حصن مرباط : معلم أثري بارز يحاكي ‏الطراز ‏المعماري العماني على ارتفاع 12 مترا

شيد في بداية القرن التاسع عشر ‏الميلادي للدفاع عن ‏المدينة

مرباط - العمانية

تعد ولاية مرباط إحدى ولايات محافظة ظفار وهي تقع ‏في ‏سهل ‏جبل ‏سمحان، ‏وتطل على ساحل بحر العرب وهي ‏من ‏أهم ‏المدن ‏التاريخية ‏بمحافظة ظفار وتبعد عن مدينة صلالة نحو ‏‏74 ‏كيلومتراً.‏ وسميت مرباط بهذا الاسم نسبة إلى مربط الخيل ‏حيث ‏اشتهرت ‏في ‏القرن ‏التاسع الميلادي بتربية الخيول وتصديرها إلى ‏العديد ‏من ‏الموانئ ‏والمدن ‏العربية والإسلامية، إضافة إلى ‏تجارة ‏اللبان ‏والمنتجات ‏الحرفية ‏المختلفة.

وتتميز مرباط كباقي ‏ولايات ‏السلطنة بوجود ‏عدد من القلاع والمعالم التاريخية والأثرية ‏التي ‏جعلتها ‏مقصداً للسياح ‏والزوار أهمها حصن مرباط، الذي ‏ينفرد ‏بموقعه الاستراتيجي ‏ويطل على ‏ساحل الفرضة (ميناء ‏مرباط ‏القديم) ‏بالقرب من مسجد "النور" أقدم مسجد في مرباط ‏ وبجوار ‏سوق ‏مرباط القديم الذي يعده بعض المؤرخين من ‏أقدم ‏الأسواق في ‏محافظة ‏ظفار.‏

ويعود تاريخ بناء الحصن إلى بداية القرن التاسع عشر ‏الميلادي عام ‏‏1806م، وأمر ‏ السيد ‏سعيد ‏بن ‏سلطان بإضافة بعض الأبراج إليه، كما أمر السلطان سعيد ‏بن ‏تيمور بتدعيم ‏الحصن من الناحية الشمالية لتقويته بعد ‏فيضانات عام ‏‏1948م ‏وظل ‏الحصن مقرا لوالي الولاية حتى العام 1988م .‏

يقول عامر بن سعيد العمري مسؤول إدارة الحصن لوكالة الأنباء العمانية : "يعد حصن مرباط من المعالم الأثرية في الولاية ‏وشيد ‏على ‏الطراز ‏المعماري العماني كحصن دفاعي رئيسي عن ‏المدينة ‏وسكانها".

‏ وأضاف تبلغ مساحة الحصن 467 متراً ويصل ارتفاعه الى 12متراً ‏ويتكون ‏من ‏ دورين ‏وبرجين للمراقبة أحدهما في الركن الجنوبي الغربي والآخر في الركن الجنوبي الشرقي ويحتوي الدور الأول على ‏جناح ‏للحراس ويتكون الجناح من غرفة لقائد الحراس ومطبخ وسجن بطول 9 ‏أمتار ‏وعرض 3 أمتار بالإضافة الى مخزن وغرفة الحرس بطول 18 ‏متراً ‏وعرض 3 أمتار ويوجد بها فتحات بهدف الاستطلاع والمراقبة.

‏ويشتمل ‏الجناح الجنوبي للحصن على مجلس للوالي ‏يجتمع ‏فيه ‏الوالي ‏بالأعيان وأهل المدينة لمناقشة قضاياهم ومشاكلهم ‏بالإضافة الى ‏مكتب للوالي وغرفة لموظفي مكتب الوالي بطول 7 أمتار ‏وعرض 4 أمتار إلى ‏جانب بيت للماء كما يتكون الدور العلوي من مجلس ‏لاستقبال الضيوف بطول 14 مترا وعرض 3 أمتار بالإضافة الى ‏مجلس للنساء يبلغ ‏طوله 14 متراً وعرضه 3 أمتار إلى جانب غرف نوم ‏للوالي وعائلته ‏ إضافة إلى منصة للدفاع أمام الحصن تتكون من 3 مدافع ‏موجهة إلى ‏البحر للدفاع عن الحصن في حالة تعرض لأي هجوم من ‏السفن البحرية.

‏وتضم مرافق وقاعات الحصن مقتنيات من القطع الأثرية ‏التي كانت ‏تستخدم قديماً ومن أبرزها ‏حجر من ‏أساس المسجد القديم القريب من الحصن وقد حفر عليه عبارة ‏"ت312هـ".‏

وأشار مسؤول إدارة الحصن إلى أنّه تم إعادة ترميم الحصن في العهد الزاهر ‏لحضرة صاحب ‏الجلالة ‏السلطان ‏قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ‏ورعاه - في عام ‏‏1991م ‏وافتتح ‏رسميا في ‏عام 1994م ليصبح ‏مزارا سياحياً، كما ‏خضع ‏الحصن ‏في عام 2011م للترميم مرة أخرى من ‏الداخل والخارج.

وقد تم تخصيص أحد مرافق ‏الحصن ليكون مكتباً ‏لإدارة ‏وموظفي ‏الحصن ‏الذين يشرفون عليه وينظمون أوقات ‏الزيارة ‏ويقومون ‏بتعريف ‏الزوار ‏بتاريخ الحصن ومكوناته بالإضافة إلى ‏توزيع مطبوعات ‏عن ‏الأماكن السياحية بالولاية ومحافظة ظفار ‏.

وأضاف يفتح الحصن أبوابه للزوار من الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة ‏صباحاً حتى الثانية والنصف ظهرا، ‏ويشهد ‏العديد ‏من ‏الزيارات من ‏قبل الأهالي وطلاب المدارس ‏والسياح من معظم ‏دول ‏العالم كما تقام في ‏ساحته الأمامية والخلفية العديد من ‏الفعاليات ‏التراثية ‏مثل الأمسيات ‏الشعرية والمهرجانات الشعبية بالإضافة ‏إلى ‏ احتفالات ‏الأعياد الوطنية ‏وغيرها من المناسبات.

ونظرا لأهمية حصن مرباط التاريخية وبهدف تطوير المواقع الأثرية وتشجيع الحركة السياحية قامت وزارة السياحة بطرح مشروع تنفيذ معرض دائم بالحصن وقد اسندت الوزارة المشروع الى إحدى الشركات ومن المتوقع أن تبدأ الشركة أعمال تنفيذ المشروع قريبا.

وتشمل الأعمال توريد وتركيب جدران متحركة ثلاثية الأبعاد لعرض القطع الأثرية والقيام بأعمال الإنتاج الفني للمواد السمعية والبصرية المزمع تركيبها في المعرض بالإضافة الى تأثيث الحصن وتزويده بالمعلومات واللوائح التعريفية اللازمة وتركيب أجهزة العرض والشاشات الخاصة ونظام الصوت والإضاءة.

تعليق عبر الفيس بوك