سوريا: القوات الحكومة تقصف ريف دمشق والمعارضة تأسر جنودا إيرانيين.. وتعهد روسي أمريكي بالوصول لحل سياسي

لافروف يبلغ كيري ضرورة منع وصول الإمدادات للمتطرفين عبر تركيا

عواصم - رويترز

قالتْ وزارة الخارجية الروسية إنَّ وزير الخارجية سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري -في مكالمة هاتفية، أمس- أنَّه يجب اتخاذ إجراءات لمنع وصول إمدادات "للمتطرفين" في سوريا عبر الأراضي التركية. وأضافت الوزارة بأنَّ لافروف وكيري أكدا ضرورة أن تواصل الحكومة السورية المحادثات مع كل أطياف المعارضة. وذكرت أن المكالمة جاءت بمبادرة من الولايات المتحدة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ قوات الحكومة السورية وحلفاءها قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الريف الشرقي لدمشق أمس واشتبكت مع فصائل المعارضة بالمنطقة. وذكر المرصد -ومقره بريطانيا- أنَّ قذيفة مورتر أصابت نحو 20 شخصا بعضهم بإصابات خطيرة حول مدينة عربين بمنطقة الغوطة الشرقية وأن قصفا قرب دوما المجاورة قتل شخصا واحدا على الأقل.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنَّ الاشتباكات الأخيرة تمثل تصعيدا كبيرا في القتال بالغوطة الشرقية؛ حيث أعلن الجيش الأسبوع الماضي تهدئة مؤقتة لم تعد سارية الآن. وفي الأسابيع الأخيرة كانت بعض فصائل المعارضة المسلحة تقاتل بعضها البعض في المنطقة. وقال عضو بارز بالبرلمان الإيراني، أمس، إنَّ المعارضة السورية المسلحة أسرت ما يصل إلى ستة جنود إيرانيين؛ وذلك بعد يومين من تأكيد الحرس الثوري وقوع خسائر في معركة قرب حلب. وتساند إيران وروسيا الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات بينما تدعم دول خليجية عربية وقوى غربية فصائل عديدة من المعارضة المسلحة.

وسيطر المعارضون، يوم الجمعة، على قرية خان طومان على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من حلب، وقتلوا عددا من الجنود الإيرانيين ليكبدوا طهران إحدى أكبر خسائرها في سوريا. ونقلت وكالة ميزان الإخبارية على الإنترنت عن إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني قوله "وفقا لأحدث الأرقام .. قتل 13 من المدافعين عن الضريح وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة." وتطلق إيران على قواتها في سوريا وصف "المدافعون عن الضريح" في إشارة إلى مسجد السيدة زينب -حفيدة النبي محمد- والذي يقال إنها دفنت به قرب دمشق.

وكانت تلك المرة الأولى التي تؤكد فيها إيران أسر أي من مقاتليها في سوريا. وفي ديسمبر الماضي قال مقاتلون إسلاميون في خان طومان إنهم أسروا إيرانيين اثنين لكن طهران لم تؤكد ذلك. وشن تحالف جيش الفتح -الذي يضم مقاتلين إسلاميين سنة بينهم جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة- أحدث هجوم على خان طومان. ونشر جيش الفتح وجماعات تابعة له مقاطع فيديو وصورا على مواقع التواصل الاجتماعي لما بدت أنها جثث مقاتلين إيرانيين أو مقاتلين شيعة آخرين سقطوا في خان طومان.

وتوسَّطتْ الولايات المتحدة وروسيا قبل أيام في وقف لإطلاق نار في حلب -كبرى المدن السورية قبل الحرب- والتي شهدت بعضا من أعنف المعارك في الحرب. وتقول إيران إن الهدنة استغلت لمساعدة المعارضة المسلحة على إعادة تجميع صفوفها وشن هجمات.

وأطلق الجيش السوري الحر في 2013 سراح نحو 50 إيرانيا مقابل الإفراج عن أكثر من ألفي سجين لدى القوات الحكومية في اتفاق توسطت فيه تركيا وقطر. وفي ذلك الوقت نفت إيران أي مشاركة عسكرية في سوريا وقالت إن السجناء الإيرانيين كانوا من الزوار الشيعة. وأفاد بيان مشترك نقلته وكالات أنباء روسية أن روسيا وأمريكا أكدتا يوم الإثنين التزامهما باتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا وقالتا إنهما ستكثفان الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع هناك.

وطالبتْ موسكو وواشنطن كذلك جميع الأطراف بوقف الهجمات على المدنيين والبنية الأساسية المدنية. وقال البلدان إنهما سيعملان على إقناع الأطراف المتحاربة في سوريا بالالتزام باتفاق وقف العمليات القتالية. وأفاد البيان "قررنا تأكيد التزامنا مجددا (بوقف إطلاق النار) في سوريا وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد".

تعليق عبر الفيس بوك