وزير العدل: ندوة "عقود المصارف الإسلامية" من "ميثاق" تبرز نجاح التجربة العمانية في طرح بدائل تمويلية للجمهور

مسقط- الرؤية

نظم ميثاق للصيرفة الإسلامية من بنك مسقط أمس ندوة بعنوان "عقود المصارف الإسلامية.. النظر الفقهي والتطبيق القضائي"، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل، وبحضور فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا، وعبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بالقطاعين العام والخاص.

ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن الفعاليات والأنشطة التي يقدمها برنامج "شعاع ميثاق"، والذي يعد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع العماني، وتعزيز مفهوم الصيرفة الإسلامية بالسلطنة، والتعريف بالتسهيلات المصرفية والخدمات والمزايا التي يمكن للصيرفة الإسلامية تقديمها. وأكد معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل ضرورة تنظيم مثل هذه الندوات المتخصصة والتي تساهم في توعية المجتمع بمفهوم الصيرفة الإسلامية، مشيراً إلى أن التجربة العمانية في هذا المجال حققت نتائج إيجابية ونجاحات تمثلت في استحواذ الصيرفة الإسلامية على نسبة معقولة من حصة السوق الإجمالي. وقدم معاليه الشكر إلى ميثاق للصيرفة الإسلامية على تنظيم مثل هذه الندوات، والتي تحظى بحضور ومشاركة إيجابية من بعض الشخصيات والمسؤولين في القطاع المصرفي وأفراد المجتمع، متمنياً استمرار تنظيم هذه الندوات واللقاءات لتعريف المجتمع بكل المستجدات والأمور المتعلقة بالصيرفة الإسلامية أو بالمجالات الأخرى ذات الصلة.

من جانبه، قدم عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط الشكر والتقدير لمعالي الشيخ راعي الحفل ولكافة الحضور على مشاركتهم في إنجاح هذه الندوة التي ينظمها ميثاق للصيرفة الإسلامية تعزيزاً لدوره الريادي في توعية المجتمع بمفهوم الصيرفة الإسلامية وبالتسهيلات والمزايا التي يقدمها. وقال إنّ دخول الصيرفة الإسلامية في سوق السلطنة ساهم وبشكل كبير في تقديم خيارات جديدة للجمهور وساهم في تنمية وتطوير القطاع المصرفي العماني بشكل عام، مشيرا إلى أنّ الفترة الماضية شهدت طرح تسهيلات مصرفية وخدمات ومنتجات جديدة بطرق مبتكرة، كما شهدت نشاطاً ملحوظاً في مجالات التمويل الإسلامي والاستثمارات الأخرى المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وغيرها من المجالات، وذلك بفضل رغبة المستثمرين والشركات للإستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها القطاع المصرفي، متمنياً أن يستفيد كافة المشاركين من أوراق العمل التي تم طرحها ومن محاور ومناقشات الندوة.

كما ألقى سليمان بن حمد الحارثي نائب الرئيس التنفيذي للأعمال المصرفية الإسلامية ببنك مسقط، كلمة بهذه المناسبة، قال: "إننا في ميثاق للصيرفة الإسلامية نهدف من تنظيم هذه الندوة إلى التعريف بمفهوم الصيرفة الإسلامية وبالمستجدات والخدمات والتسهيلات المصرفية التي يمكن تقديمها من خلال الصيرفة الإسلامية، كما تهدف الندوة إلى تسليط الضوء على العقود المالية التي تقدمها المؤسسات المالية وطرح الآراء حولها من الجوانب الشرعية والقانونية". وأوضح الحارثي أنّه ومنذ تدشين الصيرفة الإسلامية بالسلطنة ومن خلال دراستنا ومعرفتنا بالسوق، يتضح لنا أن أفراد المجتمع والشركات والمؤسسات لا يزالون بحاجة لمزيد من برامج التوعية واستثمار مختلف الوسائل الإعلامية للتعريف بكل المزايا والتسهيلات والخدمات التي تقدمها الصيرفة الإسلامية. وأضاف أنّ الصيرفة الإسلامية لا تقتصر فقط على المنتجات والخدمات، وإنما هناك العديد من المزايا المرئية وغير المرئية التي يمكن للصيرفة الإسلامية تقديمها للجمهور، لذلك وبحكم ريادة ميثاق للصيرفة الإسلامية في القطاع المصرفي العماني ولتحقيق العديد من الأهداف والرؤى أطلقنا برنامج "شعاع ميثاق" لتعزيز التنمية المعرفية بالاقتصاد الإسلامي عامة، وبالصيرفة الإسلامية خاصة، وذلك للعاملين في حقل الصيرفة الإسلامية والباحثين والمهتمين وللجمهور. وبيّن أنّ البرنامج يتضمن تنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى التنمية المعرفية خاصة فيما يتعلق بالصيرفة الإسلامية داخل وخارج بيئة عمل البنك. وأوضح الحارثي أنّه ومن خلال المؤشرات الأولية فإنّ الخبراء والمحللون يتوقعون نمواً ملحوظاً خلال المرحلة المقبلة للخدمات والتسهيلات التي تقدمها الصيرفة الإسلامية في السلطنة؛ حيث يمكن للصيرفة الإسلامية أن تقدم العديد من الخيارات في مجال التمويل والاستثمار، وذلك وفق مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، وفي مختلف المجالات والقطاعات. وتابع أن هناك فرصًا استثمارية في قطاعات محددة مثل الصحة وقطاع الطعام الحلال والأزياء الإسلامية وقطاع الزكاة والتأمين التكافلي والسياحة والفنادق والتعليم ووسائل الإعلام والترفيه وغيرها من القطاعات، ونحن في ميثاق رواد في هذا القطاع وحققنا خلال الفترة الماضية العديد من الإنجازات، ونجحنا في تمويل عدد من المشاريع الاقتصادية في مختلف المجالات. وقال إنّ ميثاق للصيرفة الإسلامية من بنك مسقط يتمتع بموقع وقوة مالية يستطيع من خلالها تقديم التمويل المناسب لإنجاح كافة المشاريع الاقتصادية والوقوف مع الشركات ورجال الأعمال لإنجاح مشاريعهم التجارية، مضيفاً أن ميثاق للصيرفة الإسلامية سيواصل دعمه لتنفيذ المشاريع التنموية المستدامة والمساعدة في تحقيق الاستقرار للاقتصاد الوطني، مؤكدا حرص ميثاق على الاستمرار في الريادة والتقدم بالقطاع المصرفي خلال الفترة المقبلة من خلال طرح مزيد من المبادرات والبرامج الوطنية. وقدم الحارثي بعض الإحصائيات والأرقام على مستوى السلطنة والمنطقة والعالم والتي تؤكد نمو وتقدم الصيرفة الإسلامية ودورها البارز في تنمية وتطوير عدد من القطاعات الهامة.

وشهدت ندوة عقود المصارف الإسلامية "النظر الفقهي والتطبيق القضائي"، تقديم عدد من أوراق العمل حيث قدم فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي رئيس هيئة الرقابة الشرعية لميثاق للصيرفة الإسلامية ورقة عمل تحدث من خلالها حول عقود المصارف الإسلامية والتنمية. وأكد داغي على مجالات التنمية التي يمكن للصيرفة الإسلامية أن تقوم بها وتشارك في تنمية وتطوير المشاريع التنموية. كما قدم عددا من الأمثلة والمجالات التي يمكن للصيرفة الإسلامية أن تسهم بدور أساسي فيها. وقدم الدكتور ماجد بن محمد الكندي عضو هيئة الرقابة الشرعية لميثاق ورقة عمل، قارن فيها بين عقود المصارف الإسلامية والبنوك الأخرى. أمّا الورقة الثالثة فقدمها فضيلة الشيخ الدكتور حمد بن خميس الجهوري قاضي محكمة الاستئناف رئيس الإدارة العامة للمحاكم، وكانت بعنوان "سلطة القاضي في تفسير عقود المصارف الإسلامية". وقدم فضيلة الشيخ أحمد بن سليمان البوصافي القاضي المنتدب بالمكتب الفني بالمحكمة العليا، ورقة العمل الأخيرة وتناولت "عقود المصارف الإسلامية وفق التجربة العمانية".

تعليق عبر الفيس بوك