الأطراف المتحاربة في اليمن تتفق على إطلاق سراح جميع الأسرى خلال 20 يومًا

القاهرة - رويترز

قالت مصادر مطلعة على محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في الكويت إنّ الأطراف المتحاربة في اليمن توصلت إلى اتفاق أولي أمس على إطلاق سراح جميع الأسرى على أن يبدأ ذلك خلال20 يومًا. وهذا الاتفاق من أهم ما تحقق حتى الآن في المفاوضات المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع والتي واجهت صعوبات في الأيام الأخيرة في الحفاظ على وقف لإطلاق النار على الأرض الذي بدا أنه يوشك على الانهيار.

وتدخل تحالف تقوده السعودية في الصراع الدائر في اليمن قبل عام بضربات جوية في الأساس لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وبدأ سريان وقف متقطع لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ الشهر الماضي لإتاحة فرصة للمحادثات الدائرة في الكويت لكنّ الجانبين يتبادلان الاتهامات بانتهاكه.

وفي سياق آخر، نددت الحكومة اليمنية بطرد مئات الأشخاص من مدينة عدن الجنوبية، ممن تعود أصولهم إلى شمال البلاد، في أعقاب سيطرة الموالين للحكومة على المدينة وطرد الحوثيين منها. ورفض الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، هذا التصرف، منتقدا إيّاه بأنه "غير مقبول".

ونقلت وكالة أنباء سبأ الرسمية عنه قوله إنّ "سلوك بعض الأفراد بطرد مواطنين من تعز ومدن أخرى من عدن غير مقبول." وأضاف أن لتعز أهمية استراتيجية بالنسبة إلى عدن.

وكانت تعز، الواقعة جنوب غربي البلاد، تاريخيا، جزءا من اليمن الشمالي، الذي ينظر كثير من المواطنين في عدن والمحافظات الأخرى في الجنوب، إلى سكانه باعتبارهم محتلين. وأفادت تقارير بأنّ جماعات مسلحة أجبرت مواطنين شماليين على النزوح خلال نهاية الأسبوع.

وقال رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، إن طرد هؤلاء الأشخاص غير قانوني، وأمر السلطات في عدن بحماية المواطنين الشماليين هناك. وأضاف أنّ هذا العمل "عقاب جماعي لمجموعة من المواطنين."

وقد مزق اليمن صراع دموي منذ استيلاء حركة أنصار الله الحوثية، التي تقطن في شمال البلاد، والمساندين لها على العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد في سبتمبر 2014. وتمكنت القوات الموالية للحكومة في مارس من العام الماضي، والمسلحون الجنوبيون الذين يدعمهم التحالف الذي تقوده السعودية، من طرد المسلحين من المناطق الجنوبية، بما فيها عدن. لكن السلطات لا تزال تكافح لتأمين المدينة، التي أعلنتها الحكومة عاصمة مؤقتة لها، مع زيادة الهجمات المنسوبة إلى تنظيم القاعدة، وتنظيم "الدولة الإسلامية".

ويتهم نشطاء موالون للحكومة الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الذي يقاتل أنصاره مع الحوثيين، بمساندة المسلحين المتشددين لتنفيذ هجمات على الموالين للرئيس هادي. وكان اليمن الجنوبي، الذي عرف باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولة مستقلة قبل توحيد شطري اليمن في عام 1990.

وفي 1994، تمكّنت حكومة صنعاء من دحر حركة انفصاليّة لم تعش طويلا في الجنوب، ومنذ ذلك الوقت يشكو المواطنون في الجنوب من التمييز ضدهم. ونزح كثير من الشماليين إلى عدن وإلى مدن أخرى في الجنوب، ويتهم أهل الجنوب هؤلاء الشماليين بالاستفادة من نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الاستيلاء على الأراضي والممتلكات في الجنوب. وكان آلاف من مؤيدي حركة انفصال الجنوب قد تظاهروا في عدن الشهر الماضي مطالبين بانفصال الجنوب.

تعليق عبر الفيس بوك