أحمد السلماني
حزمة كبيرة من البرامج الرياضية والثقافية والاجتماعية تلك التي ستطلقها وزارة الشؤون الرياضية هذا الصيف، والتي أعلنت عنها قبل أيام والتي بلا شك أثلجت صدور المهتمين والمتابعين من الوسط الرياضي، وحتى الثقافي؛ فهي بحق إن سارت وفق المخطط لها ستأتي أكلها؛ بعد أن أضحت قطوف برامجها دانية لكل من أراد أن يجعل من صيفه وصيف أبنائه ومجتمعه رياضيًا، وما يتبع ذلك من صحة للبدن والفكر على حد سواء.
والأهم من ذلك كله الرسالة التي ترغب الوزارة في تبليغها للمجتمع العماني، والتي هي في الأصل قامت من أجلها وهي "الفوائد الجمة لممارسة الرياضة" والتي بلا شك ستسهم في خلق بيئة صحية على نطاق واسع؛ خاصة تلك التي يطلق عليها "أمراض العصر" والتي يمكن تفاديها من خلال الحركة والنشاط وممارسة الرياضة والأعمال البدنية التي صارت محدودة؛ والقارئ ليس بحاجة إلى أن يعرف ذلك؛ ولكنه في المقابل لا بد له أن يدرك ذلك، فالرياضة لها من الفوائد ما لا يُحصى ولا يُعد، وبالتالي فمن الظلم بمكان حصرها في نطاق ضيّق، وهنا وإن صدقت النوايا وتمّت إجادة العمل كما ينبغي من حيث تنفيذ حزمة البرامج التي وعدت بها الوزارة فإنّها بلا شك ضمنت تبليغ رسالتها السامية؛ وهي ضمان "الرياضة للجميع" ونشر الوعي الثقافي بأهميّتها والبرامج الثقافية والاجتماعية المصاحبة.
الحزمة اشتملت على أربعة برامج متنوّعة تمثلت في برنامج صيف الرياضة، وبرنامج معسكرات شباب الأندية، وبرنامج الأنشطة الشبابية للأندية والمجمّعات الرياضية (شبابي) وبرنامج شجع فريقك، ولست هنا بوارد تفصيل كل منها بعد أن تحدث عنها القائمون عليها في مؤتمر صحفي عام، وثقناه نحن كإعلاميين؛ لنكون شاهدين على تنفيذها، لأننا والرياضيين ندرك أهميتها وما يترتب عليها من نتائج مذهلة؛ ستخدم القطاع الرياضي والصحي بشكل كبير "فالفراغ مفسدة وأيّة مفسدة".
والفكر قبل الجسم إن لم يجد ما يشغله تاه، وهنا فإنّ الوزارة ترتقي بالقطاع الرياضي والثقافي من خلال تأدية رسالتها في هذا الصيف الحار، والذي ستشعله وستزيده حرارة من خلال هذه البرامج وخاصة "شجع فريقك"، هذه البطولة التي صنعت لها حضورًا طاغيًا على كافة أرجاء السلطنة، وباتت الفرق الأهلية تنتظرها بشغف كبير، وتحشد لها من الطاقات والإمكانيات ما يفوق قدرات بعضها، كما صنعت لها هويّة. والأجمل من كل ذلك التنافس من أجل المتعة وصنع الذات لدى الفريق واللاعب والمدرب، وكل من له علاقة بها فضلا عن التنافس المثير والتغطية الإعلامية الجيدة؛ كل ذلك يجعل قضية كل من طالب ويطالب بإلغائها كأنها حرث في الماء، فالمد هائل وصار حتميًا على الوزارة أن تسعى إلى تطويرها ورفع مكافآتها ودعم الأندية ماديًا بما يكفل لها تنظيم بطولة ناجحة.
وقبل أيام وفي تصريح لرئيس أحد الأندية قال إنّ بطولة "شجع فريقك" ساهمت في خلق ريع للنادي مكنه من تغطية بعض التكاليف التشغيلية، ومع ذلك أتمنى من الأندية أن تفتح الملاعب بالمجان لضمان الحضور الجماهيري، وبالتالي إمكانية توظيف الحدث والبطولة تسويقيًا.
هناك سبب قوي يدفع تيار المعارضين لإقامة البطولة إلى الإصرار على إلغائها وهو معاناة الأندية من الإصابات التي قد تلحق ببعض اللاعبين جراء مشاركاتهم لدى الفرق الأهلية بالبطولة، كذلك عامل الإرهاق حيث وبعد موسم كروي شاق انطلق دوري القوات المسلحة وستتبعه بطولة "شجع فريقك" وبعدها مباشرة سينطلق الموسم الكروي مجددًا، فهل هذا اللاعب من البشر أم هو مخلوق من أساطير الفنتازيا السينمائية..
أتمنى وضع ضابط لمشاركة لاعبي الأندية في البطولة ولا بأس في أن يتم منع لاعبي الأندية من المشاركة بها وفتح المجال أمام المواهب الجديدة التي قد تلتحق بالأندية حال بروزها.