خوف عدد كبير من مُشجعي الملكي عند رؤيتهم لوكاس فاسكوير يدخل ليسدد الضربة الأولى، والتي وضعها بإتقان شديد ليمنح الثقة لزملائه من بعده والتي مكنت الملكي من حصد لقبه الحادي عشر كرقم قياسي.

تعليق عبر الفيس بوك