نهائي "مدريدي" على "السان سيرو"

مجيد بن عبدالله العصفور

تُرى، هل يضيف ريال مدريد اللقب الحادي عشر إلى سجله المرصع بالمجد والبطولات، أم لدى الأرجنتيني سيميونى -مدرب أتليتكومدريد- رأي آخر؟!

فالغريمان اللدودان -اللذان يؤكدان علو كعب الكرة الإسبانية على نظيراتها الأوروبية- يُمثلان مدرستين مُختلفتين فى الأداء الكروي داخل المستطيل الأخضر.. فالريال سيد إسبانيا وأوروبا بأدائه الأنيق، وغريمه أتليتكو كذلك مقاتل بارع فى الخطط الدفاعية؛ ليبقى ملعب سان سيرو على موعد مع الإثارة في لقاء الحسم المقرر له الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

الريال يدخل المباراة وهو واثق بإمكانات لاعبيه في حصد اللقب، فيما لا يزال أتليتيكو يحلم بهذا اللقب الأوروبي، إذ لا يجد نفسه أقل شأنا من الريال وبرشلونة؛ ولهذا فإن الديربي المرتقب بلا شك سيشهد استعراضا إسبانيًّا خالصا أمام عالم كروي يبحث عن متعة جديدة قبل بطولة الأمم الأوروبية.

إنها بلا شك موقعة مدربين، وصراع إرادات، والأكيد أن زيدان يعرف قيمة أن يحفر اسمه كمدرب على هذه الكأس الفضية.

وأرى من وجهة نظري أنَّ الفريقين يملكان نفس الحظوظ وبنِسَب متساوية، وأن الفريق الذي يضمن أن لا يفرط فى فرص المباراة سيكون الأقدر على حسم النتيجة. لن تكون نتيجة كبيرة بتقديري، لكن المؤكد أننا سنشاهد موقعة كروية حامية الوطيس، الحظ سيكون إلى جانب الأقدر على ضبط توازنه وضرب خصمه فى اللحظات الحاسمة.

وبمقاربة سريعة، يستحق زيدان وسيميوني الوصول إلى النهائي؛ لأنهما كانا من بين الأفضل تكتيكا في البطولة، وسيميوني أثبت ذلك في السنوات الماضية.. ويعود هذان المدربان إلى بلد أطلق عليها مارادونا "جنة كرة القدم"؛ زيدان قضى 5 مواسم مع السيدة العجوز تحت قيادة كل من ليبي وانشيلوتي، جعلته الأغلى في العالم عند انتقاله إلى الملكي، أما سيميوني فقد قضى موسمين مع الإنتر، وبعدها لعب للازيو 4 مواسم.. وبعد مضي العديد من السنوات، يعود الاثنان إلى إيطاليا التي ربما تكون أحد العوامل الرئيسية في النضج التكتيكي لأبرز مدربي هذا الموسم.

إلا أنَّه وللأسف سيكون وجود سيميوني -المثير للجدل لحماسه الزائد وعدم تحكمه في أعصابه- في المدرجات ذا مردود سلبي في هذه المبارة، لذا فإنه ولكي يقلل من الأضرار، عليه أن يشرح لجهازه الفني التبديلات والإستراتيجيات التي يريد تغييرها أثناء المبارة مع كل سيناريو: في حال استقبلوا هدفا أو في حال سجلوا في هدفا. في حال كان فريقهم المسيطر أم لا، حتى يتبع الجهاز الفني تلك التعليمات دون تخبطات!

وعموماً.. تبقى مباراة الحسم المرتقبة بوَسْم "مدريدي" بامتياز، يُبرز قدرة ومهارة المدرِّبين في المستطيل الأخضر؛ إذ ستلعب المباراة على التفاصيل الصغيرة جدا، وهذه التفاصيل قد تحسم اللقاء.

تعليق عبر الفيس بوك